العقاب أصبح للجميع.. هل بدأت روسيا "عسكرة" نورد ستريم ضد أوروبا؟
هذا الإغلاق هو الثاني في غضون شهرين تقريبا، بعد غلق أول كامل استمر 10 أيام منذ 11 يوليو/تموز الماضي، قالت روسيا حينها إنه غلق مبرمج.
أوقفت روسيا إمدادات الغاز عبر خط أنابيب رئيسي إلى أوروبا، اعتبارا من فجر الأربعاء، مما يزيد حدة المعركة الاقتصادية بين موسكو وبروكسل، ويرفع احتمالات الركود وتقنين الطاقة في بعض من أغنى دول المنطقة.
وأظهرت البيانات الواردة من نقاط الدخول التي تربط نورد ستريم 1 بشبكة الغاز الألمانية، انخفاض التدفقات إلى الصفر عبر خط الأنابيب إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق، بسبب أعمال صيانة ستستمر حتى الساعات الأولى من صباح يوم السبت.
الإغلاق الثاني
وهذا الإغلاق هو الثاني في غضون شهرين تقريبا، بعد غلق أول كامل استمر 10 أيام منذ 11 يوليو/تموز الماضي، قالت روسيا إنه غلق مبرمج مع عملائها مسبقا، فيما اتهمت دول غربية موسكو بـ "عسكرة الغاز".
شركة غازبروم حافظت على دبلوماسيتها وقالت إن قطع الخدمة مؤقت وكان ضروريا للصيانة، رغم أن الحكومة الألمانية والمديرين التنفيذيين في قطاع الطاقة يرون أن الدافع وراء ذلك هو دوافع سياسية.
وقالت غازبروم إنه بعد ثلاثة أيام، سيعاد تشغيل خط الأنابيب "شريطة عدم تحديد أعطال".. وقالت إن التدفقات ستستأنف بنسبة 20% من الطاقة، وهو نفس المستوى المنخفض الذي قدمته منذ أواخر يوليو.
ومنذ مطلع الأسبوع الجاري، بدأت أسواق الطاقة تتابع عن كثب لمعرفة ما إذا كانت الإمدادات ستستأنف كما هو مقرر في يوليو، بعد أن تم إغلاق خط الأنابيب لمدة 10 أيام للصيانة.
مثل البلدان الأوروبية الأخرى، تسارع ألمانيا لملء مرافق تخزين الغاز الطبيعي قبل الشتاء كتأمين ضد عمليات قطع الغاز من قبل روسيا.
ويبدو بحسب محللين في أسواق الطاقة الأوروبية، أن الحكومة الروسية تحاول عرقلة هذا الجهد فضلاً عن خلق حالة من عدم اليقين بشأن عمليات تسليم الغاز في المستقبل.
حتى الآن ، كانت النتائج مختلطة بشأن ألمانيا، إذ وصلت منشآت تخزين الغاز الألمانية إلى أكثر من 83% من طاقتها ويبدو من المرجح أن تحقق هدف الحكومة البالغ 90 بالمئة بحلول الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني.
من ناحية أخرى، أدى قطع التدفقات والمخاوف بشأن الإمدادات في الأشهر المقبلة إلى دفع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى مستويات قياسية في الأسابيع الأخيرة مما ألحق بعض الأضرار الاقتصادية التي تهدف جهود تخزين الغاز إلى منعها.
العقاب للجميع
لا تستهدف غازبروم ألمانيا فقط؛ بل قالت شركة إنجي وهي شركة فرنسية كبيرة، إن شركة غازبروم أبلغت الشركة بأنها ستقطع إمدادات الغاز بسبب نزاع على عقد.
وقالت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أغنيس بانييه روناتشر، لراديو فرانس إنتر، إن "روسيا تستخدم الغاز كسلاح حرب وعلينا الاستعداد لأسوأ سيناريو لانقطاع كامل للإمدادات".
بينما يوم الإثنين، قالت شركة يونيبر، وهي شركة ألمانية تعد واحدة من أكبر مشتري وموردي الغاز الطبيعي في أوروبا، إنها استنفدت بالفعل تسهيلات ائتمانية بقيمة 9 مليارات يورو من الحكومة الألمانية وطلبت 4 مليارات يورو أخرى.
ويبدو أن على أوروبا أن تعتاد على عمليات قطع الغاز عبر الأنبوب الأبرز "نورد ستريم 1"، خلال الفترة المقبلة في حال استمرار العمليات العسكرية على أوكرانيا، قابلها عقوبات أوروبية على موسكو.
في السياق، شهدت شوارع أوروبا، الأسبوع الماضي، حالة احتقان بعد أن كشف محللون من شركة استشارات الطاقة النرويجية Rystad Energy يوم الجمعة، أن روسيا تهدر كميات هائلة من الغاز الطبيعي بينما تقطع إمداداتها إلى أوروبا.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية لمحطة الضغط Portovaya توهجا كبيرا حيث يتم حرق كميات كبيرة من الغاز؛ المنشأة قريبة من الحدود مع فنلندا وهي جزء من الشبكة التي تغذي خط أنابيب نورد ستريم 1 الذي يجلب الغاز إلى ألمانيا.
وقالت الشركة الاستشارية: "من الصعب تحديد مستويات حجم الحرق الدقيق، لكن يُعتقد أنها عند مستويات حوالي 4.34 مليون متر مكعب في اليوم"، مضيفة أن الرقم "يعادل 1.6 مليار متر مكعب على أساس سنوي".
يعد حرق بعض الغاز أو الزيت -المعروف باسم الحرق- ممارسة شائعة في غالبية الدول المنتجة للغاز وحتى النفط، ولكن المستوى الذي يتم تسجيله مرتفع بشكل غير عادي، وفق Rystad Energy.
تعد روسيا رابع أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم وقد حددت هدفا يتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060؛ لكن غازبروم شهدت انخفاضا في إنتاجها من الغاز بنسبة 13% منذ غزو أوكرانيا والمواجهة اللاحقة مع الغرب.