ممر آمن لحبوب أوكرانيا إلى العالم.. هل تهدأ أسعار الغذاء ويتلاشى ضباب الجوع؟
يعيش العالم على "الأمل الحذر" إبان إبرام اتفاق تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية الأوكرانية العالقة في الموانئ عبر البحر الأسود، مترقبا خطوات عملية تخفف من أزمة الغذاء العالمية.
وأدى مجرد احتمال تحرير أكثر من 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية إلى انخفاض بنسبة 2٪ في أسعار القمح يوم الجمعة.
بنود الاتفاق
ووقعت موسكو وكييف الجمعة بإسطنبول اتفاقيتين منفصلتين مع تركيا والأمم المتحدة بخصوص تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية الأوكرانية مقابل تخفيف القيود على صادرات الحبوب الروسية بعد نحو خمسة أشهر من الحرب.
ومدة سريان الاتفاق 120 يوما، وتتوقع الأمم المتحدة تجديده إلا إذا انتهت الحرب بحلول ذلك التاريخ. وسيبدأ العمل فورا لتشكيل فرق التفتيش وتعيين العاملين في مركز التنسيق المشترك (جيه.سي.سي) في إسطنبول والذي سيشرف عليه أعضاء من كل الأطراف الأربعة الموقعة على الاتفاق.
حل أزمة الغذاء عالميا
ويهدف الاتفاق إلى المساعدة على تجنب مجاعة، وذلك من خلال ضخ المزيد من القمح وزيت دوار الشمس والأسمدة والمنتجات الأخرى في الأسواق العالمية، بما في ذلك تلبية احتياجات الإغاثة الإنسانية بأسعار أرخص نسبيا.
كما يعمل على العودة إلى مستوى ما قبل الحرب، وهو تصدير خمسة ملايين طن متري كل شهر.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إن نحو 37 مليون شخص وصلوا إلى مرحلة من “الجوع الشديد” بسبب تبعات الحرب.
وخلّف توقف الصادرات الأوكرانية من الحبوب أزمة كبرى خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا وسط تحذيرات من أن استمرار الأمر سيقود إلى أزمة جوع عالمية كما قد يقود إلى ثورات شبيهة بما جرى في “الربيع العربي” في العام 2011.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الاتفاق سيساعد على تخفيف أزمة الغذاء العالمية.
وأضاف عقب التوقيع: "اليوم هناك بارقة أمل في البحر الأسود.. بارقة أمل وسبيل للممكن... وإغاثة في عالم يحتاجها أكثر من أي وقت مضى" ودعا روسيا وأوكرانيا لتطبيق الاتفاق بالكامل.
تحديات في الأفق
وتأتي هذه التطورات وسط تلويح بمعضلات كثيرة ستواجه الاتفاق، بدءاً من إعادة استخدام البحر الأسود عبر ممرات مؤمنة، ووقف إطلاق النار في مناطق العبور، وتفتيش السفن التجارية التي من المرجح أن تقوم بها تركيا لضمان عدم نقل أسلحة بواسطة السفن التي ستبحر إلى مدينة أوديسا لشحن الحبوب.
ومبكرا، قال عضو برلماني عن منطقة أوديسا الأوكرانية، إنه لا يزال لا يثق في الكرملين بسبب السلوك السابق.
وقال أوليكسي غونشارينكو لخدمة بي بي سي العالمية "نحن لا نصدق الروس"، مضيفا أن روسيا لن توقع اتفاقا إلا إذا شعرت أنه لا يوجد خيار آخر.
وتحتاج أوكرانيا إلى تفريغ صوامعها قبل الموسم القادم في حين سيكون من شأن زيادة صادرات الأسمدة تجنب إنتاجية عالمية أقل في المواسم الزراعية المقبلة.
ولطالما أنكرت روسيا محاصرة الموانئ الأوكرانية، فهي تلقي باللوم على أوكرانيا في زرع الألغام في البحر والعقوبات الغربية لإبطاء الصادرات الروسية.
فكرة الاتفاق
وبدأت المفاوضات حول الاتفاق في أبريل/ نيسان عندما أثار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الفكرة خلال اجتماعين منفصلين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ويضمن الاتفاق مرورا آمنا من وإلى أوديسا وميناءين أوكرانيين آخرين فيما سماه المسؤول “وقف إطلاق نار بحكم الأمر الواقع” ينطبق على السفن والمنشآت التي يشملها الاتفاق.
وتواجه المنطقة حاليا نقصا خطيرا في الغذاء بسبب الجفاف، وتفاقم بسبب وباء كورونا وغزو الجراد النادر والحرب في أوكرانيا.
وقالت سامانثا باور، مديرة وكالة التنمية الأمريكية، إن الصفقة كانت "جزءا مهما للغاية" في حل أزمة المنطقة.
وكانت روسيا قد استأنفت ضخ الغاز إلى أوروبا من خلال أكبر خط أنابيب "نورد ستريم 1"، في ظل تحذيرات من أنها قد تحد من الإمدادات أو توقفها تماما.
يشار إلى أن أسعار الغذاء ارتفعت بشكل كبير في العالم منذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أحد أكبر مصدري الحبوب، وطالت هذه الأزمة خصوصا الدول الأشد فقرا.
وقبل الحرب، كانت أوكرانيا ترسل أكثر من 50% من صادراتها عبر أكبر ميناء لها على البحر الأسود في أوديسا، لكن منذ نشوب الحرب العدوانية الروسية عليها في نهاية فبراير/ شباط الماضي، توقفت رافعات التحميل في الميناء.
aXA6IDMuMTM4LjE4MS45MCA= جزيرة ام اند امز