هل تبتعد منطقة اليورو عن خطر الركود الشتوي العميق؟.. مشهد مؤقت
تراجع احتمال أن تقع منطقة اليورو في ركود عميق هذا الشتاء، وفقا لاقتصاديين قلصوا توقعاتهم بشأن أضرار قد تتعرض لها خلال الشتاء المقبل.
ومردّ هذه التوقعات المتفائلة، إلى الدعم المالي الكبير من عديد الحكومات تجاه الأسر والشركات لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة، وانخفاض أسعار الغاز الطبيعي بعد زيادات تاريخية في الشهور الماضية، وخريف معتدل حتى اليوم.
وما يزال معظم المتنبئين يتوقعون أن يتقلص إنتاج منطقة اليورو في الأرباع القادمة، إذ قالت المفوضية الأوروبية في وقت سابق من هذا الشهر إنها تتوقع انكماش الاقتصاد بنسبة 0.5% في الربع الرابع وبنسبة 0.1% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام المقبل.
الانكماش المعتدل
لكن الانكماش سيكون أكثر اعتدالا مما كان يُخشى سابقاً، إذ يتوقع الاقتصاديون نمو منطقة اليورو بنسبة 3.2% لعام 2022 ككل، ارتفاعا من توقع سابق عند 2.7% في يوليو/تموز الماضي، بحسب مؤسسة Consensus Economics.
ويبدو أن منطقة اليورو بدت أكثر استعدادا لمواجهة أزمة شح الطاقة في الشتاء، مع مؤشرات على خريف معتدل وربما شتاء معتدل كذلك للشهور المقبل، حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل.
وأثار إغلاق موسكو لخط أنابيب الغاز الرئيسي نوردستريم 1 خلال الصيف مخاوف من أن المنطقة ستكافح لتحل محل مصادر الطاقة الروسية وأدى إلى ارتفاع أسعار الغاز.
لكن تشهد منطقة اليورو درجات حرارة معتدلة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما يعني أن المنازل والمصانع تستخدم طاقة أقل لأغراض التدفئة، مما يساعد على إبقاء مرافق تخزين الغاز قريبة من طاقتها الكاملة.
في الأسبوع الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، انخفض استهلاك الغاز في أكبر ثلاثة اقتصادات في منطقة اليورو، وهي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، بنسبة 30% عن متوسط 2017-2021، وفقا لبيانات ENTSO-E.
والأسبوع الماضي، توقع بنك جولدمان ساكس هذا الأسبوع انكماشا بنسبة 0.7% في اقتصاد منطقة اليورو خلال الربع الأخير 2022، انخفاضا من توقع سابق بانخفاض قدره 1% في تقديرات سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال سفين جاري ستين، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في بنك جولدمان ساكس، إن انخفاض أسعار الغاز وانخفاض مخاطر تقنين الطاقة والدعم المالي الإضافي من الحكومات يشير إلى "ركود ضحل".
القلق يتقلص
لكن رغم المؤشرات السابقة، يشعر الاقتصاديون بالقلق من بقاء إمدادات الغاز الروسية محدودة، إذ سيكون من الصعب إعادة ملء سعة التخزين في أوروبا في الشتاء المقبل.
كما سيستغرق انخفاض أسعار الطاقة بالجملة وقتا حتى تصل إلى المستهلكين، ما يعني أن تأثيرات ارتفاع فواتير الطاقة قد تبقى حاضرة حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل على الأقل.
هذه التوقعات تبقى في ظل السيناريوهات الحالية، إذ قد تلجأ روسيا إلى وقف كامل لإمدادات الغاز، وتحويلها إلى الشرق نحو الصين والهند، ما يعني أن أوروبا ستكون على موعد مع أزمة متصاعدة في الشتاء.
الأمر الثاني، هو تعرض منطقة اليورو ودول الاتحاد الأوروبي إلى شهور مقبلة باردة، إذ لم يبدأ بعد فصل الشتاء، والذي عادة ما يسجل درجات حرارة سالبة في الربع الأول من كل عام، لعدة أيام، ما يعني زيادة في الطلب على مصادر الطاقة.
aXA6IDMuMTQ0LjQzLjE5NCA=
جزيرة ام اند امز