ليونيل ميسي خارج الخدمة.. من المسؤول؟
اقترب الموسم من الانتصاف في الدوري الإسباني، ولا يزال الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد برشلونة يتحسس طريقه ببطء ولا يجد نفسه.
ميسي اعتاد على تسجيل الكثير من الأهداف مع برشلونة في كل المسابقات التي ينافس فيها النادي الكتالوني، لكن في الموسم الحالي، اختلف الأمر وباتت ندرة أهدافه ملحوظة.
في الموسم الماضي، سجل ميسي 25 هدفاً في الدوري الإسباني، وفي الموسم الذي سبقه أحرز 36 هدفاً، لكن خلال الموسم الحالي لم يسجل ليونيل سوى 7 أهداف فقط خلال 14 مباراة.
التقرير التالي يستعرض أسباب وجود ميسي خارج الخدمة بهذا الشكل الاستثنائي في الموسم الحالي.
بارتوميو والخروج
كان جوسيب ماريا بارتوميو الرئيس السابق لنادي برشلونة طرفاً قوياً في نزاع مع ليونيل ميسي خلال الصيف الماضي، عندما رفض طلب اللاعب الرحيل عن البارسا، وأجبره على البقاء متجاهلاً وجود بند في عقده يسمح له بالرحيل مع نهاية الموسم الماضي الذي امتد بضعة أشهر بسبب جائحة كورونا.
ميسي خرج عبر وسائل الإعلام في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي ليهاجم رئيس نادي برشلونة السابق قبل رحيله عن الإدارة الكتالونية.
وأكد ليونيل أن طريقة إدارة بارتوميو للنادي الكتالوني تُعد كارثية، مشيراً إلى أنه على الرغم من ذلك لم يتمسك ببند الرحيل ويتجه إلى المحكمة ضد ناديه، وقرر البقاء رغماً عنه بسبب تعنت رئيس النادي في عدم السماح بمغادرته.
ولا يعرف حتى الآن مستقبل ميسي، إذ إن عدم تجديد عقده مع برشلونة الذي ينتهي في يونيو/ حزيران المقبل، يعني رحيل اللاعب في الصيف وبشكل مجاني.
خورخي ميسي
قد يكون خورخي والد ليونيل ميسي ووكيل أعماله أحد أسباب تراجع مستوى اللاعب بسبب بحثه المستمر عن عروض له والحديث معه في أمور من شأنها تشتيت ذهنه في الوقت الحالي.
ميسي لديه عرض قوي من مانشستر سيتي وفقاً لما تناقلته وسائل إعلام أرجنتينية وإسبانية وإنجليزية خلال الصيف الماضي، لكن بعض التقارير تتحدث عن عروض جديدة من أندية أخرى.
ويعكف خورخي على إيجاد أفضل عقد ممكن لنجله في الصيف المُقبل، حال تأكد خروج "البرغوث" بشكل نهائي من قلعة "كامب نو" بحثاً عن تحدٍ جديد قبل ختام المسيرة.
ليونيل ميسي
ميسي نفسه قد يكون هو سبب خروجه عن الخدمة حتى الآن في الموسم الجاري، وذلك بسبب عدم قدرته على التكيف مع البقاء الذي أرغم عليه.
وظهر ميسي في بداية الموسم، وهو ليس في حالته المزاجية التي تساعده على الإبداع كما كان يحدث منذ بداية عهده مع كرة القدم في برشلونة وحتى تقدمه بطلب الرحيل المرفوض الصيف الماضي.
وظهر ميسي في عدة لقطات خلال بعض مباريات الفريق الكتالوني هذا الموسم, وهو لا يتمتع بالشغف في الركض وراء الكرة أو بذل المجهود المُعتاد للقتال في الملعب، وهو ما قد يفسر شعور اللاعب بالحزن وتمضية الوقت فقط مع برشلونة حتى الرحيل.
رونالد كومان
تولى كومان مهمة تدريب برشلونة مع بداية الموسم الحالي، وأول ما فعله كان التخلص من المهاجم الأوروجواياني لويس سواريز أحد أقرب اللاعبين على الإطلاق إلى ميسي في الفريق، وهو الأمر الذي زاد غضب "البرغوث" قبل انطلاق الموسم الحالي.
وفي طريقة اللعب، يعتمد المدرب الهولندي على الجهد الجماعي والتعاون بين كل أفراد الفريق، ويُعامل ميسي على أنه فرد ضمن 11 لاعبا عليهم جميعاً تطبيق ما يريده.
واعتاد ميسي أن يلعب الفريق لأجله حتى يلعب هو من أجل الفريق، وذلك بأن يبحث كل الفريق عنه ليمرر إليه، وأن يتمحور اللعب حوله حتى ينجح في تقديم كل ما لديه، وهو الأمر الذي افتقده ليونيل تحت قيادة كومان.
غياب الجمهور
في الفترة التي احتاج خلالها ميسي دعم الجمهور، سيطر فيروس كورونا على الوضع في أوروبا ليمنع الجماهير من دخول المدرجات.
غابت أهازيج وأغاني الجماهير في ملعب "كامب نو" من أجل ميسي، وحل الصمت على جنبات ملعب برشلونة أثناء صيحات ونداءات اللاعبين المتنافسين داخل الملعب وأجهزتهم الفنية.
لم يحصل ميسي على تشجيع في الملعب ليساعده ذلك على تجاوز همومه التي تلازمه حتى في الملعب أثناء المباريات، وقد يكون ذلك أحد أهم أسباب عزوف اللاعب عن وصلات الإبداع التي استمتعت بها جماهير "كامب نو" على مدار السنوات الماضية.