"نورد ستريم" ينبض بالغاز الروسي.. هل خسرت أوروبا حرب الطاقة؟
يرتقب أن تفتح أسواق الأسهم الأوروبية الخميس، على صعود، بعد إعلان نورد ستريم 1، استئناف الضخ نحو ألمانيا.
كان خط نورد ستريم 1 قد توقف لأعمال الصيانة منذ 11 يوليو/تموز 2022، ولمدة 10 أيام، بينما وقفت أوروبا على قدم ونصف خوفا من استمرار تعليق الإمدادات حتى إشعار آخر.
ردة الفعل الأوروبية ووسائل الإعلام هناك، تكشف مدى تعلق دول التكتل بالغاز الروسي والخشية من تعليق الإمدادات لفترة أخرى من الزمن، ما يظهر حجم الاعتماد الكبير على مصادر الطاقة.
هذه التطورات، والتي انسحبت اليوم على تراجع أسعار الغاز الطبيعي في التعاملات المبكرة اليوم، يظهر أيضا مرة أخرى، ثقل روسيا في سوق الغاز الطبيعي، وسط محاولات أوروبية للبحث عن مصادر بديلة.
وتعد صيانة خطوط الأنابيب أمرا طبيعيا كل صيف، عندما يكون الطلب على الغاز أقل مما هو عليه في الشتاء، لكن القلق هو الذي كان يكتنف أوروبا وألمانيا بشكل أكبر هو أن روسيا قد لا تعيد تشغيل الصنابير.
حين قلصت ألمانيا الاعتماد على روسيا
منذ الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط الماضي، قلصت ألمانيا اعتمادها على الغاز الروسي من 55% إلى 35% وتريد التوقف عن استخدام الغاز من روسيا تماما.
لكن ما حصل، يعرّي الجهود الألمانية ويجعلها في موقف ضعيف أمام مواطنيها وأمام بقية دول التكتل الأوروبي بصفتها أكبر اقتصاد في القارة، وحجر الزاوية لاقتصادات منطقة اليورو.
ويرى خبراء روس، أن ألمانيا اليوم أصبحت مدينة أكثر من أي وقت مضى لموسكو، لأن استئناف ضخ الغاز جنب برلين الدخول في ركود كبير، لأن الصناعات بأكملها تعتمد على الغاز وتستخدمه معظم المنازل الألمانية للتدفئة.
شبح الركود يخيم
وتعني فرضية دخول ألمانيا في ركود كبير، أن كافة اقتصادات منطقة اليورو ستتأثر سلبا، بسبب اعتماد قوة العملة الموحدة على متانة الاقتصاد الألماني.
في تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية، قال هينينج جلويستين، محلل سوق الطاقة الرائد من مجموعة أوراسيا، أن سيناريوهات دول التكتل التي سبقت تشغيل الخط اليوم الخميس، تكشف حقيقة اعتماد أوروبا على المصادر الروسية.
وقال: "فرضية عدم عودة ضخ الغاز عبر نورد ستريم 1 على الإطلاق، يعني أن سيتعين على الحكومة الألمانية رفع مستوى تنبيه الغاز إلى المستوى الثالث، وهو المستوى الأقصى".
وأضاف: "سيؤدي ذلك إلى تعليق سوق الغاز بالجملة وتدخل الحكومة والجهة التنظيمية كموزع للغاز الطبيعي. وهذا يعني فعليا التقنين في الشتاء المقبل. ما سيحدث في ألمانيا، للأسف، سينتشر إلى بقية أوروبا".
ولكن بينما يوفر الاستئناف بعض الراحة، لا تزال الدول الأوروبية تستعد للأسوأ؛ إذ لا تزال المخاوف عالية من أن يستخدم بوتين الغاز كوسيلة ضغط ضد الدول الغربية التي تدعم كييف بينما يواصل هجومه على أوكرانيا.
على الرغم من الاندفاع نحو التنويع، ما تزال ألمانيا تحت تصرف روسيا فيما يتعلق بنحو ثلث إمداداتها من الغاز، وفرنسا نحو الخمس.
aXA6IDE4LjIyMC4xMTIuMjEwIA== جزيرة ام اند امز