مجلة أمريكية: لماذا أعلن داعش الحرب على مسيحيي مصر؟
إعلان داعش مسؤوليته عن الهجوم المزدوج على كنيستين مصريتين يثير سؤالًا هامًا؛ "لماذا أعلن داعش الحرب على المسيحيين في مصر؟"
في إطار تعليقه على الهجوم الانتحاري على كنيستين مصريتين أمس الأحد، ناقش موقع مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية ما وصفه بإعلان تنظيم "داعش" الحرب على المسيحين في مصر.
في البداية، أشار كاتب المقال مختار عوض، إلى الهجوم الانتحاري الذي شنه التنظيم منذ 4 أشهر وأدى إلى مقتل 28 مسيحيًا في القاهرة، موضحًا أن التنظيم ضرب مسيحيي مصر مجددًا، وهذه المرة في تفجير مزدوج يوم أحد السعف مما أودى بحياة 44 شخصا على الأقل وعشرات الجرحى.
ووصف عوض، وهو باحث زميل بجامعة جورج واشنطن الأمريكية، أمس الأحد بأنه واحد من الأيام الأكثر دموية في تاريخ المجتمع المسيحي الأكبر في الشرق الأوسط منذ عقود، مشيرًا إلى أنه لم يكن من قبيل المفاجأة إعلان داعش المسئولية عن التفجير المزدوج خلال ساعات منهما.
ويقول عوض إن التنظيم يسعى منذ أشهر لتسريع استقدام الأساليب الطائفية العراقية إلى مصر، وذلك أملًا في زعزعة استقرار الدولة الأكثر سكانًا في المنطقة، وتوسيع نطاق مشروعه الذي أصبح واضحًا الآن وهو الإبادة الجماعية لأقليات المنطقة.
يؤكد عوض أن استهداف مسيحيي مصر هي استراتيجية باردة ومحسوبة للتنظيم الذي يأمل في إشعال الفتنة الطائفية في مصر كخطوة أولى في تفكيك البلاد، مشيرًا إلى أن الهجوم المزدوج أمس الأحد يمثل تحولًا كبيرًا في طبيعة التهديد الذي يواجه مسيحيو مصر الآن.
ويرى عوض أن داعش اتخذ خطوة متطرفة تتمثل في افتراض أن المسيحيين بالنسبة لمصر مثل الشيعة بالنسبة للعراق، مع تبني التنظيم موقفًا يدول حول أنه يمكن قتل المسيحيين دون تمييز وبلا أسباب سوى ما يؤمنون به، وأنه منذ تفجير كنيسة في القاهرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، دفع مؤيدو التنظيم على الإنترنت بهذا المفهوم بقوة.
وذكر عوض بلمحة للآثار المحتملة، وهو ما حدث في فبراير/شباط الماضي، عندما فر مئات المسيحيين في شمال سيناء من منازلهم مذعورين بعد مقتل 7 مسيحيين بوحشية على يد مقاتلي داعش.
ويقول عوض إنه لسنوات يؤرق سؤال هام أعضاء التنظيم، والإرهابيين بشكل عام، ألا وهو لماذا فشل الإرهاب في مصر؟.
وأشار إلى دراسة أجراها أحد منظري التنظيم الإرهابي أبو مودود الهرماسي، بعنوان "سر الأحجية المصرية" مقدمًا فيها "مفاتيح النجاح" من وجهة نظرهم، ومن بينها "القتل الطائفي" لتأجيج مناطق ريفية محددة، و"الأهم الاستهداف المباشر لكل مسيحي بدون أي استثناءات".
ويقول عوض إن داعش مصر بدأوا في الشهور الأخيرة اتباع نغمة مماثلة تجاه الصوفية الذين يشكلون نسبة كبيرة من المسلمين في مصر وشمال إفريقيا وأماكن أخرى، فقطعوا رأس اثنين من رجال الدين الصوفية في سيناء وأجبروا آخرين على "التوبة".
لا يرجح عوض أن تنجح هذه الاستراتيجية بالطريقة التي يتصورها داعش في مصر، مؤكدا أن برنامج الإبادة الجماعية الذي يتبناه داعش من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية كما حدث مع أسلافهم في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، حيث جفف قتلهم الوحشي للمدنيين أي قاعدة تعاطف.
aXA6IDMuMTcuMTY2LjE1NyA= جزيرة ام اند امز