التايمز: حرائق الغابات "عرّت" فشل نظام أردوغان
قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن حرائق الغابات في تركيا كشفت نقاط ضعف نظام الرئيس رجب طيب أردوغان.
ووفق تقرير للصحيفة، عندما وصلت حرائق الغابات التي اجتاحت شبه جزيرة مارماريس إلى منتجع تورونك الشهر الماضي، ركض "بولنت جنش" مثل جميع الرجال في قريته، لإخماد ألسنة اللهب.
وافترض بولنت أن قريبًا سينضم إليه المحترفون، لكن بالرغم من وصول رجال الإطفاء والدرك، لم يصل الجيش.
ولمدة أكثر من أسبوع، حمل الرجال والفتيان أوعية الماء لإخماد الحريق واستخدموا خراطيم المياه لإبعاد النيران عن منازلهم.
وفي اليوم الرابع للحرائق، أرسلت سفينتان تابعتان للبحرية إلى خليج تورونك حيث انتظرتا على أهبة الاستعداد، وفي المقابل، ترك السكان المحليون لمكافحة الحرائق إلى جانب رجال الإطفاء الذين عانوا الإجهاد الشديد لدرجة أنهم يتناوبون في النوم على جوانب الطريق.
وبالنسبة لبولنت (48 عامًا)، الذي أكمل خدمته العسكرية الإجبارية على مدار عامين في التسعينيات، كان الأمر صادمًا.
وقال: "خدمنا جميعا في الجيش لكن لأول مرة لم يكن الجيش موجودا هنا من أجلنا. لو لم يكن سكان تورونك موجودين لاحترقت. لماذا لم يساعدنا الجنود؟ أذربيجان أرسلت 500 جندي، لماذا لم يكن جنودنا موجودين؟".
وذكرت "التايمز" أن هذا السؤال هو واحد من عدة أسئلة حول استجابة الحكومة للحرائق المشتعلة بجميع أنحاء البلاد، مشيرة إلى أن الحرائق في تركيا كشفت المدى الذي تبدو فيه مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش الذي كان يوما قويا، قبل تجويفه خلال السنوات الخمس الماضية منذ محاولة الانقلاب الفاشلة صيف 2016.
وطبقًا للصحيفة، كشفت الحرائق أيضًا أن سياسة أردوغان الخارجية، التي تعتمد بشكل متزايد على معاداة الغرب، تركته غير مستعد أو قادر على أن يطلب من الحلفاء التقليديين الدعم في الأزمات.
وقال ضباط سابقون لـ"التايمز" إن عمليات الإقالة واتساع نطاق نشر أردوغان للقوات في الخارج بسوريا والعراق وليبيا وأذربيجان جعلت الجيش غير قادر على الاستجابة إلى كارثة طبيعية في الداخل.
وعلاوة على ذلك، فإن احتمال مغادرة الجنود لثكناتهم ربما لا يزال يقلق الرئيس بالرغم من عمليات التطهير التي نفذها بين صفوفهم.
وأضاف ضابط سابق: "أردوغان لا يريد تدخل الجنود. إنه ليس خوف قصير المدى، إنه خوف عمره 40 عاما للإسلاميين الأتراك. لا يريد أن يكسب الجيش حب واحترام الشعب".
وبحسب معطيات وزارة الدفاع التركية، فقد تم طرد 20612 عنصرا من الجيش بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، فضلا عن استمرار المحاكمات والتحقيقات القضائية والإدارية لنحو 3 آلاف و560 عسكريا.