هل دخلت بريطانيا في مرحلة ركود؟.. 6 أسئلة تكشف حقيقة مؤلمة
يبدو أن المملكة المتحدة على وشك الوقوع في ركود خلال الأشهر المقبلة، مع توقف النمو الاقتصادي بالفعل وتزايد التوقعات القاتمة.
تتزايد مخاوف الركود في بريطانيا، في ظل أزمة تكلفة المعيشة التي يتعرض لها الأشخاص تحركها معدلات تضخم قياسية، تجعل من الصعب إنفاق الأموال، وهو ما يؤثر بالسلب على الشركات.
وتعرضت موارد الأسر لمزيد من الضغط بسبب الانخفاض الحقيقي في الأجور وارتفاع معدلات البطالة، وفي الوقت نفسه، بدأت الشركات ذات الأسماء الكبيرة بالفعل في الإفلاس بسبب الضغوط المالية الكبيرة التي تواجهها.
وسط هذه الفوضى الاقتصادية، ارتفعت أسعار الفائدة على مدار العام، في أعقاب الميزانية المصغرة التضخمية التي قدمتها حكومة ليز تراس في سبتمبر/أيلول الماضي.
خلال بيان الخريف الذي أدلى به في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، كشف وزير المالية البريطاني، جيريمي هانت عن الصداع الاقتصادي الكبير الذي يواجه البلاد، حيث قدم ميزانية تقشف خفيفة والتي تعني أنه من المحتمل دفع ضرائب أعلى لبعض الوقت، لكن هذا الحل لم يلق ترحيبا في جميع الأوساط.
مع تجمع الغيوم الاقتصادية المظلمة في لندن، ما هو الركود؟
يعني الركود معاناة بلد ما من التدهور الاقتصادي، وتحسب ثروة المملكة المتحدة من خلال ناتجها المحلي الإجمالي، وعندما ينخفض معدل الناتج المحلي الإجمالي إلى ما دون الصفر، فهذا يعني أن الاقتصاد يتقلص.
إذا انخفض الناتج المحلي الإجمالي لربعين متتاليين (فترة 6 أشهر)، يتم تعريف هذا على أنه ركود.
يمثل الركود مشكلة بالنسبة لبلد ما لأنه يعني أن المستهلكين والشركات من المرجح أن ينفقوا نقودا أقل، وبالتالي، فهذا يعني أنه من غير المحتمل أن تكون الحكومة قادرة على الخصول على نفس القدر من الأموال من الضرائب.
هل المملكة المتحدة في حالة ركود؟
الركود كان قائما بالفعل منذ عدة أشهر، حيث كان الاقتصاد يكافح من أجل النمو طوال عام 2022، لكنه نما بنسبة 0.4% فقط في الربع الأول من العام، وفقًا لمكتب الإحصاء الوطني، ثم انخفض بشكل هامشي في الأشهر الأخيرة.
يتعثر اقتصاد المملكة المتحدة بسبب التضخم القياسي ونقص الموظفين وقضايا سلسلة التوريد، وكلها خلقت بيئة من انخفاض ثقة المستهلك والأعمال.
إذا لم تشعر هاتان المجموعتان اللتان تقودان الاقتصاد بالتفاؤل، فسوف تنفقان أقل، وفي حالة الشركات، يمكن أن تقلل من النشاط.
توقع بنك إنجلترا أن تدخل المملكة المتحدة فترة ركود في أواخر عام 2022، مؤكدا أنه قد يكون الأطول على الإطلاق، وتوقع أن ينخفض الاقتصاد بنسبة تتراوح بين 0.1% و 1% في كل ربع سنة حتى عام 2024 على الأقل.
كما توقع البنك المركزي البريطاني أن دخل الأسرة الحقيقي سينخفض مرة أخرى بنسبة 1.75% خلال الـ12 شهرا المقبلة، قبل أن يتعافى بحلول عام 2025، وستنفق الأسر حوالي 1.5% أقل خلال العامين المقبلين. في حين أن هذه الأرقام لا تبدو كبيرة، فمن المرجح أن تترجم إلى انخفاض كبير في الإيرادات الضريبية.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يتراجع الاستثمار التجاري بنسبة 10% بحلول نهاية عام 2024.
وتقترض الشركات الأموال للاستثمار في عملياتها الحالية أو التوسع، لكن عندما يصبح الاقتراض أكثر تكلفة، كما حدث هذا العام، فإن القطاع الخاص يميل إلى تقليص عملياته.
يقترض عامة الناس أيضا الأموال لتمويل أشياء مثل شراء المنازل، نظرا لأن رسوم الدمغة هي أحد أكبر تدفقات الدخل لخزانة المملكة المتحدة، فمن المرجح أن يؤدي أي تباطؤ في هذا السوق إلى تقليل الإنفاق العام أو زيادة الاقتراض الحكومي.
في الوقت الحالي، تشير جميع الدلائل إلى أن تنبؤات بنك إنجلترا بحدوث ركود تحققت في بداية أكتوبر/تشرين الأول، حيث أعلن قطاعا الخدمات والتصنيع عن تباطؤ في الإنتاج.
بالنسبة للخدمات، أظهر مؤشر S&P Global وCIPs (استنادًا إلى مسح لآلاف من الشركات البريطانية) أن القطاع راكد لأول مرة منذ 18 شهرا، حيث أدت الضغوط التضخمية إلى زيادة تكاليف التوريد، بينما اضطرت بعض الشركات أيضا إلى تجميد التوظيف.
وفي قطاع التصنيع أظهر نفس المؤشر انكماش القطاع للشهر الثالث على التوالي، وقال المسح إن ارتفاع حالة عدم اليقين الاقتصادي والتضخم وأزمة تكلفة المعيشة أجبر العملاء على تأجيل أو إلغاء الطلبات.
ماذا يحدث في حالة الركود؟
عندما يتحول النمو الاقتصادي إلى تدهور، تميل الشركات إلى البحث عن طرق لتوفير المال، وبعض الشركات تخرج عن العمل تماما.
يعني هذا النشاط أنه من المرجح أن يتم تقليل الاستثمار، وخفض الوظائف، وفي النهاية، تتلقى الحكومة أموالا أقل من خلال الضرائب.
في آخر ركود كبير في عام 2008، بلغت مستويات البطالة في المملكة ذروتها ذروتها عند 10%، وفقا لـ"national world.".
في حالة الركود الاقتصادي التي تقترب، يتوقع بنك إنجلترا أن ترتفع البطالة من حوالي 3.5% إلى أقل بقليل من 6.5% بحلول منتصف عام 2025 على الرغم من أن أسوأ سيناريو يقول إنه قد يرتفع إلى ما يقرب من 9%.
بالنسبة للمستهلكين الذين يحتفظون بوظائفهم، تقل احتمالية حصولهم على زيادات في الأجور، وهو أمر يمكن أن يؤثر بشدة على قوتهم الشرائية عندما يكون التضخم مرتفعا، وهذا بدوره يعني أنه من غير المحتمل أن ينفقوا الأموال على أي شيء آخر غير الأساسيات، مثل الغذاء والوقود وتكاليف المنزل.
والنتيجة المباشرة لكل هذا الإنفاق المنخفض هي أن أسعار المساكن تميل إلى الانخفاض. في المقابل، هذا يعني أن وزارة المالية تكافح من أجل جمع أكبر قدر من الضرائب من خلال رسوم الدمغة، أحد مصادر الدخل الرئيسية.
إلى متى يستمر الركود؟
يعتمد طول الفترة الزمنية التي يستمر فيها الركود على الإجراءات التي تتخذها الحكومة للمساعدة في إنعاش الاقتصاد، وفقًا لمجلة فوربس، فإن متوسط الركود في الولايات المتحدة يستمر لمدة 11 شهرًا.
بعد ركود عام 2008، استغرقت المملكة المتحدة 5 سنوات لإعادة اقتصادها إلى الحجم الذي كان عليه قبل الانهيار، ويقول بنك إنجلترا إن هذا الركود الحالي قد يستمر لمدة عامين.
متى كان الركود الأخير في المملكة المتحدة؟
كانت آخر مرة دخلت فيها المملكة المتحدة في حالة ركود في أغسطس/أب 2020، بسبب جائحة كوفيد -19، وأغلقت الشركات أبوابها وفقد الكثير من الناس وظائفهم وانخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 20.4%.
كان الركود الأكثر شهرة في المملكة المتحدة هو انهيار عام 2008، والذي أطلق عليه اسم الركود الكبير، وكان سببه ارتفاع أسعار الطاقة وانهيار سوق الإسكان.
استمر هذا الركود لمدة خمسة أرباع وكان الأطول على الإطلاق منذ الحرب العالمية الثانية، وكان الانكماش في عام 2008 عالميا، مما أثر على جميع دول مجموعة السبع.
ماذا يحدث عندما تكون هناك معدلات تضخم عالية؟
يكون الركود أكثر احتمالا عندما يكون التضخم مرتفعا، ويبلغ المعدل الحالي للتضخم في المملكة المتحدة 11.1% وهو أعلى معدل له منذ أكثر من 41 عاما.
نظرًا لأن معظم الأجور لم تواكب هذا المستوى من التضخم، فمن المرجح أن يتعرض المستهلكون لضربة في قوتهم الشرائية.
يعني هذا السيناريو أنه من غير المحتمل أن ينفقوا الأموال على أي شيء بخلاف العناصر أو الخدمات الأساسية، مما يؤدي بدوره إلى إضعاف مبيعات الشركات.
نظرا لأن الشركات تضررت أيضا من ارتفاع التكاليف، فمن المحتمل أن تقلل من الاستثمار في نهاية المطاف، وتؤدي سلسلة الأحداث هذه إلى تراجع النمو الاقتصادي أو توقفه تماما.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDcuNTcg
جزيرة ام اند امز