شريحة إلكترونية مصرية للكشف المبكر عن السرطان
فريق بحثي مصري يبتكر شريحة إلكترونية تقوم بالكشف المبكر عن السرطان لتجنب المريض إجراء التحاليل باهظة الثمن.
نجح فريق بحثي مصري في تصنيع شريحة إلكترونية قادرة على إجراء الكشف المبكر عن السرطان، ما يعني تعزيز فرص الشفاء للمرضى.
ودخل فريق بحثي مصري في هذا السباق العالمي عبر إنتاج شريحة إلكترونية تكشف عن المرض عبر قياس الأبعاد الفزيائية للخلية.
ويحتاج الأطباء إلى تأكيد شكوكهم حول إصابة مريض بأورام سرطانية من عدمه إلى طلب إجراء تحليل يتكلف مبلغ لا يقل عن 7 آلاف جنيه مصري في المراكز الخاصة، ويحتاج إجراؤها في المراكز الحكومية إلى الانتظار طويلا، بسبب الضغط على عدد محدود من المراكز التي تمتلك جهازا يبلغ ثمنه 10 ملايين دولار ينفذ تحليل PCR.
هذه المعاناة التي تواجه المريض المصري كانت حافزا للدكتور يحيى إسماعيل، مدير مركز الإلكترونيات متناهية الصغر في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، لقيادة فريق بحثي نحو إنتاج هذه الشريحة.
ويقول دكتور إسماعيل لـ"العين الإخبارية": "لدينا مواصفات فيزيائية للخلية المصابة تميزها عن الخلية السليمة، مثل الوزن والقطر والكثافة والخواص الكهربائية والتردد، وهذه المواصفات مسجلة على جهاز كمبيوتر، وعندما يتم وضع الخلية على الشريحة الإلكترونية تقوم تلك الشريحة المتصلة بجهاز الكمبيوتر بمطابقة شكل الخلية للمواصفات المخزنة بالكمبيوتر، فتعطينا نتيجة إن كانت الخلية التي تحملها سليمة أم سرطانية".
واختبر الفريق البحثي هذه الشريحة مع عينات من الخلايا السرطانية والسليمة بالتعاون مع أطباء متخصصين في علاج السرطان، وأعطت نتائج دقيقة بنسبة تصل إلى 100%.
ويعزي دكتور إسماعيل هذه الدقة إلى أن عينات الخلايا التي يتم الحصول عليها بالحقن والتي قد تصل إلى 10 ميكرون تستطيع الشريحة أن تشعر بها، لأن حجمها أكبر من العينة ويصل إلى حوالي 7 نانو.
ويتوقع الفريق البحثي ألا تزيد تكلفة الاختبار الذي يجرى باستخدام تلك الشريحة عن 100 جنيه، وهو ما يجعل هناك فرصة لتجاوز مرحلة شكوك الأطباء التي تدفع المرضى لإجراء التحليل، إلى استخدام تلك التقنية في إجراء عمليات الكشف المبكر عن السرطان للمساعدة في رفع نسب الشفاء من المرض، والتي لا تزال محدودة جدا في مصر مقارنة بكثير من دول العالم، بسبب الاكتشاف المتأخر للإصابة بالمرض.
ويقول دكتور إسماعيل: "بدأنا بالفعل في التعاون مع أحد أطباء الكبد لاستخدام تلك التقنية مع بعض الحالات التي يشك في إصابتها بسرطان الكبد، وكانت النتائج تأتي مطابقة لتحليل PCR التقليدي".
ونشر الفريق البحثي عدة أبحاث دولية عن تلك التقنية، ويسعى حاليا إلى تعميم استخدامها في كثير من التحليلات الطبية، لا سيما أن هذا المجال صار توجها عالميا من أجل توفير طرق أسهل وأسرع للكشف عن الأمراض، بما يسهم في رفع نسب الشفاء.
وتتضاءل فرص الشفاء من مرض السرطان في حال لم يتم اكتشافه مبكرا، وهو ما أوجد تنافسا بين الباحثين في الوصول إلى طرق أسهل وأسرع للكشف المبكر عن المرض.
وتوصل فريق بحثي من جامعة كريستيان البريشت قبل عامين إلى إنتاج شريحة إلكترونية قادرة على إجراء فحص للدم، وقال الفريق البحثي حينها، إنه يمكن بوضع قطرة دم على الشريحة الإلكترونية الكشف عن أنواع البروتينات التي توجد في الدم والكشف عن معظم الأمراض الشائعة، وأطلق الباحثون عليها "مختبر على الشريحة".
وبعد هذا الكشف بعام، طور علماء من معهد فرانهوفر الألماني شريحة إلكترونية يمكنها تقديم إحصاء لعدد الخلايا السرطانية بالدم، وقال العلماء إن ذلك يساعد بشكل أكثر دقة في تحديد مدى انتشار المرض.