للمناخ مفعول السحر.. "كوب 27" تدفع العلاقات الأمريكية-الصينية
قال كبير مفاوضي المناخ الصينيين شيه تشن هوا، اليوم السبت، إنه يتوقع أن يواصل تعاونه المباشر حول تغير المناخ مع نظيره الأمريكي جون كيري.
وذلك بعد انتهاء قمة الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ عام 2022 "كوب27" المنعقدة في مصر.
والصين والولايات المتحدة هما أكبر دولتين في العالم مسؤولتين عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ويعتبر التعاون بين الدولتين حيويا في الجهود الدولية لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.
وفي الأسبوع الماضي، وافق الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الأمريكي جو بايدن على استئناف التعاون بشأن تغير المناخ بعد توقف استمر شهورا في ظل التوترات الناشئة عن قضية تايوان.
وبحسب تسجيل استمعت إليه رويترز لإيجاز تحدث خلاله شيه مع عدد محدود من الصحفيين، قال رئيس الوفد الصيني في قمة كوب27 إنه اجتمع مع كيري عندما سمح وقت مفاوضات القمة.
وأضاف أنه ما زال هناك الكثير الذي يحتاج للنقاش بين الدولتين وأن نتائج المحادثات يمكن إعلانها في تاريخ لاحق.
وقال المفاوض الصيني إن الأحاديث مع الولايات المتحدة "صريحة وودية وإيجابية وتفاعلية".
وقال شيه إن الصين تدعم العمل الجاري لتأسيس صندوق للتعويض عن "الخسائر والأضرار" لمساعدة الدول الفقيرة في مواجهة الأضرار التي تعرضت لها بسبب تغير المناخ، وهي واحدة من النقاط الشائكة في المحادثات.
وأضاف أن الصين تتفق مع وجهات نظر الدول الأعضاء في مجموعة السبع والسبعين، التي تضم دولا نامية، بشأن الخسائر والأضرارا وأنها "متفائلة بشدة" بأنه سيكون هناك اتفاق.
وتصف الأمم المتحدة الصين بأنها دولة نامية على الرغم من أن اقتصادها ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقال شيه إن الدول المتقدمة مسؤولة عن مساعدة الدول الفقيرة في سداد تكاليف معالجة آثار تغير المناخ، لكن هناك دولا نامية مثل الصين يمكن أن تسهم طوعا في صندوق التعويض عن الخسائر والأضرار أو أي صناديق أخرى.
فيما تقول الدول المعرضة للخطر والناشطون إن الدول الغنية التي تسببت في الجزء الأكبر من تغير المناخ بانبعاثاتها على مدار التاريخ يجب أن تدفع الآن.
ورفضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هذا الطرح خشية الدخول في دوامة من الالتزامات. وتراجع الاتحاد الأوروبي عن موقفه في مؤتمر كوب27 وقال إنه يؤيد تأسيس صندوق بموجب شروط معينة، من بينها أن تدفع فيه الصين، التي تصنفها الأمم المتحدة دولة نامية، لكنها أيضا ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
وتقتضي الموافقة على تأسيس صندوق أن تفصح الدول عن تفاصيل على غرار المصدر الذي يتعين أن تأتي منه هذه الأموال، وما هي الدول أو الكوارث التي تؤهل للحصول على تعويضات.
وقدم عدد قليل من الحكومات التزامات تمويل محدودة نسبيا ورمزية من أجل الخسائر والأضرار، وهي الدنمارك وبلجيكا وألمانيا واسكتلندا إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
ويساعد بعض التمويل القائم من الأمم المتحدة وبنك التنمية الدول على مواجهة الخسائر والأضرار، رغم أنه غير مخصص رسميا لهذا الهدف.
وبعد ضغوط من البلدان النامية، اتفقت الدول على وضع الخسائر والأضرار على جدول أعمال قمة "كوب 27" لأول مرة.
واتفقت الاقتصادات النامية والناشئة على مطلب موحد هو أن توافق الدول على تأسيس صندوق للخسائر والأضرار.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه لا يمكنه تأييد تأسيس صندوق إلا إذا كان سيستهدف دعم الدول الأكثر عرضة لخطر تغير المناخ. وقد يشمل ذلك دولا تتألف من جزر مثل جزر المالديف وجاميكا على الرغم من عدم وجود تعريف رسمي حتى الآن.
وحتى إذا ما تم الاتفاق خلال كوب27 على إنشاء صندوق فإن الأمر قد يستغرق نحو عامين قبل أن يصبح جاهزا لتوزيع الأموال.
واقترحت بعض الدول ترتيب مصادر تمويل متعددة متناهية الصغر، بدلا من صندوق مركزي واحد. ويمكن أن يشمل ذلك سحب أموال من صناديق دولية قائمة على الرغم من أن بعض الخبراء يقولون إن مشكلات مثل التأخير لفترة طويلة تجعل هذه الصناديق غير مناسبة لمواجهة الخسائر والأضرار.
لكن في ظل انعدام الثقة القائم بعد فشل الدول الغنية في تقديم 100 مليار دولار لتمويل المناخ سنويا بحلول 2020 فإن بعض الدول تستكشف طرقا أخرى.