انبرى الجيش المصري إبان ما يسمى "الربيع العربي" لإنقاذ السفينة المصرية من البحر الإخواني والتيارات السياسية الدينية المرتبطة بالخارج
الإرهاب لا دين له سوى السلوك الظلامي والعمالة والمصالح السياسية الدنيئة فسهامه لا تضرب إلا دروع الأمة ودعائمها الجيوش العربية والعسكر الذي يلاحق المتطرفين على امتداد مساحة الوطن العربي الكبير.
كانت وما زالت مصر منبر العروبة ومحور العجلة العربية التي إن مال مالت العجلة كاملة لتهوي العروبة في أودية التبعية وجروف الأجندات المفروضة من الخارج، كادت أن تنجح هذه العمليات في حرف محور العروبة عن الاتجاه الصحيح لولا تنبه الجيش المصري والتفاف الشعب حول جيشه الذي صحح المسار بفترة زمنية قصيرة
ثمة من يعمل ليل نهار للنيل من هذه الجيوش لإضعافها ما سيفتح الباب واسعا لتنفيذ أجندات الجماعات التي لا هم لها سوى إنشاء دول على مقاس نظرتها الضيقة من دون الأخذ بطبيعة البلدان ومكونات شعوبها، وإلا ما معنى سعي جماعة الإخوان في مصر للنيل من المؤسسة العسكرية على وجه الخصوص سوى المضي بمشروعها الكبير بحكم المنطقة العربية، ولها في ذلك ثأر حين وقفت المؤسسات العسكرية في الجزائر ومصر وتونس وسوريا بوجه هذه المشاريع، ولم تسمح لهذه الجماعة المنسلخة عن واقعها بتنفيذ ما تسعى إليه لذلك جددت أسلوبها القديم بضرب عرى الجيوش وقوتها وكثفت نشاطها في سيناء المنطقة المترامية الأطراف والتي يسخّر الجيش المصري جلّ قوته من أجل تنظيفها من براثن المتشددين .
كثيرة هي المناطق التي يضرب الإرهاب استقرارها ولكن مصر وإن كانت الهجمات الإرهابية غير منتظمة ولكنها في بعض الأحيان تكون قاهرة ومؤلمة للدولة أولا وللعرب ثانيا، ما يثير التساؤل حول هذا النشاط الإرهابي ضد المحروسة (لماذا مصر؟) والذي يمكننا أن نجيب عنه من خلال الدور المصري الفعال على صعيدين اثنين وطني وقومي:
على الصعيد الوطني انبرى الجيش المصري إبان ما يسمى "الربيع العربي" لإنقاذ السفينة المصرية من الغرق في البحر الإخواني والتيارات السياسية الدينية المرتبطة بالخارج والأجندات الإقليمية والمصالح السياسية على حساب "مصر" وشعبها فاضطلع الجيش المصري بمسؤولياته ليبر بقسمه الذي أقسمه في الحفاظ على مصر ودورها العربي مزيحا هذه التيارات قاطعا عليها شهر العسل الذي ظنته سيطول بما يمكنها من التغلغل في كل مفاصل الدولة ومؤسساتها لتهيئ أرض الكنانة وتجعلها لقمة سائغة بين "فكي المرشد"، ما زاد في حنق هذه التيارات لتكشر عن أنيابها التي كانت قد أخفتها خلف فرائها الناعم فبدأت تكيل مصر والمصريين بآلاف الإرهابيين والعمليات الإرهابية الدنيئة التي لم تستثنِّ مصرياً واحداً على اختلاف معتقداتهم وتوجهاتهم بشراسة تشير إلى حجم السد الذي تشكله مصر في وجه أطماع هذه الجماعات كما تشير إلى أن هذه الجماعات وإن تنكرت بالزي السياسي إلا أنها لا تتقن إلا الإرهاب وإراقة الدماء والعمالة ضد الشعوب لصالح سياساتها الضيقة التي لا تفلح إلا في إدارة عصابات لا دول.
على الصعيد القومي: كانت وما زالت مصر منبر العروبة ومحور العجلة العربية الذي إن مال مالت العجلة كاملة لتهوي العروبة في أودية التبعية وجروف الأجندات المفروضة من الخارج؛ كادت أن تنجح هذه العمليات في حرف محور العروبة عن الاتجاه الصحيح لولا تنبه الجيش المصري والتفاف الشعب حول جيشه الذي صحح المسار بفترة زمنية قصيرة صُعقت على أثرها هذه التيارات ومحركوها في الخارج وعلى رأسهم النظام التركي بزعامة "أردوغان" الذي جند أتباعه من المتخاذلين العرب لزعزعة الوضع في مصر فبدأوا بضرب الاقتصاد المصري الذي لم يهتز بضرباتهم الصبيانية وهو المدعوم من التيار العربي المنيع بقيادة المملكة العربية السعودية، ما ضاعف الحنق لدى هذه الجماعات إثر تعريتهم سياسياً ودبلوماسياً وانكشاف أوراقهم الدموية فاتجهوا –تركيا والمتخاذلون معها من الدول العربية- بلا خجل أو حرج إلى دعم الجماعات الإرهابية بالتسليح والمال، بل حتى التغطية السياسية والإعلامية وتسويقهم بسذاجة على أنهم تيارات سياسية ليعيثوا في مصر فساداً وإرهاباً وإجراماً وهم يدركون كل الإدراك أن مصر هي الحصن المنيع في وجه مخططاتهم الظلامية فصارت المحروسة قبلتهم الإرهابية. وهذا ما يفسر الكم الهائل من الإرهابيين والعمليات الإرهابية التي تضرب مصر بين الحين والآخر.
قد ينزف دم الجندي المصري على حدود بلاده وداخل أسوار المحروسة ولكنّ زكاوة هذا الدم ستضرب الإرهاب في صميمه لتبقى مصر مقبرة للإرهاب والإرهابيين وهرم العروبة الشامخ الذي يهز الزمان ولا يهتز بدماء زكية ساطعة كالشمس في وجه الظلام والظلاميين وشموس من الفكر النير للشباب المصري الذي تجاوز كل موالاة سياسية أو معارضة في استنكاره هذه الأعمال الجبانة متنبهاً إلى دور مصر وما يحاك لها، ما يكشف بشكل أكبر العملاء والمتخاذلين الذين يتاجرون بدماء شعوبهم من أجل مصالحهم السياسية وأجندات مشغليهم من الخارج.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة