1000 يورو للسهم.. توقعات متفائلة لمستقبل LVMH في البورصة الفرنسية
سجلت أسهم مجموعة المنتجات الفاخرة الفرنسية "إل.في إم إتش" LVMH، التابعة للملياردير برنار أرنو، ارتفاعاً ملحوظاً في بورصة باريس عقب إعلان نتائج الربع الثالث التي جاءت أفضل من التوقعات، ما أعاد الزخم إلى السهم وتوقعات بوصوله إلى 1000 يورو.
وعلى الرغم من أن المجموعة لم تعد "صاروخ ما بعد كوفيد" داخل مؤشر بورصة باريس، فإنها في الوقت ذاته لا تصنف ضمن الأسهم المتعثرة، بل تتحرك في منطقة وسطى تجمع بين تباطؤ النمو واستقرار الأسس المالية القوية.
وفي ظل مؤشرات على تعافي السوق الصينية، التي تُعد المحرك الرئيسي لصناعة الرفاهية العالمية، واحتمالات إدماج دار أرماني الإيطالية ضمن منظومة LVMH، يطرح المحلل المالي المعروف بلقب "وولف زيورخ" تساؤلاً محورياً: هل يواصل سهم LVMH مساره الصاعد؟ وما حدود هذا الصعود وفقاً للتحليلين المالي والفني؟
الصين.. العامل الحاسم في معادلة الصعود
ونقلت مجلة "كابيتال" الفرنسية عن جيمس دي تواتي، الملقب بـ"وولف زيورخ"، قوله إن السوق تمر حالياً بمرحلة رمادية يتباطأ فيها الأداء بينما تبدو مضاعفات التقييم مرتفعة بالفعل، لكنه يؤكد أن أي إشارة حقيقية إلى إعادة تسريع النمو كفيلة بدفع المستثمرين بقوة نحو السهم.
ويشير إلى أن الرهان الأساسي يبقى مرتبطاً بالصين، ولكن ليس بالصورة المثالية التي سادت العقد الماضي، بل بـ"الصين الواقعية" التي تتعامل مع أزمة عقارية وتراجع في ثقة المستهلكين، وسلطات تعتمد سياسة توازن بين التحفيز والرقابة.
وأضاف أن قطاع الرفاهية سيظل في حالة ركود نسبي ما دامت وتيرة الاستهلاك الصيني بطيئة، لكنه قد يستعيد قوته بسرعة إذا خففت بكين قبضتها وعادت الثقة وتدفقت السياحة مجدداً نحو أوروبا وآسيا.
وفي هذا السياق، ترى شركة إدارة الأصول الهولندية Robeco أن تحسن دينامية سوق العقارات الصينية قد يشكل عاملاً داعماً إضافياً للاستهلاك، ما يعزز فرص انتعاش أسهم شركات الرفاهية وفي مقدمتها LVMH.
أرماني.. ورقة استراتيجية محتملة
إلى جانب العامل الصيني، تبرز دار أرماني كإمكانية استراتيجية قد تعزز من قيمة LVMH في حال استحواذها عليها.
ويؤكد وولف زيورخ أن الحديث لا يدور حول صفقة تسويقية رمزية، بل عن عملية هندسة صناعية متكاملة تقوم على إعادة هيكلة علامة عالمية ذات إمكانات غير مستغلة بالكامل، وربطها بمنظومة LVMH في التوزيع والتسويق وسلاسل الإمداد، بما يسمح بزيادة الهوامش وتحسين الربحية على المدى المتوسط.
ويرى أن الجمع بين "تعافي الصين" و"إدماج أرماني" يشكل سردية صعود قوية يصعب على الأسواق تجاهلها، حتى وإن لم ينعكس ذلك في مضاعفات فلكية فورية.
لماذا يعد الصعود مرجحاً؟
بحسب التحليل المالي، يحتفظ سهم LVMH بعدة عناصر جذب رئيسية: موقع ريادي عالمي في قطاع الرفاهية، هوامش ربح مرتفعة، مركز مالي قوي، وقدرة على تنفيذ استحواذات استراتيجية دون تعريض التوازن المالي للخطر.
ويضاف إلى ذلك ارتباط قوي بثقة الطبقات الميسورة عالمياً، ما يجعله مستفيداً مباشراً من أي تحسن في المناخ الاقتصادي الدولي.
ورغم أن ذلك لا يضمن صعوداً مؤكداً، فإن "كوكتيل العوامل" الحالي، وفق تعبير وولف زيورخ، يرجح مساراً تصاعدياً للسهم مقارنة بحالة التذبذب العرضي دون اتجاه واضح.
إلى 1000 يورو للسهم
من الزاوية الفنية، يشير التحليل إلى تشكل نموذج "راية صعودية" مصحوب بتباعد إيجابي في المؤشرات، ما يعكس ضعف الزخم الهبوطي السابق وإمكانية استئناف الاتجاه الصاعد.
وتتمثل الأهداف السعرية المتوقعة في مستويات 685 يورو، ثم 710 يوروهات، فـ747 يورو، مع احتمال بلوغ العتبة الرمزية البالغة 1000 يورو خلال الفترة 2026-2027 في حال تضافرت العوامل الإيجابية.
في المقابل، يحذر المحلل من كسر مستوى الدعم بين 517 و509 يورو، إذ قد يؤدي ذلك إلى تراجع السهم نحو منطقة 422 يورو، التي شكلت سابقاً نقطة شراء جذابة خلال صيف العام الجاري.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjkg جزيرة ام اند امز