إيكونوميست ترصد الرابحين والخاسرين من حرب التجارة بين واشنطن وبكين
"إيكونوميست" ترصد الرابحين والخاسرين في آسيا من 3 قطاعات، الملابس والتكنولوجيا والسيارات، تستهدفها الحرب التجارية بين الصين وأمريكا.
بدأت الصين والولايات المتحدة اكتشاف مدى خطأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما قال إن الحروب التجارية جيدة والفوز فيها سهل، وذلك مع بدء ظهور الآثار السلبية الضخمة لها على الاقتصاد العالمي، والمتوقع أن تؤدي إلى ارتفاع سعر بيع السلع للمستهلكين ما يرفع معدلات التضخم وانتهاج سياسات مالية أكثر قسوة في العديد من الدول،وفق مجلة " إيكونوميست" البريطانية
ورغم أن التأثير الأكبر سيقع على الولايات المتحدة والصين، إلا أن الدول الأخرى ستواجه ضررا جانبيا، حيث ستخلف تلك الحرب رابحين وخاسرين عندما تتحول التجارة بفعل الجمارك الإضافية إلى أسواق جديدة مثل أوروبا والمكسيك وكندا، لكن حصة الأسد من الحرب التجارية ستقع في أيدي دول آسيا.
ومع عدم وجود نية من الجانبين الأمريكي أو الصيني بالرغبة في إيجاد حل واضح للأزمة، أجرت مجلة " إيكونوميست" تحليلا حول أبرز الرابحين والخاسرين بين دول آسيا من تغير سلاسل الإمداد حول العالم بفعل الحرب التجارية، بالتركيز على 3 قطاعات هامة هي تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والسيارات وقطع الغيار والملابس.
وتوقع التحليل تصاعد وتيرة الحرب التجارية خلال الأشهر القادمة حتى تغطي في النهاية المنتجات الاستهلاكية الجاهزة؛ بما في ذلك الهواتف الذكية والحواسب الشخصية والسلع التقنية الأخرى، وكذلك الملابس الجاهزة ومنتجات السيارات التي بالفعل تم استهدافها، حيث تشكل تلك القطاعات 3 محاور تجارية رئيسية بين أمريكا والصين، لكن أهمية تلك الصناعات لسلسلة الإمداد في آسيا هي أساس تقرير.
الجمارك الأمريكية
وأوضح التقرير أن الرابحين من الحرب التجارية سيستفيدون بشكل رئيسي من الجمارك الأمريكية، لكن في المقابل ستعاني الدول الآسيوية للاستفادة من الجمارك الصينية على السلع الأمريكية.
وستجني ماليزيا وفيتنام أكبر استفادة من الجمارك المتبادلة على السلع التكنولوجية، خاصة المكونات الصغيرة والسلع الضعيفة، وذلك لأن الشركات التكنولوجية الضخمة لديها عمليات سارية بالفعل داخل ماليزيا وفيتنام، مثل "ديل" الأمريكية و"سوني" اليابانية "وإنتل" الأمريكية و"سامسونج" الكورية الجنوبية، ما يعني أن تلك الشركات ستتمكن من إعادة توزيع ونشر استثماراتها وإنتاجها حول الجمارك الإضافية بشكل يسير.
ومن ناحية أخرى، ستجني الهند وإندونيسيا وتايلاند وفق المجلة البريطانية مكاسب معتدلة في سوق الإلكترونيات، أما الفلبين واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان سيعانون في هذا القطاع نتيجة الحرب التجارية بسبب الأهمية البالغة للسوق الصيني بالنسبة للموردين من تلك الدول.
سوق السيارات
ورغم توقع المحللين للمجلة البريطانية بأن تأثير الحرب التجارية على سوق السيارات سيكون معتدلا؛ نظرا إلى أنه سوق محلي بشكل كبير في أمريكا والصين، إلا أن أكبر الرابحين في هذا القطاع هما تايلاند وماليزيا بسبب استضافاتهم مئات من مصانع تجميع وإنتاج قطع الغيار لكبرى شركات السيارات في العالم، بينما ستشهد الهند وإندونيسيا والفلبين وفيتنام أرباحا معتدلة مع سعيهم إلى جذب استثمارات جديدة في هذا القطاع، وفي المقابل ستعاني اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان من خسائر قليلة في هذا القطاع متعلقة بالحرب التجارية.
أما فيما يخص سوق الملابس الجاهزة، فقد توقع المحللون أن تعود الحرب التجارية بمنافع جمّة على أكبر 3 مصدرين في آسيا، بنجلاديش وفيتنام والهند، حيث تعد الأولى ثاني أكبر مورد للملابس في العالم بعد الصين، وستستفيد فيتنام من الجمارك الأمريكية؛ حيث ستزاداد صادراتها إلى أمريكا، بينما قد تحظى باكستان وسريلانكا بفوائد معتدلة خاصة الأخيرة لاعتماد اقتصادها بشكل كبير على صناعة الملابس، وفي المقابل لن تستفد إندونيسيا وكمبوديا وميانمار من الحرب التجارية رغم اعتمادهم على سوق الملابس بشكل كبير؛ وذلك لأسباب عدة منها ضعف الاستثمار في القطاع أو ارتفاع أجور العاملين .
aXA6IDE4LjExOC4yMjYuMTY3IA== جزيرة ام اند امز