مستشارو ترامب يخشون تأثير "كورونا" على إعادة انتخابه
الرئيس الأمريكي يشعر بقلق بالغ خشية الدخول في كساد كبير يؤثر على حظوظه في الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة
يعتري مساعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قلق بالغ بشأن مساعيه للإعلان عن رفع الإغلاق عن أجزاء من البلاد في ظل ظروف أزمة كورونا، ما قد يؤثر في النهاية على حملته الانتخابية.
وكشف مطلعون على المشاورات التي جرت بين الرئيس الأمريكي وعدد من مساعديه عن تخوف مساعدي ترامب من الآثار السلبية لخطوة رفع الإغلاق، لا على حياة الأمريكيين فحسب، بل على حظوظه في حملة إعادة انتخابه بالرئاسة الأمريكية.
وبحسب ما نقلته شبكة "إن بي سي" الأمريكية عن مساعديه، الذين اشترطوا عدم ذكر أسمائهم، فإن إصرار ترامب في الأيام الأخيرة على تحديد جداول زمنية محددة لمواجهة كورونا أوقعه في بعض الأحيان في خلاف مع فريق الصحة العامة وكذلك مع مستشاريه السياسيين، الذين يرون الآن أن فرص إعادة انتخابه تعتمد كليا على نهج مكافحته للفيروس.
ويرفض الرئيس الأمريكي، منذ الأسبوع الماضي، مقترحاً بالإغلاق العام للولايات المتحدة، معتبراً مثل هذا المقترح يمكن أن "يدمر" البلاد.
وقال أحد الأشخاص المطلعين على المناقشات الداخلية: "الطريقة التي سيواجه بها ترامب هذا الوباء ستشكل عامل حسم في إعادة انتخابه. ما أنجزه الرئيس الأمريكي خلال السنوات الثلاث حتى الآن لا يشكل أهمية كبيرة، وما يهم هو كيفية مواجهته الفيروس".
وبات ترامب شديد القلق بشأن مواجهة الكساد إلى حد أن فرقه الاقتصادية والصحية تسارع لوضع خطة تلبي توقعاته بعودة بعض الأمريكيين إلى العمل والطلبة إلى المدارس بحلول عيد الفصح (12 أبريل المقبل) للحد من الوباء، بحسب المطلعين على المناقشات الداخلية.
وتُجرى حالياً عملية صياغة لجهود تنفيذ رغبة ترامب، وسط آراء متضاربة حول كيفية التعامل مع أزمة كورونا، بما في ذلك مجموعة من النصائح التي قدمتها دول خارجية؛ حيث يؤكد المطلعون على المناقشات الداخلية أن البعض يشكك بشدة في وجود خطة مجدية أو يعتقدون أن تلك محاولة لا تستحق المخاطرة السياسية.
وحاول مسؤولو البيت الأبيض نفي وجود أي انقسامات داخل فريق الرئيس ترامب، لكنهم أقروا بصعوبات مواجهة هذه الأزمة.
وقال مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية: "كل يوم يمر كأسبوع".
وقد حاول مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، التوسط للوصول لحل وسط بين توقعات ترامب وتوصيات مسؤولي فريق الصحة العامة لمكافحة فيروس كورونا التابع للبيت الأبيض، أثناء الاجتماعات لتهدئة الخلافات بين الجانبين. كما يبدو أنه يلعب هذا الدور علنا.
وعندما سُئل، الجمعة، على قناة "سي إن بي سي" عن رفع الحظر على بعض المناطق في الولايات المتحدة مرة أخرى، أشار بنس إلى أن "الرئيس قال إنه يود رفع الإغلاق قبل عيد الفصح، ولكن عندما يأتي ذلك اليوم، يمكننا أن نبدأ بشكل مسؤول في فتح أجزاء من البلاد".
وأضاف: "لكن اسمحوا لي أن أكون واضحاً للغاية، ستكون هناك مناطق من البلاد سنحتاج فيها إلى الاستمرار في جهود مكافحة الفيروس".
كان وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين أكد، في 22 مارس/آذار الجاري، أن الإغلاق الذي يؤثر على شرائح كبيرة من المواطنين الأمريكيين بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد سيستمر على الأرجح حتى يونيو/حزيران المقبل.
ويتكيف الأمريكيون مع أكبر تغير في الحياة اليومية منذ الحرب العالمية الثانية في ظل إغلاق المدارس وإلغاء المسابقات الرياضية والاضطراب الاقتصادي وسط تزايد فقدان الوظائف نتيجة إغلاق المؤسسات في الكثير من الصناعات.
وسجلت الولايات المتحدة 2100 حالة وفاة جراء تفشي فيروس كورونا المستجد بها فيما اقتربت الإصابات من 120 ألفاً، ما دفع الرئيس دونالد ترامب لإعلان ولاية كولورادو منطقة كوارث بسبب الوباء.
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
aXA6IDMuMTQuMTM1LjgyIA== جزيرة ام اند امز