لماذا يكنز "الألمان" الذهب؟.. حين يجري "التضخم" في الـDNA
أعلن مجلس الذهب العالمي أن إقبال الألمان على شراء الذهب ارتفع في النصف الأول من العام الجاري إلى أعلى معدلاته منذ عام 2009 على الأقل.
أشار إلى تزايد عمليات شراء المعدن الأصفر الثمين في الأسواق الغربية الأخرى أيضا.
وأفادت وكالة بلومبرج للأنباء، نقلا عن بيانات مجلس الذهب العالمي، بأن عمليات شراء السبائك والعملات الذهبية في ألمانيا ارتفعت خلال النصف الأول من العام بنسبة 35 بالمئة مقارنة بالأشهر الستة السابقة، مقابل زيادة نسبتها 20 بالمئة بالنسبة لباقي دول العالم.
- سميح ساويرس.. أول مصري يقبل الدفع بـ"بيتكوين" للإقامة في فندقه
- أسعار الذهب اليوم الجمعة 27 أغسطس 2021 في مصر.. عيار 21 قرب 800 جنيه
تاريخ الألمان مع التضخم
ونقلت بلومبرج عن رفائيل شيرير، المدير الإداري، من شركة "فيلورو إيدل ميتال" لبيع المعادن، قوله: "لدينا تاريخ طويل من الخوف من التضخم يسري في حمضنا النووي الـ"DNA"، وقد بدأت مخاطر التضخم في التزايد"، مضيفا أن "مستقبل العملات الثمينة إيجابي للغاية".
وأضاف شيرير أن إعادة فتح الاقتصاد الألماني الشهر الماضي ساعدت في ارتفاع معدلات التضخم في البلاد إلى أعلى معدلاتها خلال أكثر من عقد، كما أن معدلات الفائدة السلبية في أوروبا جعلت الأصول المالية التي لا تدر ربحا أكثر جاذبية.
ويذكر أن أسعار الذهب تراجعت بنسبة 7 بالمئة في مطلع حزيران/يونيو الماضي، في الوقت الذي تستعد فيه الأسواق لقيام مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي للحد من إجراءات التحفيز الضخمة التي كان قد فرضها وساعدت في ارتفاع أسعار الذهب بمعدلات غير مسبوقة في عام 2020.
الاقتصاد الألماني والجائحة
لفترة قريبة سادت توقعات سلبية مبالغ فيها عن مدى انكماش الاقتصاد الألماني بسبب تبعات جائحة فيروس كورونا.
إلا انه حين تراجع عدد الإصابات بالفيروس وتقدم حملة التطعيم ضده؛ فتتوالى التوقعات المتفائلة بانتعاش قوي لهذا الاقتصاد خلال هذه السنة.
ويدعم هذه التوقعات تحسن النمو العالمي وخاصة في الصين والولايات المتحدة حيث يذهب القسم الأكبر من الصادرات الألمانية.
وتفيد آخر توقعات البنك المركزي الألماني بأن نسبة النمو ستقارب 4 بالمئة بدلا من 3 بالمئة، كانت متوقعة أوائل هذه السنة.
وبالنسبة للعام القادم 2022 يتوقع البنك نسبة نمو تزيد على 5 بالمئة.
ويذهب رئيس البنك ينس فايدمان إلى القول بأن "الناتج الاقتصادي قد يصل هذه السنة إلى مستوى ما قبل الأزمة".
غير أن نسبة النمو العالية هذه يرافقها ارتفاع أسعار الكثير من المنتجات، ومما يعنيه ذلك نسبة النمو الفعلية ستكون أدنى من التوقعات.
غير أن ذلك لا يقلل من أهمية النمو المذكور على صعيد السوق الداخلية الألمانية والأسواق الخارجية التي تقيم علاقات وثيقة به ومن بينها أسواق دول عربية عديدة.