الشتاء يؤرق حياة النازحين باليمن.. ضيف ثقيل على مشردي الحوثي
وسط لهيب الحرب يأتي الشتاء كضيف غير مرحبٍ به على مخيمات النازحين اليمنيين في مختلف المحافظات.
ورغم أن النازحين نجوا من آلة القتل الحوثية، فإنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة قساوة الشتاء وزمهريره، بعد أن بات مصيرهم في مخيمات لا تقي من حر ولا تحمي من برد.
وبلغ عدد النازحين من مناطق مليشيات الحوثي الإرهابية إلى المناطق المحررة في اليمن 445 ألفاً و410 أسر، بما يعادل مليونين و827 ألفاً و686 نازحاً.
وتستحوذ مأرب على 55% منهم، يتوزعون على 182 مخيما، بحسب الوحدة التنفيذية للنازحين باليمن.
مأساة في مأرب
في مأرب، حيث أكبر كتلة نزوح باليمن، ليس جحيم حرب الحوثي الذي يتصدر معاناة وأوضاع النازحين اليمنيين هذه الأيام، إنما الوفاة الناجمة عن الأجواء الشتوية بالغة القسوة.
وأعادت واقعة ارتفاع عدد الأطفال الذين توفوا نتيجة البرد في مأرب إلى 5 أطفال، الأوضاع الصعبة التي يعانيها النازحون إلى الواجهة، في ظل نقص حاد في الأغطية والملابس الشتوية، والإمدادات الغذائية.
وتدفع قسوة الشتاء النازحين لإشعال المواقد العاملة بالحطب ليلا، على أمل الحصول على الدفء، لكن هذه الطريقة غير متاحة للعديد من الأسر.
ويشكو النازحون من عدم حصولهم على وسائل الدفء كما أنهم لم يتلقوا أي مساعدات شتوية، إذ تبرر المنظمات الإنسانية ذلك بأن مأرب ليست مدرجة ضمن قوائم المدن اليمنية التي تشهد أجواء صعبة خلال فصل الشتاء.
ويقول خالد الشجني، نائب مدير الوحدة التنفيذية للنازحين، في محافظة مأرب لـ"العين الإخبارية" إن ذلك التجاهل رفع عدد الأطفال الذين توفوا نتيجة مضاعفات البرد الشديد والأمراض الناجمة عنه، إلى 5 أطفال، 3 منهم سقطوا في مخيم السمية في النقيعة القريبة من الصحراء، و2 في مخيم الميدان.
وبحسب المسؤول اليمني، تتراوح أعمار الضحايا من الأطفال ما بين الأشهر الأولى من الولادة إلى عامين، وقضوا نحبهم، لعدم قدرتهم على مقاومة البرودة الشديدة، فيما تشير المصادر إلى تسجيل حالة وفاة سادسة.
وتشتد البرودة في المخيمات القريبة من الصحراء، في ظل عدم وجود تدخل حقيقي من قبل المنظمات الإنسانية، نظرا لتصنيف منظمات الأمم المتحدة للمحافظة بأنها من المحافظات اليمنية التي تقل فيها درجة البرودة، ولا تحتاج إلى مساعدات شتوية، بحسب الشجني.
وتستدعي أجواء البرودة الشديدة تدخلا إنسانيا عاجلا لتفادي سقوط ضحايا جدد بين الأطفال وكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة.
مناشدات عاجلة للمنظمات الإنسانية
ويشكو العاملون في المجال الإنساني في المحافظة التي تشهد أعنف المعارك، منذ مطلع العام الحالي، من عدم استجابة المنظمات الإنسانية للمناشدات المتكررة، فيما يتعلق بإغاثة النازحين، وإمدادهم باحتياحاتهم الضرورية.
كما أن استجابة المنظمات المحلية، مع مطالب الوحدة التنفيذية للنازحين، عادة ما تكون بطيئة ولا تلامس الإحتياج الكبير للنازحين، بحسب الوحدة التنفيذية للنازحين في مأرب.
يضيف الشجني لـ"العين الإخبارية" أن بعض المنظمات المحلية، قدمت نحو 1000 بطانية، وهو رقم متواضع مقارنة بحجم الاحتياج الذي يمثله العدد الكبير للنازحين، حيث يصل أعداد الأسر في مخيمات مأرب إلى 44 ألفا و300 أسرة.
وأمام رفض المنظمات لتمويل احتياجات النازحين في مأرب، لجأت الوحدة التنفيذية، إلى توجيه دعوة لرجال أعمال وتجار يمنيين، وداعمين في دول عربية لإنقاذ الأسر النازحة.
ودرءًا لهذه المعاناة، وتخفيفا لما يكابده النازحون في المخيمات، تحركت كيانات إنسانية وإغاثية، ومنها مؤسسة اليتامى الخيرية الإنسانية عبر مشروع "دفء الشتاء"، لتوزيع بطانيات وملابس شتوية على مخيمات النازحين بمديرية دار سعد، شمال مدينة عدن.
المشروع استهدف 150 أسرة معوزة وفقيرة من النازحين في مخيم السلام، بالمديرية، بتمويل من جمعية الصفاء الخيرية الإنسانية في دولة الكويت.
كما نفذت مؤسسة اليتامى مشروعا مماثلا، استهدف توزيع 130 أسرة نازحة في منطقة العند، بمحافظة لحج، بدعم وتمويل من مؤسسة "تنمية الخيرية" الكويتية.