من وراء قرار كشف وثائق اغتيال كينيدي؟
قرار ترامب بالكشف عن وثائق تحقيقات اغتيال كينيدي لم يأتِ بمحض الصدفة بل وراؤه قصة مزجت نظريات المؤامرة بالحقائق التاريخية.
54 عاما مرّت على اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية عام 1963، ولا تزال الشبهات والشائعات ونظريات المؤامرة تحوم حتى اليوم على تحقيقات اغتياله.
قرار الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بالكشف عن وثائق قد تحمل الجديد حول مقتل كينيدي، هل يميط اللثام عن هذه القضية؟
وأعلن ترامب أنه سيسمح بالكشف عن الوثائق السرية المحجوبة في الأرشيف الوطني الأمريكي حول اغتيال كينيدي، وذلك عقب "معرفته بالمزيد من المعلومات" حول تلك القضية، وذلك عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي.
رحلة الكشف عن تلك الوثائق تعود إلى التسعينيات، خصوصا عام 1991، الذي شهد إطلاق فيلم (JFK) للكاتب والمخرج الأمريكي أوليفر ستون.
ستون في هذا الفيلم وضع نظرية المؤامرة أمام الحقائق التاريخية حول عملية اغتيال كينيدي، وحاول الكشف عن السيناريوهات التي أدت إلى عملية اغتيال الرئيس الأسبق ومن وراء تلك العملية.
وحاول ستون التمسك بالدقة على قدر الروايات والأحداث المثبتة تاريخيا؛ حيث قام بتعيين فريق من الباحثين للنظر في ملفات من هيئة وارين التي تولت التحقيق في عملية الاغتيال، والتي رفعت قرارها بأن لي هارفي أوزوولد، المتهم الرئيسي في تلك القضية، هو من قام بقتل كينيدي عام 1963.
وعلى الرغم من أن العديد من الخبراء وصفوا فيلم ستون بأنه "خيالي"، إلا أنه أعاد حالة الزخم حول حادثة اغتيال كينيدي، ما دفع الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الأب، إلى إصدار قانون ملفات اغتيال جون كينيدي عام 1992، والذي قام برفع الحظر عن 800 ألف وثيقة سرية، بالإضافة إلى قرار للكونجرس برفع السرية عن باقي الوثائق بعد 25 عاما من إقرار القانون.
وترى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تحقيق لها حول قرار ترامب برفع السرية عن الوثائق، أن هناك مؤشرات أخرى تم إهمالها في فيلم ستون.
وقالت الصحيفة، إنه لم يتم التطرق إلى أن الاتحاد السوفيتي قد يكون أحد الاعبين الرئيسيين في عملية اغتيال كينيدي، وذلك ردا على استهداف الإدارة الأمريكية لفيديل كاسترو، الزعيم الكوبي، في ذلك الوقت.
وذكرت أن الكشف عن تلك الوثائق سيعطي رواية أكثر واقعية حول ما حدث لجون كينيدي، بالإضافة إلى كشف العديد من الحقائق عما إذا كانت المخابرات المركزية الأمريكية هي من كانت حقا وراء هذا الاغتيال أم لا، الأمر الذي انتظره ملايين الأمريكيين عبر أجيال عدة.
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuMjA2IA== جزيرة ام اند امز