الجمعة البيضاء تنعش خزائن متاجر التجزئة رغم جنون الأسعار.. كيف؟
رغم معاناة صناعة البيع بالتجزئة خلال العامين الماضيين، لا تزال "الجمعة السوداء"كما يطلق عليها الغرب جزءًا من خطة المبيعات السنوية.
منذ نشأتها في الولايات المتحدة ، هاجرت الجمعة السوداء "بلاك فرايدي" منذ ذلك الحين إلى العديد من الاقتصادات الأخرى حول العالم تحت اسم "الجمعة البيضاء" حيث تقدم الشركات مجموعة واسعة من الصفقات والخصومات لفترة محدودة.
بدءًا من اليوم التالي لعيد الشكر الأمريكي، يمثل يوم 26 نوفمبر الحالي بداية موسم التسوق الاحتفالي.
وكشف استطلاع رأي أجرت شركة "جلوبال داتا" أن أن 38.6٪ من المستهلكين يعتزمون الشراء خلال الجمعة البيضاء هذا العام.
لقد تغير التسوق وأصبح المستهلكون مهتمين أكثر بالتسوق المحلي والمستدام ودعم الشركات الصغيرة.
أصبحت "الجمعة البيضاء" وقتًا رائعًا للشركات الصغيرة لبيع الأسهم - إما تسجيل مبيعات الأعياد المبكرة أو تغيير المخزون لإفساح المجال لمزيد من منتجات عيد الميلاد - وأيضًا لبناء ولاء العملاء.
وكشف بحث لموقع "فيندر دوت كوم" لمقارنة السوق أن حوالي 84% من العملاء سيقومون في يوم الجمعة البيضاء بإجراء بعض عمليات الشراء عبر الإنترنت.
لذلك يجب على الشركات الصغيرة التأكد من أن مواقعها على الويب تتصدر قائمة خيارات الدفع المتعددة بشكل مثالي والتي تتوافق مع نصائح خبراء التجزئة المستقلين.
بدأت المتاجر الكبري والمتاجر الالكترونية طرح عروض الجمعة البيضاء 2021، تزامنًا مع التخفيضات والخصومات التي تشهدها دول العالم وخاصة السعودية والإمارات ومصر والكويت والتي تقدم تخفيضات كبري على جميع المنتجات والاجهزة التي لا يستغني عنها المستهلك في حياته اليومية من ملابس واجهزة وادوات بمختلف انواعها واستخداماتها.
تطرح المتاجر الإلكترونية العديد من تخفيضات الجمعة البيضاء 2021 تصل إلي 50% من قيمة المنتج قبل العرض ، وذلك في شهر نوفمبر في كل عام، وتسعى إلى تحقيق أعلى نسبة من المبيعات في هذا الأسبوع من كل عام عن طريق توفير كوبونات واكواد خصم فعالة على فاتورة المشتريات الإجمالية بالإضافة إلي خصم الجمعة البيضاء 2021.
أصل التسمية
تبدأ القصة في بدايات القرن العشرين بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت فعاليات وكارنفالات عيد الشكر الأمريكي بدأت بوضع "بابا نويل" خلال العروض العامة في شوارع المدن الأمريكية، في إشارة إلى بداية موسم التسوق الخاص بعطلات نهاية العام "الكريسماس"، وكانت العديد من تلك الكرنفالات يتم رعايتها من متاجر التجزئة الكبرى، مثل "مايسيز" و"وولمارت" حيث كان يتم استغلال الكارنفالات كإعلانات لها.
وبالنسبة للتسمية نفسها "الجمعة السوداء" فيمكن الرجوع بها إلى فترة الخمسينات، والتي شهدت في تلك الفترة حالات غياب كثيرة من الموظفين لمد عطلات عيد الشكر لدمجها مع العطلة الأسبوعية، مما دفع أصحاب الأعمال والمؤسسات لإطلاق اسم "الجمعة السوداء" نظرا لكثرة غياب الموظفين في هذا اليوم.
جنون الأسعار
العلاقة بين الجمعة السوداء وجنون الأسعار بدأت منذ الستينيات، حيث كانت الجماهير في الولايات المتحدة تهرع لشراء الهدايا ولوازم موسم أعياد نهاية العام قبل نفاذ الكميات، مما ترتب عليه حالة من الهرج والمرج كانت تتسبب في العديد من الاختناقات المرورية والمشاكل نتيجة "خناقات" الزبائن مع بعضهم البعض، والتي شكلت ضغطا كبيرا على الشرطة والنقل العام، مما دفعهم لوصف هذا اليوم بيوم "الجمعة السوداء" نتيجة لجنون البشر نحو الشراء.
وفي الثمانينيات، بدأ اتجاه العديد من المراكز التجارية في التركيز على العروض الخارقة لجذب الزبائن للشراء، إضافة إلى التخلص من البضائع القديمة قبل بداية العام الجديد، مما دفعهم لعمل تخفيضات كبيرة على السلع القديمة مما درت على تلك المؤسسات التجارية أرباحا "بيضاء".
يستمر المتبضعون حول العالم في انتظار فرصة الشراء بتخفيضات هائلة كل عام منذ ستة عقود، وبالرغم من أن بعض ملامح تلك الجمعة سوداء، إلا أنها يمكن أن تكون بيضاء إذا ما خرجت بما تريد شراءه بسعر بخس، إضافة إلى نجاتك من سواد عملية الشراء في "البلاك فرايداي".
aXA6IDE4LjExNy4xOTIuNjQg جزيرة ام اند امز