اتحاد أبحاث السرطان لـ"العين الإخبارية": الكشف المبكر يمنع الوفاة
دراسة دولية لاتحاد أبحاث السرطان، تقول: إن هناك 18 مليون إصابة جديدة في 2018.. والرئة العضو الأكثر إصابة.
أكدت فيرونيكي تيراس، مسؤولة الاتصال بالاتحاد الدولي للسرطان، أن مستوى الوعي بالكشف المبكر للسرطان يسهم كثيراً في الحد من المرض والسيطرة عليه، ويقي في حالات كثيرة من الوفاة.
وقياسا بعدد السكان في قارة أوروبا، فإن معدلات الإصابة بالسرطان تبدو مرتفعة عن باقي أقاليم العالم، غير أن اللافت وفق الدراسة المشتركة بين الاتحاد الدولي لأبحاث السرطان ومنظمة الصحة العالمية والمنشورة في مجلة أطباء السرطان الدولية، فإن معدلات الوفاة في أوروبا تبدو هي الأقل.
وقالت تيراس لـ"العين الإخبارية"، إن نسب الوفاة جراء الإصابة بالسرطان في آسيا وأفريقيا هي الأعلى (57.3% و7.3% على التوالي)، وذلك لتأخر التشخيص في القارتين، بالإضافة إلى محدودية الوصول إلى العلاج في الوقت المناسب.
وتمثل أوروبا 23.4% من حالات السرطان العالمية، والبالغة 18 مليون إصابة في عام 2018، وذلك على الرغم من أنها لا تحتوي إلا على 9% من سكان العالم.
وأضافت فيرونيكي أن معدلات الشفاء تختلف حتى داخل القارة الواحدة حسب الخدمات الصحية التي يتم تقديمها، ومستوى الوعي بالكشف المبكر، فعلى سبيل المثال فإن معدلات الإصابة تبدو أعلى في أستراليا ونيوزلندا عنها في جنوب آسيا ، فتصل إلى 362 لكل 100 ألف حالة في أستراليا ونيوزلندا، مقابل 96 حالة لكل 100 ألف في جنوب آسيا، ولكن معدلات الوفاة تقل في أستراليا ونيوزلندا بسبب التشخيص المبكر والوصول إلى العلاج المناسب.
وكشفت الدراسة التي شملت 185 دولة، وحصلت "الشرق الأوسط" على نسخة منها، عن أن واحدا من 5 رجال وواحدة من كل 6 نساء في جميع أنحاء العالم يصابون بالسرطان خلال حياتهم، ويموت واحد من كل 8رجال وواحدة من كل 11 سيدة من مرض السرطان، وكان اللافت أن سرطان الرئة هو السبب المشترك للوفاة في كل من الرجال والنساء.
ويأتي سرطان الرئة في مقدمة الأنواع الأكثر شيوعا في تشخيص الرجال (14.5% من مجموع الحالات) والسبب الرئيسي في وفاة الرجال (22.0%)، بينما كانت نسبة انتشاره في النساء (8.4%)، وجاء في المرتبة الثانية في الأسباب المؤدية لوفاة النساء بنسبة (13.8%).
أما عن باقي أنواع السرطانات، فجاءت معدلات الإصابة بسرطان البروستاتا في الرجال بالمرتبة الثانية بعد سرطان الرئة (13.5%) وسرطان القولون والمستقيم (10.9%) والكبد (10.2%) المعدة (9.5%) .
أما عن النساء فكانت معدلات الإصابة بسرطان الثدي هي الأعلى بنسبة (24.2%)، أي حوالي واحد من كل 4 حالات سرطان، وكان هو السبب الرئيسي للوفاة بنسبة (15%) ، بعده سرطان الرئة (13.8%) وسرطان القولون والمستقيم (9.5%) ، سرطان عنق الرحم في المرتبة الرابعة (7.5%).
وأفردت الدراسة تحذيرا خاصة من سرطان الرئة، باعتباره القاسم المشترك وبنسب مرتفعة بين الرجال والنساء.
وقالت الدراسة إنه كان سببا رئيسا لوفاة النساء في 28 دولة، وكانت أعلى معدلات الإصابة بهذا المرض بين النساء في أمريكا الشمالية، أوروبا الغربية (لا سيما في الدنمارك وهولندا)، الصين، أستراليا، نيوزيلندا، والمجر.
ويقول الدكتور فريدي براي، رئيس قسم مراقبة السرطان في الاتحاد الدولي لأبحاث السرطان، أن نتائج هذه الدراسة تؤكد أهمية اتخاذ التدابير اللازمة المدرجة في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ.
ويضيف براي في تعليق للموقع الالكتروني للاتحاد، أنه يتعين تنفيذ بنود الاتفاقية لخفض التدخين النشط ومنع التعرض غير الطوعي لدخان التبغ في كثير من المناطق.
ويؤكد الدكتور كريستوفر وايلد، مدير الوكالة الدولية لبحوث السرطان، أن أرقام الدراسة تسلط الضوء على أنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لمعالجة الارتفاع المفزع في السرطان.
ويقول: "العبء يقع على عاتق الجميع، ويجب تنفيذ سياسات فعالة للوقاية والكشف المبكر على وجه السرعة لاستكمال العلاج؛ من أجل السيطرة على هذا المرض المدمر في جميع أنحاء العالم".