استهدفت جماعات مسلّحة موالية لإيران قبل أيام المطار الدولي في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
وقُتِل شخصٌ واحد فيما جُرِح ستة آخرون في أول هجومٍ تتبناه مجموعات مدعومة من طهران منذ وصول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى البيت الأبيض، وهو الثاني من نوعه بعد استهداف انقلابيي "الحوثي" مطارا مدنيا في المملكة العربية السعودية قبل أكثر من أسبوع، ما يرجح ازدياد التهديدات الإيرانية للمنطقة خاصة مع استمرار القصف الإسرائيلي لمواقع مليشيات طهران في سوريا.
ويبدو أن استهداف مليشيا "سرايا أولياء الدم" المدعومة من طهران لمطار أربيل الدولي، يوحي بوجود تنسيقٍ تركي - إيراني جديد، لا سيما أن كلا الجانبين استهدف معاً في شهر حزيران/يونيو الماضي، معاقل المسلّحين الأكراد المعارضين لأنقرة وطهران في منطقةٍ جبلية داخل إقليم كردستان، علاوة على أن استهداف المطار تمّ بعد مرورِ عدّة ساعات على هزيمة الجيش التركي، الذي أعلن إيقاف هجومه العسكري ضد مقاتلي حزب "العمال الكردستاني" داخل الإقليم بعدما تسبب بمقتل 13 رهينة من عناصره الذين كانوا قد وقعوا في الأسر لدى "الكردستاني" قبل نحو 6 سنوات.
ومع أن أطرافا دولية وإقليمية أدانت الهجوم، لكن من المستبعد أن تتوقف مثل هذه الهجمات التي تستهدف على الدوام الدول والمناطق المناهضة للمشاريع الإيرانية في المنطقة، ويبدو أن طهران تحاول الضغط على واشنطن من خلال استهداف قواعدها العسكرية في المنطقة كما حصل في مطار أربيل ويحصل دوماً في بغداد، لإرغامها على العودة للاتفاق النووي.
وعلى الرغم من أن طهران نفت صلتها بهجوم أربيل الأخير، فإنها بكل تأكيد لا تستطيع أن تنفي علاقاتها مع المجموعات المسلّحة العراقية التي تدعمها لاستخدامها ضد القواعد الأمريكية، وهو ما يعني أن استهداف المطار الدولي تمّ بناءً على أوامرها، ولذلك قد تواصل شنّ المزيد من الهجمات إذا لم تحصل مفاوضات مباشرة بينها وبين واشنطن في الفترة المقبلة.
إن المجموعات المسلّحة المدعومة من إيران في سوريا والعراق واليمن ولبنان تتلقى أوامرها بشكلٍ مباشر من طهران التي تشرف عليها وتقدّم لها الدعم العسكري واللوجستي، وهو أمر تفعله أيضاً تركيا في ليبيا وسوريا، ويبدو أن أنقرة عازمة على استخدام المجموعات الإيرانية لصالحها في العراق في ظل غياب أي جماعاتٍ مسلّحة موالية لها هناك، حيث جاء استهداف مطار أربيل كما لو أنه غطاء لإخفاء الهزيمة التركية في معركته الأخيرة مع حزب "العمال الكردستاني".
وبالتالي أمام تطابق المصالح التركية - الإيرانية في سوريا والعراق وليبيا أيضاً بعدما أعلنت طهران قبل أشهر دعمها للجماعات الليبية المدعّومة من أنقرة، لا يمكن استبعاد أي تواجد تركيّ قد يخرج إلى العلن في ساحات نزاع أخرى في الوطن العربي. وقبل حصول ذلك، على الدول العربية التنسيق مع الأطراف الدولية الفاعلة لدعم كل القوات المحلية المناهضة لأنقرة وطهران في مختلف الدول العربية التي يصرّ الجانبان التركي والإيراني على التدخل في شؤونها الداخلية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة