«جيدة لروسيا وأوكرانيا».. أول تعليق من البيت الأبيض على خطة ترامب
علق البيت الأبيض لأول مرة على خطة السلام الأمريكية المدعومة من الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وشدّد البيت الأبيض الخميس على أن الخطة التي هي قيد التفاوض مع روسيا وأوكرانيا "جيدة" للطرفين، رافضا المخاوف من أنها تلبي الكثير من مطالب موسكو.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في إحاطة صحفية "إنها مستمرة ومتغيّرة، لكن الرئيس يدعم هذه الخطة. إنها خطة جيدة لروسيا وأوكرانيا على السواء، ونعتقد أنها ستكون مقبولة للطرفين".
وأوضحت ليفيت أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو "عملا بشكل سري منذ شهر" على هذا المشروع "لفهم ما يمكن أن يكون هذان البلدان مستعدين (لتقديمه) من أجل التوصل إلى سلام دائم".
من جانبها، قالت الرئاسة الأوكرانية على تلغرام إن "الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تلقّى رسميا مشروع خطة من الولايات المتحدة يمكن، وفقا للتقييم الأمريكي، أن يحيي المساعي الدبلوماسية".
وأوضحت أن زيلينسكي يعتزم أن يناقش مع نظيره الأمريكي "خلال الأيام المقبلة الإمكانات الدبلوماسية المتاحة وأبرز النقاط الضرورية من أجل السلام".
وأعلن زيلينسكي أنّه استقبل الخميس في كييف وزير الجيش الأمريكي دانيال دريسكول.
وأضاف "ستعمل فرقنا، الأوكرانية والأمريكية، على تنفيذ بنود الخطة الرامية لإنهاء الحرب. نحن مستعدون للعمل في شكل بناء وصادق وسريع".
وأكد في منشور عبر تطبيق تلغرام أنّ "السلام ضروري، ونحن نقدّر جهود الرئيس ترامب وفريقه، لاستعادة الأمن في أوروبا".
وأورد مسؤول كبير لم يشأ كشف هويته الاربعاء لفرانس برس أن اوكرانيا تلقت اقتراحا أمريكيا لوضع حد للنزاع المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وتشمل هذه الخطة خصوصا الاعتراف بسيطرة روسيا على أراض في اوكرانيا، علما أن نسبتها تناهز 20% من المساحة الاجمالية للبلاد.
وتلحظ الخطة أيضا تقليص عديد الجيش الاوكراني الى النصف والتخلي عن الاسلحة البعيدة المدى.
زيارة ميدانية لبوتين
من جانبها، أعلنت روسيا السيطرة على مدينة كوبيانسك في شمال شرق أوكرانيا، وهي واحدة من المدن التي شهدت تقدما للقوات الروسية في الأسابيع الأخيرة في مواجهة القوات الأوكرانية التي تعاني كثيرا من الصعوبات على الجبهة.
وأبلغ قائد القوة الغربية سيرغي كوزوفليف الرئيس فلاديمير بوتين أنّ القوات الروسية "أكملت تحرير مدينة كوبيانسك"، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الروسي. ووصف المدينة بأنّها "محور أساسي في الدفاع" الأوكراني.
لكن رئاسة الإركان الأوكرانية نفت السيطرة الروسية على المدينة، مؤكدة عبر تلغرام أنها لا تزال "تحت سيطرة قوات الدفاع الأوكرانية".
كان عدد سكان مدينة كوبيانسك 55 ألف نسمة قبل الحرب، وقد احتلها الجيش الروسي عدة أشهر العام 2022 قبل أن تستعيدها القوات الأوكرانية في أيلول/سبتمبر من العام نفسه.
وأعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال إحاطة صحافية حضرتها وكالة فرانس برس أن بوتين زار الخميس "أحد مراكز القيادة للقوات المنتشرة غربا، وعقد اجتماعا مع رئيس هيئة الأركان".
ولم يحدد ما إذا كان مركز القيادة يقع في الأراضي الأوكرانية المحتلة أم في روسيا.
وخلال الاجتماع، صرح رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف بأن القوات الروسية "تواصل توسيع منطقة سيطرتها" في منطقتي دنيبروبيتروفسك (وسط شرق) التي دخلتها هذا الصيف، وزابوريجيا (جنوب) حيث تقدمت في الأسابيع الأخيرة بعد أشهر من الجمود على الجبهة.
كما تحدث عن "هجوم ناجح" في بوكروفسك، المركز اللوجستي الرئيسي للجيش الأوكراني والذي قد يسقط قريبا، وفي مدينة سيفيرسك التي لم تشهد قتالا منذ عام 2022.
وأفاد بوتين بأن اشتباكات تجري أيضا في كوستيانتينيفكا، المعقل الرئيسي للقوات الأوكرانية في منطقة دونيتسك.
وقال غيراسيموف إن "القوات تتقدم على كل الجبهات تقريبا".
وأكد بوتين أن المهمة الرئيسية تظل "تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
أوروبا تطالب بالمشاركة
لم يترك المقترح الأمريكي انطباعا أوليا إيجابيا في بروكسل الخميس، حيث شدّدت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كايا كالاس خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أن تحقيق السلام في أوكرانيا غير ممكن إلا بمشاركة الأوروبيين والأوكرانيين.
وقالت ردا على سؤال عن خطة السلام الأمريكية "لكي تنجح أي خطة، يجب إشراك الأوكرانيين والأوروبيين، وهذا واضح جدا".
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو لدى وصوله لحضور الاجتماع أن "السلام لا يمكن أن يعني الاستسلام".
وشدّد على أن "الأوكرانيين سيرفضون دائما أي شكل من أشكال الاستسلام"، مؤكدا حرص الأوروبيين على مبدأ السلام "العادل" و"الدائم".
وأكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن "كل المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار، وكذلك أي تطورات سلمية أخرى في أوكرانيا، لا يمكن مناقشتها والتفاوض عليها إلا مع أوكرانيا، ويجب إشراك أوروبا".
جاء الحديث عن المقترح الأمريكي الجديد غداة لقاء بين زيلينسكي والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة الأربعاء.
ألف جثمان
وفي انتظار ما ستؤول إليه الجهود والخطط لتحقيق السلام، لا تزال عمليات تبادل جثامين الجنود وأسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا النتيجة الوحيدة للمفاوضات التي جرت في تركيا بين الطرفين منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022.
والخميس، أعلن مركز أسرى الحرب التابع للحكومة الأوكرانية عبر تطبيق تليغرام "جرت اليوم إجراءات الإعادة إلى الوطن. أُعيد إلى أوكرانيا ألف جثمان، قال الجانب الروسي إنها لجنود أوكرانيين".
وتعود آخر عملية تسلم جثامين إلى نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وشملت ألف جثمان أيضا.
وبذلك تكون أوكرانيا تسلمت من روسيا أكثر من 15 ألف جثمان منذ مطلع العام. في المقابل، أعادت أوكرانيا إلى روسيا مئات الجثامين خلال الفترة ذاتها.