حرب طاقة.. من ينتصر في معركة الغاز بين روسيا وأوروبا؟
علقت روسيا إلى أجل غير مسمى تدفقات الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، مما أدى إلى تفاقم الضغط على إمدادات الطاقة في أوروبا وتعميق مخاطر الركود التي يواجهها الاتحاد الأوروبي.
وقالت غازبروم المملوكة للدولة، والتي كان من المفترض أن تستأنف العمل على خط أنابيب بحر البلطيق اليوم السبت بعد ثلاثة أيام من الصيانة، إن التعليق كان بسبب عطل فني.
سقف لسعر النفط الروسي
تأتي هذه الخطوة بعد ساعات من إعلان دول مجموعة السبع أنها تمضي قدما في خطة لمحاولة فرض حد أقصى لسعر صادرات النفط الروسية في إطار محاولة لخفض الإيرادات المتدفقة إلى موسكو والتي يمكن استخدامها لتمويل غزوها لأوكرانيا.
وسيزيد من المخاوف في العواصم الأوروبية من أن روسيا تهدف إلى مزيد من قطع الإمدادات قبل الشتاء؛ إذ اتُهمت موسكو بـ "تسليح" غازها لإذكاء أزمة تكلفة المعيشة انتقاما من الدعم الغربي لأوكرانيا.
وكتب إريك مامر، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، على تويتر أمس الجمعة: "إعلان غازبروم بعد ظهر اليوم عن إغلاق نورد ستريم 1 مرة أخرى تحت ادعاءات خاطئة، هو تأكيد آخر على عدم موثوقيتها كمورد".
وبعد أن قفزت الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، تراجعت أسعار الغاز الأوروبية في الأيام الأخيرة، حيث انخفضت بمقدار الثلث إلى 209 يورو لكل ميغاواط ساعة، على الرغم من أن هذا ما يزال يعادل 10 أضعاف متوسط مستوى العقد الماضي.
تراجعت الأسعار جزئيا حيث حقق الاتحاد الأوروبي هدفه المتمثل في ملء مواقع التخزين بنسبة 80% من السعة قبل موسم التدفئة في الشتاء؛ لكن مخزونات الغاز المخزنة وحدها لا تكفي لتلبية الطلب في فصل الشتاء دون تدفقات الصادرات الروسية العادية.
وقال سيرجي فاكولينكو، خبير الطاقة المستقل في تصريحات أوردتها فايننشال تايمز اليوم السبت، إن روسيا تأمل في أن يجبر نقص الشتاء أوروبا على المطالبة بالغاز والموافقة على الأقل على بعض شروطها بشأن أوكرانيا.
قال فاكولينكو: "كل جزء مهم.. لذلك قررت روسيا على الأرجح، أنه بقدر ما تحب الإيرادات وتخلق حالة من عدم اليقين، فقد حان الوقت لها لخلق أكبر قدر ممكن من النقص".
تهدف ألمانيا والاقتصادات الأوروبية الكبيرة الأخرى إلى خفض الطلب على الغاز بنسبة 15% لتجنب النقص الحاد، على الرغم من أنها قد ما تزال بحاجة إلى تطبيق نظام تقنين.
ما قبل الحرب الروسية
وقبل الحرب الروسية الأوكرانية، لبت روسيا بنحو 40% من طلب أوروبا على الغاز، مقارنة مع متوسط 25% في الوقت الحالي.
قال سيمون تاجليابيترا، الزميل البارز في مؤسسة Bruegel الفكرية لصحيفة نيويوركتايمز، إن الإعلان الأخير لروسيا كان مؤشرا على أن الشتاء الذي لا يحتوي على غاز روسي، يجب أن يعامل على أنه السيناريو المركزي لأوروبا.
وأضاف: "هناك طريقة واحدة فقط للاستعداد لذلك، وهي تقليص الطلب على الغاز والكهرباء.. يجب أن تكون هذه أولوية السياسة الرئيسية لأوروبا".
تسعى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أيضا إلى تنويع مصادر الطاقة من إمدادات الغاز، بما في ذلك عن طريق شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال المنقول بحراً من دول من بينها الولايات المتحدة.
في واشنطن، قال مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إنه نتيجة للتعاون بين الولايات المتحدة وأوروبا، سيكون تخزين الغاز ممتلئا بحلول موسم التدفئة الشتوي.. لكنها أضافت: "هذه الجهود وحدها لن تكفي".
من المقرر أن يجتمع وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي في جلسة طارئة في بروكسل يوم الجمعة المقبل لمواصلة مناقشة استعداداتهم لفصل الشتاء، بما في ذلك سبل التخفيف من تأثير ارتفاع أسعار الغاز على تكاليف الكهرباء.
في ورقة السياسة الداخلية هذا الأسبوع، قالت المفوضية إن الدول الأعضاء يمكنها تحويل حصة من الأرباح المتضخمة التي حققتها شركات الطاقة إلى المستهلكين كجزء من خطة لتخفيف ارتفاع أسعار الكهرباء بالجملة في أوروبا.
aXA6IDMuMTQ1LjEwLjY4IA== جزيرة ام اند امز