ممر الحبوب في البحر الأسود.. رسالة طمأنة من أوكرانيا قبل توقيع الاتفاق
أيام قليلة تفصل العالم عن توقيع اتفاق ممر الحبوب في البحر الأسود، في إطار خطة تقودها الأمم المتحدة لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية العالقة بسبب الحرب.
أعلن النائب الأوكراني رستم أوميروف الخميس أن صادرات الحبوب العالقة في أوكرانيا بسبب الحرب الروسية ستستأنف من 3 موانئ على البحر الأسود في حال التوصل إلى اتفاق بين كييف وموسكو.
أجرت روسيا وأوكرانيا محادثات بوساطة تركيا والأمم المتحدة حول هذا الموضوع الحاسم للأمن الغذائي العالمي في الأيام الأخيرة، في حين ترتفع أسعار الغذاء.
وقال أوميروف عضو الوفد الأوكراني للصحفيين إن "الصادرات ستتم من 3 موانئ: أوديسا وبيفديني وتشورنومورسك. نأمل أن نتمكن في المستقبل من توسيع" الشحنات لتشمل أماكن أخرى.
وقال إن مجموعة مراقبة تابعة للأمم المتحدة ومقرها إسطنبول ستتكفل بأمن القوافل ولن يسمح للسفن الروسية بدخول المياه الأوكرانية في حال حصول الاتفاق.
وقال "نحن لا نثق بهم حتى لو وقعوا اتفاقاً مع الأمم المتحدة".
نحو 25 مليون طن من الحبوب عالقة في الموانئ الأوكرانية، ومهددة من الأسطول الروسي والألغام البحرية التي زرعتها كييف لمنع هجوم بحري من قبل موسكو.
وقالت أنقرة الخميس إنها تأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية "في الأيام المقبلة" إذا لبّى الغرب مطالب روسيا برفع بعض القيود عن صادراتها من الحبوب.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء أوكرانيا بعرقلة المحادثات.
وتدخل أزمة استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، مرحلة مهمة خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث يتم وضع اللمسات النهائية لتوقيع اتفاق محتمل.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفق نص وزعته الرئاسة التركية، الأربعاء، إنه يريد كتابة نص اتفاق محتمل لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود، في إطار خطة تقودها الأمم المتحدة، هذا الأسبوع بعد التوصل إلى اتفاق عام الأسبوع الماضي.
وقال أردوغان للصحفيين في رحلة العودة من طهران حيث التقى مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين: "تم التوصل إلى اتفاق خلال المحادثات في إسطنبول الأسبوع الماضي على الخطوط العريضة للعملية بموجب خطة الأمم المتحدة. والآن نريد ربط هذا الاتفاق بوثيقة مكتوبة".
وأضاف أردوغان "نأمل أن يبدأ تنفيذ الخطة في الأيام المقبلة".
وقال أيضا إن تركيا وروسيا، الجارتين البحريتين في البحر الأسود، ستواصلان تضامنهما بشأن الغاز الطبيعي ومحطة أكويو للطاقة النووية، مضيفا أنه ناقش أيضا شراء طائرات برمائية من روسيا مع بوتين.
وأوكرانيا وروسيا من أهم موردي القمح في العالم. وروسيا أيضا مصدر كبير للأسمدة وأوكرانيا منتج مهم للذرة وزيت دوار الشمس، لذا فإن إبرام صفقة لإنهاء حظر الصادرات يعتبر أمرا حيويا للأمن الغذائي، لا سيما بين الدول النامية، ولاستقرار الأسواق.
تتهم أوكرانيا والغرب روسيا بالتسبب في تفاقم أزمة الغذاء العالمية من خلال تعقيد محاولات تزويد الدول الفقيرة بالحبوب وزيادة التضخم.
غير أن موسكو تُحَمل مسؤولية ذلك لأوكرانيا متهمة إياها برفض إزالة الألغام التي نشرتها حول سواحلها لحماية نفسها من هجوم روسيا والتي تمثل تهديدا لعمليات الشحن.
كما وجهت روسيا انتقادات إلى الغرب لفرضه عقوبات على مجموعة من القطاعات التي تجعل من الصعب على روسيا تمويل وتأمين خدمات الشحن البحري الخاصة بها.
وواصلت روسيا تصدير الحبوب منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط، لكن يوجد نقص في السفن الكبيرة إذ يخشى العديد من مالكيها إرسالها إلى المنطقة في الوقت الذي ارتفعت فيه أيضا تكلفة الشحن والتأمين بشكل حاد.
وسيتعين على أي اتفاق أن يضع إطارًا لمراحل أساسية مختلفة: الأولى ستكون إزالة الألغام من الموانئ التي يقوم بها "الأوكرانيون و/أو الأمم المتحدة"، ثم "تحميل السفن، والذي يمكن أن يتم تحت غطاء الأمم المتحدة"، وأخيرًا "تفتيش الشحنات" ومرافقة السفن، التي تطلبها روسيا، إذ تريد أن تكون قادرة على التحقق من أن هذه التجارة لا تحتوي على أسلحة، وفق إدوار دو سان دوني، الوسيط لدى بلانتورو وشركائه، وفقا لفرانس برس.