في زيارة هي الأولى منذ توليه السلطة، يزور فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مسقط بدعوة من صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد
في زيارة هي الأولى منذ توليه السلطة، يزور فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مسقط؛ بدعوة من صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان. وتحظى الزيارة باهتمام بالغ وترحيب كبير بمراسم في أعلى درجة برتوكولية– زيارة دولة– لتبين أهمية ضيف عُمان الكبير. وتلي الاستقبال قمة تُعقد بين السلطان والرئيس تعتبر ذات طابع مهم، لا سيما أن الزيارة تأتي في أوضاع إقليمية ودولية بالغة التعقيد.
مسقط والقاهرة
رغم الأوضاع السياسية غير المستقرة التي مرت بها أرض الكنانة خلال السنوات التي تلت ما سمي بـ"الربيع العربي"، والتي تجاوزتها بحكمة وحنكة رجال مصر الأوفياء، ظلت علاقة عُمان بمصر في أحسن أحوالها انطلاقاً من العلاقات القوية التي تجمع قيادة البلدين منذ عهد السادات، مروراً بمبارك وحتى الرئيس السيسي. وقد كانت ولا تزال جمهورية مصر العربية بالنسبة لسلطنة عُمان قلب العروبة، وقد تجلى ذلك في خطاب السلطان في عيد عُمان الوطني 1984 حين أكد "لقد ثبت عبر مراحل التاريخ أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان والصف العربي، وهي لن تتوانى يوماً في التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب والإسلام، وأنها لجديرة بكل تقدير".
ولم تتخلَّ عُمان يوماً عن شقيقتها مصر؛ وذلك إيماناً من السلطنة بالدور الكبير الذي تضطلع به أرض العروبة، فبعد ثورة يونيو 2013 توجه وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي إلى القاهرة موجهاً رسالة واضحة أن عُمان تقف مع أمن واستقرار مصر، وقد كان لعُمان دور في الفعاليات كافة التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة، ولم تتخلَّ يوماً عن دورها كشقيقة لمصر ابتداءً من حفل تنصيب الرئيس السيسي يونيو 2014 بحضور وفد رفيع يترأسه صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد ممثلاً للسلطان، بالإضافة إلى المشاركة في المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ مارس 2015، لتقدم السلطنة نصف مليار دولار لدعم التنمية، كما شاركت في الافتتاح الكبير لقناة السويس الجديدة أغطس 2016. لتؤكد ذلك الحرص على دفع العلاقات قُدماً في شتى المجالات لتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين.
رغم الأوضاع السياسية غير المستقرة التي مرت بها أرض الكنانة خلال السنوات التي تلت ما سمي بـ"الربيع العربي"، والتي تجاوزتها بحكمة وحنكة رجال مصر الأوفياء، ظلت علاقة عُمان بمصر في أحسن أحوالها انطلاقاً من العلاقات القوية التي تجمع قيادة البلدين.
إن سياسة مسقط تقوم على دعم استقرار مصر والوقوف معها في مواجهة الإرهاب الفاشل، والحفاظ على الاستقرار الداخلي والسلام الخارجي.
دلالات الزيارة في هذا التوقيت
يزور الرئيس السيسي مسقط في نهاية الفترة الأولى لرئاسته؛ وذلك للتأكيد على متانة العلاقة المصرية العُمانية بعد زيارات متبادلة لوزراء الخارجية والمسؤولين من البلدين.
فمصر تريد أن تستمر هذه العلاقات المميزة مع دول الخليج ومن ضمنها السلطنة، كما أن عُمان تسعى لتعزيز العلاقات بما يخدم البلدين والشعبين الشقيقين انطلاقاً من الرؤى المتوافقة حول الأوضاع الإقليمية والدولية.
إن السلطنة تشارك مصر في الرؤية القائمة على عدم التدخل في شؤون الدول ونبذ خطابات الكراهية والعنف ودحر الإرهاب أياً كان مصدره، ودعم الاستقرار في الدول العربية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة