كيف وصلت إمدادات غاز روسيا لأوروبا لمستوياتها المتدنية الحالية؟
خفضت روسيا كمية الغاز التي ترسلها إلى أوروبا من خلال إغلاق خط أنابيب نورد ستريم 1 الرئيسي للمرة الثانية هذا الصيف.
وقالت شركة غازبروم الروسية العملاقة، إن القيود الأخيرة ستستمر لمدة ثلاثة أيام وإنها ضرورية للسماح بالإصلاحات لاستمرار أداء خط أنبوب الغاز.
في مايو/أيار الماضي، أغلقت شركة غازبروم خط أنابيب الغاز يامال، الذي يمر عبر بيلاروسيا وبولندا وينقل الغاز إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى.
في يونيو/حزيران الماضي، خفضت شركة غازبروم شحنات الغاز عبر نورد ستريم 1 بنسبة 75% - من 170 مليون متر مكعب من الغاز يوميا إلى حوالي 40 مليون متر مكعب.
- سعر الميجاوات = 10 براميل نفط.. هل تحول أوروبا التوقعات الكارثية لواقع؟
- غازبروم توقف إمدادات الغاز "بالكامل" عبر نورد ستريم إلى أوروبا.. أيام عصيبة
ثم في يوليو/تموز الماضي، أغلقت غازبروم نورد ستريم 1 لمدة 10 أيام، بحجة الحاجة إلى الصيانة، وفعلا تم استئناف الإمدادات لكن بكميات أقل.
الآن أوقفت تماما جميع إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر خط الأنابيب، مدعية مرة أخرى أن هناك حاجة إلى إصلاحات.
في أغسطس/آب، نفى وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك وجود أي مشكلات فنية، قائلا: إن خط الأنابيب يعمل بكامل طاقته. لكن المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصر على أن العقوبات الغربية تسببت في الانقطاعات من خلال الإضرار بالبنية التحتية الروسية.
كيف تتضرر أوروبا؟
لطالما كانت أوروبا -خاصة ألمانيا- تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي لتلبية احتياجاتها من الطاقة. عندما أعلنت روسيا عزمها تقييد الإمدادات في يوليو/تموز الماضي، رفعت خلال يوم واحد سعر الجملة للغاز في أوروبا بنسبة 10%.
أسعار الغاز الآن أعلى بنحو 450% مما كانت عليه هذا الوقت من العام الماضي. تقول كارول نخلة، المديرة التنفيذية لمحللي Crystol Energy: "السوق ضيقة للغاية في الوقت الحالي لدرجة أن أي اضطراب في الإمداد يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في أسعار الغاز".
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بشن "حرب غاز علنية ضد أوروبا الموحدة؛ فيما تتفق كيت دوريان، الزميلة في معهد الطاقة"، على أن "روسيا تقوم بتسليح الغاز أكثر فأكثر".
"إنها تحاول إظهار أنها لا تزال قوة عظمى في مجال الطاقة.. ويمكنها الانتقام ضد العقوبات التي فرضتها عليها أوروبا".
قبل بدء روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا، حصلت ألمانيا على 55% من احتياجاتها من الغاز من روسيا؛ وقد تمكنت من خفض هذه النسبة إلى 35% وتعهدت بإنهاء الواردات تماما.
كجزء من ذلك، حاولت برلين الحصول على إمدادات بديلة من الغاز من النرويج وهولندا. كما أنها تشتري خمس محطات عائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر والولايات المتحدة، كما تقول دوريان.
ومع ذلك، سيتضمن ذلك بناء خطوط أنابيب جديدة من الساحل إلى بقية ألمانيا، الأمر الذي سيستغرق عدة أشهر. تقول نخلة: "لا يمكنك بناء اعتماد على الغاز الروسي كما فعلت ألمانيا، وتغيير مصادر الإمداد لديك بسرعة".
تعمل ألمانيا أيضا على زيادة استخدامها للفحم وإطالة عمر محطات الطاقة التي كانت تخطط لإغلاقها - على الرغم من التأثير البيئي السلبي. تقول دوريان: "كل رجل لنفسه.. الجميع يتخذون خطواتهم الخاصة لحل النقص في الطاقة، وعقد الصفقات الخاصة بهم".
aXA6IDE4LjExNy45NC43NyA= جزيرة ام اند امز