القمح ينجو من جحيم المعارك.. سياسة بـ"نار الفرن"
يتوجه وزيرا الدفاع الروسي سيرجي شويجو، والبنية التحتية الأوكراني أوليكساندر كوبراكوف، إلى إسطنبول للمشاركة في توقيع اتفاقية تصدير الحبوب، لينهي أزمة ألقت بظلال كثيفة على فقراء العالم.
وبحسب الرئاسة التركية، يعتزم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وممثلون من روسيا وأوكرانيا التوقيع على اتفاق لتسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود في إسطنبول اليوم الجمعة.
ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تفاقمت المخاوف من تداعيات المعارك على دول العالم الثالث التي تعتمد لحد بعيد على صادرات الحبوب من أوكرانيا وروسيا.
وعلت أصوات المنظمات الدولية تحذر من شبح مجاعة في الأفق فيما تبادلت روسيا وخصومها الغربيون الاتهامات بشأن المسؤولية عن هذا الوضع العالمي المخيف.
وبدا الخبر سلاحا جديدا في الأزمة التي تجاوز تأثيرها حدود أوروبا، ما جعل العديد من الأطراف الدولية تنخرط في مفاوضات للحيلولة دون تعميق الأزمات الاقتصادية بالعالم الذي يعاني من موجة تضخم حاد فيما لا يزال يتعافى من تأثير تفشي فيروس كورونا.
وقبيل زيارة إلى أفريقيا حرص وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على التأكيد أن بلاده لا تؤجج أزمة غذائية، وتعهد بأنها سوف تواصل تقديم شحنات الغذاء والطاقة، مستوفية الاتفاقيات الدولية.
وفي مقال ظهر في العديد من الصحف قبل رحلة إلى أفريقيا، كتب لافروف أن "تكهنات الدعاية الغربية والأوكرانية، التي مفادها بأن روسيا ربما تصدر الجوع، لا أساس لها من الصحة مطلقا".
وشدد لافروف على أن المشكلات بدأت خلال جائحة فيروس كورونا عندما استخدم الغرب أمواله في تحويل السلع وسلاسل الغذاء، مما تسبب بالتالي "في أن يتفاقم سوءا وضع الدول النامية المعتمدة على واردات الغذاء".
وقال "روسيا سوف تواصل الوفاء بشكل شامل بالتزاماتها بموجب الاتفاقيات الدولية فيما يتعلق بتصدير الغذاء والسماد وموارد الطاقة وغيرها من السلع الحيوية لأفريقيا".
وتنفي روسيا اتهامات دول غربية بأنها تمنع تصدير الحبوب الأوكرانية، وأرجعت السبب وراء عدم تصدير الحبوب للألغام البحرية التي زرعتها كييف.
واستضافت إسطنبول الأسبوع الماضي، مفاوضات بين ممثلين عسكريين من تركيا، وروسيا وأوكرانيا، بجانب وفد من الأمم المتحدة، لبحث مسألة صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود.
وعرضت الأمم المتحدة خطة لحل أزمة صادرات الحبوب عبر البحر الأسود، تشمل نزع الألغام من سواحله من أجل السماح لسفن الحبوب بنقل الشحنات، وفقا لما صرح به مصدر مطلع على المفاوضات، مؤكدا أيضًا أن تركيا مستعدة للمساعدة في هذا الأمر.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد صرح في وقت سابق، قائلا إن روسيا لا تمنع تصدير الحبوب من أوكرانيا، وإذا أزالت كييف الألغام، فإن السفن المحملة بالحبوب ستكون قادرة على المغادرة دون أي مشكلات.
وحذرت الأمم المتحدة مرارا من أزمة غذاء بسبب نقص الحبوب، واتهم الغرب روسيا بالتصدي لتوريد الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية، ونفت موسكو بشكل قاطع مثل هذه الاتهامات.