الاحترار وسباق الغاز العالمي.. كارثة "تختمر" بأفق المناخ
أصبح تعطش العالم، وتحديدًا دول الاتحاد الأوروبي للغاز الطبيعي، وعدم الاعتماد على الغاز الروسي، أشبه بالكارثة التي تختمر بأفق المناخ.
الغاز ومخاطر تجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية
وقد أفاد تقرير جديد أن تعطش العالم للغاز ليحل محل الإمدادات الروسية، يهدد بتجاوز هدف 1.5 درجة مئوية الحاسم لتجنب أضرار مناخية كارثية.
وبحلول عام 2030، يمكن أن يكون لدى البلدان فائض من الغاز الطبيعي المسال يبلغ 500 ميجا طن، وهو ما يعادل خمسة أضعاف ما استوردته أوروبا من روسيا في عام 2021، وفقاً لمجموعة الأبحاث "كلايمت أكشن تراكر" (Climate Action Tracker).
كما وجدت مجموعة الأبحاث أيضاً أن انبعاثات الكربون القادمة من مشاريع إنتاج الغاز الطبيعي المسال قيد الإنشاء والمعتمدة والمقترحة حتى عام 2050 ستستهلك حوالي 10% من الانبعاثات المتبقية التي تركها العالم للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة إلى أقل من 1.5 درجة، كما أوردت وكالة بلومبرج.
من جانبه قال بيل هير، الرئيس التنفيذي لمنظمة "كلايمت أناليتيكس"، وهي منظمة شريكة لمجموعة "كلايمت أكشن تراكر": "نشهد اندفاعًا كبيرًا لتوسيع إنتاج الغاز الأحفوري وقدرة استيراد الغاز الطبيعي المسال في جميع أنحاء العالم، وهذا يمكن أن يتسبب في أن تخرق الانبعاثات العالمية مستويات خطرة".
وأصبح الاندفاع نحو الغاز قضية رئيسية في قمة المناخ "كوب 27" في شرم الشيخ، مصر. حيث يتعرض الاتحاد الأوروبي لانتقادات بسبب بناء بنية تحتية جديدة للغاز يمكن أن تربط القارة بالوقود الأحفوري لفترة أطول من المتوقع. وقد وجهت اتهامات من قبل مراكز بحثية، مثل؛ "باور شيفت أفريقيا" إلى ألمانيا، باستخدامها القارة كمحطة وقود، في الوقت الذي تسارع فيه لتأمين إمدادات بديلة من السنغال ودول أفريقية أخرى.
دعم اكتشافات الغاز بالجزائر
في هذا الصدد، قال المفوض الأوروبي قدري سيمسون إن الاتحاد الأوروبي سيدعم استكشاف المزيد من حقول الغاز في الجزائر - على عكس تأكيد وكالة الطاقة الدولية بأنه يجب ألا يكون هناك إنتاج جديد للوقود الأحفوري إذا كان للعالم أن يحقق أهدافه المناخية. ضمّ آل غور، نائب الرئيس الأميركي السابق الذي تحول إلى ناشط مناخي، صوته إلى الانتقادات في الافتتاح الرسمي لقمة "كوب 27"، قائلاً إنه يتعين على الدول الغنية تجاوز استعمار "الوقود الأحفوري".
وقال غور: "يجب أن نرى ما يسمى بـ " الاندفاع نحو الغاز" على حقيقته: اندفاع من فوق جسر نحو الهاوية، تاركاً دول العالم في مواجهة فوضى مناخية ومليارات من الأصول العالقة، خاصة هنا في إفريقيا".
من جانبه، يجادل الاتحاد الأوروبي بأنه ما يزال على المسار الصحيح لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55% بحلول نهاية العقد، وأن الحرب الروسية ستسرع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة بدلاً من إبطائه، وذلك لكونها مصدراً للطاقة المحلية الرخيصة. كما شدد على أن العلاقات الجديدة ستفسح المجال لتدفقات الهيدروجين الأخضر في المستقبل.
علاوةً على ذلك، قال جاكوب ويركسمان، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن المناخ في "كوب 27": "يتحمل الاتحاد الأوروبي مسؤولية ضمان حصولنا على إمدادات الطاقة الضرورية لسكاننا، وعلينا القيام بذلك في سياق قطعنا فيه الإمدادات من روسيا؛ وبينما ندخل في أي نوع من العلاقات حيث يتخذ بلد ما خياراً بشأن مضاعفة الاستثمار في الوقود الأحفوري، فإننا نقدم لهم بديلاً ونشجعهم على تبنيه أيضاً".
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xMzgg جزيرة ام اند امز