هل تضع سطوة "دلتا" أسعار النفط على مسار إجباري؟
تكبد النفط أكبر خسائر أسبوعية في 9 أشهر بختام الأسبوع الماضي، حيث تراجعت عقود برنت 7.7% مقارنة مع الأسبوع السابق له إلى 64.75 دولار.
وأسعار نفط برنت المسجلة في ختام جلسة الجمعة الماضية، تعد الأدنى في 4 أشهر، وسط مخاوف من هبوط أكبر خلال الفترة المقبلة، حتى وإن سجلت الأسعار هذا الأسبوع ارتفاعات تصحيحية بعد الانحدار الحاد.
وفي التعاملات الصباحية، الإثنين، صعدت أسعار النفط تصحيحيا بعد الانخفاض الكبير، الأسبوع الماضي، ليرتفع سعر خام برنت تسليم أكتوبر/تشرين الأول بنسبة 3.04% إلى 66.71 دولارا للبرميل.
ولا تزال أسعار نفط برنت، بعيدة عن ذروة العام الجاري، المسجلة خلال وقت سابق من الشهر الماضي، البالغة 78.1 دولار بالنسبة لخام برنت القياسي.
وعادت المخاوف العالمية من السيطرة على معنويات منتجي ومستهلكي النفط الخام على حد سواء، مع تزايد الإصابات المتسارعة بالمحور الهندي لفيروس كورونا وسلالات أخرى.
وأمس السبت، بلغ عدد الإصابات العالمية الجديدة بفيروس كورونا 316 ألف إصابة جديدة، مقارنة مع 150 ألف إصابة جديدة يوم الخميس الماضي، بينما بلغ عدد الوفيات الجديدة قرابة 6300 حالة، بحسب بيانات "ورلد ميتر".
وتخشى الأسواق العالمية هبوطا أكبر في أسعار النفط خلال الأسابيع القليلة القادمة، مع انتهاء فعالية اللقاحات للأشخاص الحاصلين عليها مطلع العام الجاري، تصديقا لتقارير تحدثت عن تراجع فاعلية اللقاحات بعد 6 شهور.
وحتى 20 أغسطس/آب الجاري، تم إعطاء 4.93 مليار جرعة من فيروس كورونا حول العالم، بمتوسط 36 ألف جرعة عالميا يوميا، وفق بيانات صادرة عن بلومبرج ويتم تحديثها بشكل يومي.
ومن إجمالي عدد الجرعات المعطاة عالميا، تستحوذ الصين -المصنفة كأكبر مستورد للنفط الخام في العالم وثاني أكبر مستهلك له بعد الولايات المتحدة- على 1.92 مليار جرعة أعطيت لسكانها داخل البلاد.
ويعني ارتفاع الإصابات عالميا، أن الدول التي تسجل إصابات متزايدة كدول الاتحاد الأوروبي وشرق آسيا، قد تتجه إلى فرض قيود وتشديدات على حركة الأفراد، وإعادة غلق مرافق أو تحديد ساعات عملها.
ومن شأن هذه الخطوة أن تخفض الطلب على النفط الخام، مع استمرار فرض تشديدات جديدة على حركة الطيران العالمي، ومنع دول من عبور أفراد لم يتلقوا جرعتين من اللقاح ضد فيروس كورونا، كالولايات المتحدة الأمريكية.
حاليا، يبلغ متوسط الطلب اليومي على النفط الخام قرابة 97 مليون برميل يوميا، مقارنة مع 93 مليون برميل يوميا بنهاية العام الماضي، و90 مليون برميل يوميا في يونيو/حزيران من العام الماضي 2020.
وأمام هذه المخاطر، قد يتجه تحالف "أوبك +" خلال الفترة المقبلة إلى زيادة حجب كميات من النفط الخام للأسواق العالمية من خلال زيادة كميات خفض الإنتاج البالغة حاليا عند 5.4 ملايين برميل يوما.
ومطلع الشهر الجاري، بدأ التحالف تخفيف قيود خفض الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا، إلى 5.4 مليون برميل يوميا، مقارنة مع 5.8 ملايين برميل يوميا في يوليو/تموز الماضي.