أبل تلتزم الصمت.. لماذا غاب آيفون 12؟
لم تفصح أبل عن سبب عدم طرح آيفون 12 في مؤتمرها السنوي وفتحت الباب على مصراعيه لمزيد من التفسيرات
اكتفت شركة أبل الأمريكية بالصمت حتى الآن، حيال السؤال الذي تردد من الملايين حول العالم الذين تابعوا مؤتمرها السنوي ليلة الثلاثاء، وهو: أين آيفون 12؟
فقد انتهى المؤتمر الذي عقد عبر الإنترنت بسبب جائحة فيروس كورونا، بالإعلان عن جهازي آيباد جديدين وعن ساعة أبل الجيل السادس، فضلاً عن بعض الخدمات الجديدة، دون التطرق للهاتف المرتقب.
وواجهت الشركة اتهامات بـ"الاستخفاف" بملايين المستهلكين الذين تابعوا الحدث العالمي؛ أملا في سماع تفاصيل مثيرة حول الهاتف الجيل الخامس المنتظر "آيفون 12".
وفي ظل عدم تقديم أي تفسيرات من أبل، طرح محللون حزمة أسباب تقف وراء قرار عدم الكشف عن الهاتف المنتظر الذي طالما روجت له.
وبحسب تسريبات فإن عملاق صناعة التكنولوجيا الأمريكي يدرس طرح آيفون 12 خلال أكتوبر/تشرين الأول المقبل، فيما رجح البعض أن الشركة تعيد النظر في خطة الأسعار في إطار تداعيات جائحة كورونا التي أثرت على العديد من الشركات وغيرت خطة التسويق بشكل جذري.
كورونا
ورغم أن الوباء ربما أثر على توريد مكونات معينة، لكن القدرة التصنيعية حققت "انتعاشًا قويًا" في الأشهر الأخيرة، وفقًا لروس روبين، المحلل الرئيسي في مؤسسة "ريتيكل ريسيرش" (Reticle Research) لاستشارات وأبحاث تقنيات المستهلك.
وقال روبين، إذا كان الهاتف القادم يطرح تقنية جديدة بالفعل يتوق إليها المستهلكون، فإن إرجاء عملية الإطلاق يجب أن يكون جيدًا للمبيعات.
وأضاف: "ربما يكون لدى آيفون 12 ما يكفي من الجديد لضمان حدث منفصل؛ المفتاح هو أن يكون جاهزًا في الفترة التي تسبق العطلات، لذا فإن التغيير في موعد الإطلاق بضعة أسابيع ليس تغييرًا كبيرًا".
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن بن باجارين، المحلل في شركة كرييتف ستراتيجيز، قوله، إن أبل ترغب في بث رسالة للجمهور بأنها تستهدف التركيز على الخدمات والأجهزة الخدمية القابلة "للارتداء" مثل الساعة الذكية.
وأضاف "نظرًا لأن مبيعات آيفون لم تعد القوة الدافعة التي كانت عليها على صعيد الإيرادات، أصبح نطاق أعمال المنتجات الرقمية الأخرى يتزايد بشكل محلوظ داخل الشركة".
واتفق محمد عادل، المحلل بقطاع الاتصالات المصري، مع ما سبق،مضيفا، أن أبل تهدف إلى نقل عملائها إلى مرحلة أخرى أبعد من الهواتف الذكية، بحيث يكون البطل فيها أجهزة خدمية أخرى.
وأوضح "أبل تقول إن هذه المنتجات ستكون بديلا في المستقبل عن الهواتف الذكية التقليدية، ويمكن الاعتماد عليها في التواصل مع الأخرين"، وفق ما ذكر.
وبحسب عادل فإن الشركة الأمريكية تستهدف أيضا توجيه مزيد من التركيز لتقنية الواقع المعزز الذي يتميز بربحية عالية ،كما أن تأثير كورونا على سلسلة التوريد والشحن قد تكون لعبت دورا في تأخير طرح جهاز آيفون الجديد.
في السنوات الخمس الماضية تراجعت مبيعات عائدات آيفون بنسبة 16%، في حين قفزت إيرادات أقسام الأجهزة الأخرى 144% لتصل إلى 6.45 مليار دولار، مدفوعة بنجاح Apple Watch و AirPods.
ويشير جاسون لو، المحلل بشركة Canalys، إلى أن هناك عدة مجالات لنمو مبيعات سماعات الرأس تتجاوز أكبر منافسيها شركة Xiaomi بنحو 4 مرات، لاسيما مع الاستفادة من التحسينات الجارية على هاتف آيفون، ما يخلق تكامل بين منتجات أبل.
في المقابل، هناك مخاوف من تأثير تأخير طرح آيفون 12 على مبيعات منتجات ساعة أبل ووتش وجهازي آيباد 8 وآيباد إير.
ويقول ال باجارين محلل من شركة Creative Strategies، "أشعر بالقلق بشأن حدوث تأخر في مبيعات هذه المنتجات الجديد، لأن الجمهور ينتظر معرفة ما سيحدث مع جهاز آيفون الجديد"
ورأى أن تأخر طرح هاتف آيفون بسبب تأثر سلسلة التوريد والشحن بالجائحة، قد يعرض أبل لخطر هدم تحقق التوقعات بشأن حجم المبيعات في الربع الأخير من 2020.
وإذا كانت توقعات المحللين دقيقة، فقد يستحق "آيفون 12" الانتظار، حيث من المتوقع أن يكون أول هاتف ذكي تطرحه "أبل" مزود بقدرات الجيل الخامس (5 جي)، وربما تقنع القدرة على تشغيل الجيل التالي من الشبكات اللاسلكية فائقة السرعة ملايين الأشخاص بترقية هواتفهم الذكية.
ويتوقع المحللون أن "آيفون" الجيل الخامس سينتتج "دورة فائقة" من المستهلكين الذين يشترون أجهزة جديدة، حتى لو تأخرت شركة "أبل" إلى حد ما على الحفلة، في الوقت الذي طرحت منافسها اللدود "ساموني" أجهزة تدعم تقنية "5 جي"، منذ أكثر من عام الآن.
ومن المحتمل أن تعتمد "أبل" على قاعدة مستخدمي آيفون" الأوفياء للانتظار حتى وقت لاحق من هذا الخريف للحصول على جهاز "5 جي" من علامتهم التجارية المفضلة.
وفي أواخر يوليو/تموز الماضي، قال المدير المالي لشركة أبل، لوكا مايستري، خلال المؤتمر: "العام الماضي، بدأنا بيع أجهزة آيفون في أواخر سبتمبر. وهذا العام، نتوقع أن تكون الإمدادات متاحة بعد بضعة أسابيع".