موعد انخفاض أسعار الذهب في مصر.. هل اقتربت لحظة التراجع بعد مكاسب 60%؟

تشهد أسعار الذهب في مصر حالة من الارتفاعات القياسية على خلفية القفزات العالمية في المعدن النفيس.
وسط ذلك تتصاعد التساؤلات المتكررة من المستثمرين والمواطنين حول موعد انخفاض أسعار الذهب في مصر، وما إذا كان الوقت الحالي مناسباً للشراء أو الانتظار حتى حدوث تراجع في الأسعار.
ارتفاعات قياسية منذ بداية العام
بحسب بيانات السوق المحلية، ارتفعت أسعار الذهب في مصر بنسبة تقارب 60% منذ بداية عام 2025 وحتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول، ما يعكس حالة الترقب والتوتر في الأسواق العالمية، خصوصًا مع تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وتزايد المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي.
ووفقًا لبيانات أسعار الذهب اليوم في مصر، فقد سجل عيار 21 -الأكثر تداولًا في السوق المصري- نحو 5715 جنيهًا للبيع و5695 جنيهًا للشراء، بينما بلغت الأونصة العالمية 4246.26 دولارًا، لتواصل الأسعار الحفاظ على مستوياتها المرتفعة للشهر التاسع على التوالي.
لماذا ترتفع أسعار الذهب حالياً؟
يرجع الخبراء الارتفاع المستمر في أسعار الذهب إلى عدة أسباب رئيسية، أبرزها التوترات التجارية والسياسية على الساحة الدولية، فضلًا عن توجه البنوك المركزية الكبرى نحو سياسات نقدية أقل تشدداً.
وقال الخبير الاقتصادي والمحلل المالي محمود رفعت، إن السبب المباشر وراء الارتفاع الجنوني للذهب هو قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإشعال الحرب التجارية مع الصين، من خلال فرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على بعض الواردات الصينية، بعد أن ردت بكين بفرض رسوم على المعادن النادرة.
وأوضح رفعت أن هذه القرارات أدت إلى زيادة حادة في أسعار الأوقية عالميًا، متجاوزة 4000 دولار للمرة الأولى، الأمر الذي انعكس بقوة على السوق المحلي المصري.
كما أضاف أن تصريحات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حول ضعف سوق العمل واحتمال خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعي أكتوبر وديسمبر المقبلين، عززت من توقعات استمرار صعود الذهب، نظرًا للعلاقة العكسية بين المعدن الأصفر وعوائد السندات والدولار الأمريكي.
ما هو توقعات أسعار الذهب في السوق المصري؟
من جانبه، كشف نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب السابق باتحاد الغرف التجارية، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن الاتجاه العام لأسعار الذهب ما زال صاعدًا، متوقعًا أن يصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى نحو 6000 جنيه قبل نهاية العام الجاري.
وأشار نجيب إلى أن "العوامل العالمية الحالية تجعل من الصعب حدوث تراجع قوي في الأسعار خلال المدى القريب"، موضحًا أن قرارات الرئيس الأمريكي الاقتصادية دفعت العديد من الدول، وفي مقدمتها الصين، إلى زيادة احتياطاتها من الذهب كوسيلة للتحوط ضد الأزمات.
وأكد أن أي انخفاض مرتقب سيكون محدودًا جدًا، وسرعان ما تعود الأسعار للارتفاع مجددًا، مشددًا على أن الذهب يظل الملاذ الآمن الأول للمستثمرين في فترات التوتر الاقتصادي والجيوسياسي.
هل الوقت مناسب لشراء الذهب؟
يرى الخبراء أن قرار الشراء يعتمد على هدف المستثمر، فإذا كان الهدف هو الادخار طويل المدى، فإن شراء الذهب في الوقت الحالي يُعد خيارًا منطقيًا رغم ارتفاع الأسعار، أما بالنسبة للمضاربة قصيرة الأجل، فالوضع يحمل درجة أعلى من المخاطرة.
ويؤكد نادي نجيب أن "الذي يمتلك سيولة مالية عليه أن يشتري ذهبًا في أي وقت"، مضيفًا أن «الأسعار الحالية رغم ارتفاعها تعتبر فرصة جيدة قبل الوصول إلى مستويات أعلى قد تقترب من 6000 جنيه لعيار 21".
ونصح نجيب بعدم بيع الذهب الحالي قائلًا: "اللي معاه ذهب ميبعش»، مشددًا على أن الاحتفاظ بالمعدن الأصفر يحقق مكاسب مستقبلية أكبر.
متى تنخفض أسعار الذهب؟
بحسب الخبير الاقتصادي محمد عبد الرحيم لـ"العين الإخبارية" ، فإن التراجع في أسعار الذهب قد يبدأ مع عودة الاستقرار السياسي والاقتصادي بين أمريكا والصين، أو في حال استئناف عمل الحكومة الأمريكية بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى بعض الهدوء في الأسواق العالمية.
كما أشار إلى أن انخفاض أسعار الفائدة المتوقع في ديسمبر/كانون الأول المقبل قد يُسهم في تراجع مؤقت بأسعار الذهب، قبل أن يعاود الصعود مجددًا في عام 2026، متوقعًا أن يسجل المعدن الأصفر قممًا قياسية جديدة العام المقبل.
في المقابل، يتفق معظم المحللين على أن أي انخفاض مرتقب سيكون محدود المدى، ما لم تتغير المعطيات الدولية بشكل جذري، خاصة في ظل استمرار ضعف الدولار وزيادة الطلب العالمي على الذهب كأصل آمن.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA== جزيرة ام اند امز