فوز وحيد خلال 92 عاما.. الأوسكار يخشى أفلام الرعب
أفلام الرعب تتصدر قائمة الإيرادات في شباك التذاكر الأمريكية لكن جوائز الأوسكار لا تزال تدير لصنّاعها ظهرها وترفض منحهم لقب "أفضل فيلم"
عندما يتعلق الأمر بأفلام الرعب ذات الجماهيرية الواسعة، يندر أن تجد فيلمًا من هذه النوعية في حفل الأوسكار، ولسبب غير مفهوم يتم تجاهل هذه الأفلام في محافل الجوائز السينمائية.
ورغم ازدهار أفلام الرعب خلال السنوات الأخيرة، وحصدها لملايين الدولارات وتصدرها قائمة الأعلى إيرادات كل عام، لكن لا تزال جوائز الأوسكار تدير ظهرها لصناعها.
هذا العام -تحديدًا- تجاهلت الأكاديمية في ترشيحاتها، فيلم الرعب Us "نحن" للمخرج جوردن بيل، والذي يدور حول أم تذهب في رحلة مع أسرتها إلى منزل طفولتها، لكن الرحلة تأخذ منعطفًا مرعبًا.
قدمت بطلة فيلم "نحن"، لوبيتا نيونجو أداءً مثاليًا في الفيلم، ورغم ذلك لم تحصد ترشيحًا عن فئة أفضل ممثلة، كذلك لم يجن الفيلم ترشيحًا عن فئة أفضل فيلم هذا العام.
ورصدت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في تقرير لها، العلاقة المضطربة بين الأوسكار وأفلام الرعب على مدار التاريخ، بداية من فيلم "عروس فرانكانشتاين" عام 1935، وحتى الآن.
في عام 1960 كسر المخرج ألفريد هيتشكوك قواعد الأوسكار النمطية بترشحه لأوسكار أفضل مخرج عن رائعته Psycho "سايكو"، إلا أن الحظ لم يحالفه رغم ترشحه 5 مرات لنيل الأوسكار.
توالت الأعوام، ونال فيلم الرعب Rosemary’s Baby (طفل روزماري) ترشيحًا لأوسكار أفضل سيناريو، إلا أنه لم يفز بها، وفي حين تلقى الفيلم إشادة نقدية قوية، لكن المديح الذي تلقاه جاء على هيئة إهانة لأفلام الرعب، إذ قالت صحيفة "لوس إنجلوس تايمز" عنه: "الفيلم أفضل بكثير من أن يكون فيلم رعب"، فيما وصفه رئيس موقع "فارايتي" إنه ليس مثل بقية أفلام الرعب.
مرت 45 عامًا منذ طرح فيلم "طفلة روزماري" للمخرج رومان بولانسكي، حتى ترشيح فيلم رعب آخر في أوسكار، ورغم ذلك لم ينل فيلم The Exorcist (طارد الأرواح الشريرة)، أوسكار أفضل فيلم عام 1974، إلا أنه نجح في اقتناص جائزتين.
في ذلك الوقت، تبرأت بطلة العمل ليندا بلير من كون "طارد الأرواح الشريرة" فيلم رعب، إذ قالت: "أي شخص يظن أنه فيلم رعب مخطأ"، لكن إذ لم يكن قصة طفلة تحت حيازة روح شريرة فيلم رعب، إذن ما هي أفلام الرعب؟!
في الأعوام التالية، كان فيلم الإثارة والرعب Jaws "الفك المفترس"، للمخرج ستيفن سبيلبرج هو ثاني فيلم رعب يترشح لجائزة أفضل فيلم على الإطلاق، ورغم فشله في اقتناص الجائزة، إلا أن المخرج فاز بـ3 جوائز أوسكار أخرى.
عام 1992، اقتنص فيلم الرعب The Silence of the Lambs "صمت الحملان" أوسكار أفضل فيلم رعب في سابقة لم تتكرر حتى كتابة هذه السطور.
يقول كاتب الرعب ستيفن كينج، إن السبب وراء حب الجمهور لأفلام الرعب، كونها تكسر الحاجز بين الوعي واللاوعي وترينا مخاوفنا غير الواقعية مجسدة أمامنا، بداية من قصص الغول، والأرواح الشريرة، وحتى القتلة المتسلسلين.
وأوضح الكاتب أن أفلام الرعب في الأعوام الأخيرة بدأت تخرج من الصورة النمطية للوحش القاتل، لإظهار جوانب رعب نفسية واجتماعية أكثر، مثل فيلم Hereditary (وراثي)، وMidsommar (ميدسمر).
عام 2018، فاز فيلم The Shape of Water (شكل الماء) بأوسكار أفضل فيلم، ورغم كونه يدور حول قصة حب بين بشرية ووحش يشبه السمك، إلا أن الجميع نفى عنه صفة الرعب، فيما عدا مخرج العمل ذاته جييرمو ديل تورو الذي تقبل كونه صنع فيلم رعب برحابة صدر، وتحدث عن هوسه بعلاقة البشر والوحوش.
منذ طرح فيلم "شكل الماء" وحتى فيلم "نحن"، أثبتت أفلام الرعب قدرتها على كسر النمط التقليدي وعبور التصنيفات التقليدية لأفلام الرعب، ورغم ذلك وعلى مدار 91 عامًا، يظل فيلم الرعب الوحيد الفائز بأفضل فيلم هو "صمت الحملان"، لكن يظل الأمل موجودا في ظل تطور الصناعة بسرعة.