من قزم أبيض إلى نجم نيوتروني.. "زومبي كوني" يحير العلماء
تستخدم كلمة "زومبي" للإشارة إلى الجثث الحية، وهو مصطلح ظهر في أحد أفلام الرعب، ثم صار يستخدم على نطاق واسع.
واستخدم باحثون أمريكيون هذا المصطلح مؤخراً للإشارة إلى اكتشاف نجم ميت بحجم القمر يتحول إلى نوع آخر من الجثث النجمية، وهو ما يمكن أن يقلب فهم علماء الفلك لكيفية تطور النجوم، وتم الإعلان عن ذلك في 30 يونيو/حزيران بدورية "نيتشر".
والزومبي الكوني أو "القزم الأبيض" الذي تم اكتشافه، هو نجم بحجم قمر الأرض، مما يجعله أصغر قزم أبيض تم العثور عليه على الإطلاق، وعلى الرغم من صغر حجمه، حيث يبلغ نصف قطره 2670 ميلاً (4300 كيلومتر) مقارنةً بنصف قطر شمسنا الذي يبلغ 432.470 ميلاً (696000 كيلومتر)، فإن الجثة النجمية لها كتلة ضخمة تبلغ حوالي 1.35 ضعف كتلة الشمس.
ويقع القزم الأبيض الملقب بـ ZTF J190132.9 + 145808.7، على بعد حوالي 130 سنة ضوئية من الأرض، وهو يدور بسرعة فائقة، ويكمل دورة كاملة كل 6.9 دقيقة.
وربما يكون المجال المغناطيسي للنجم أكثر غرابة بما يصل إلى مليار مرة أقوى من المجال المغناطيسي للأرض على سطحه، أو 900 ضعف قوة المجال المغناطيسي للشمس.
ويعتقد العلماء أن الزومبي الكثيف المشتعل يتقلص، وقد يعني هذا أنه على وشك الانفجار، أو بشكل أكثر إثارة للدهشة، أنه يحول نفسه إلى نوع مختلف تماماً من النجوم التي عادةً ما يتم إنشاؤها فقط بواسطة "سوبر نوفا"، وهي نجم نيوتروني.
وقالت إيلاريا كايازو، الباحثة المشاركة في الفيزياء الفلكية النظرية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا والمؤلفة الرئيسية لدراسة جديدة تصف النجم، في بيان: "لقد التقطنا هذا الجسم المثير للاهتمام للغاية والذي لم يكن ضخماً بدرجة كافية لينفجر، نحن بالفعل نحقق في مدى ضخامة هذا القزم الأبيض".
وتتشكل الأقزام البيضاء عندما ينفد وقود النجوم التي يتراوح حجمها بين 10 و8 أضعاف كتلة الشمس من أجل الاندماج النووي، وعندما يحدث هذا، تتسلل النجوم من طبقاتها الخارجية مثل قشرة الفاكهة، لتكشف عن قلب مضغوط كثيف أبيض ساخن يبرد ببطء بمرور الوقت.
ووفقاً للباحثين، فإن 97٪ من النجوم في مجرة درب التبانة مُقدر لها أن تصبح أقزاماً بيضاء.
والنجوم النيوترونية التي سيتحول لها القزم الأبيض هي أيضاً جثث نجمية، تنشأ عندما تنهي النجوم التي يزيد وزنها عن 8 أضعاف كتلة الشمس حياتها في انفجارات عملاقة تسمى "المستعرات الأعظمية".
وهي أكثر كثافة من الأقزام البيضاء، لدرجة أنها حصلت على اسمها من الطريقة التي تستطيع بها مجالات الجاذبية القوية الخاصة بها سحق البروتونات والإلكترونات معاً -لتشكيل كرة من النيوترونات المكدسة بإحكام بكتلة 10 إلى 25 مرة من كتلة الشمس.