هل يقسو الشتاء على مصر بفعل «ظاهرة النينيو»؟ خبير أرصاد يجيب (خاص)
في يوليو/ تموز الماضي، أعلنت وكالة الأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، بدء ظاهرة "النينيو" المناخية، بما مهّد لظروف جوية قاسية.
حينها، قدرت المنظمة استمرار آثار الظاهرة خلال النصف الثاني من العام الجاري 2023 بنسبة 90%.
وحثت المنظمة وقتها الحكومات على اتخاذ ما يلزم لتلافي الآثار السلبية لهذه الظاهرة.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، أعلن مركز التنبؤ المناخي الأمريكي أن درجة الحرارة في مستوى البحر في القطاع الاستوائي من المحيط الهادئ ارتفع بمقدار 0.5 درجة مئوية فوق المستوى المعتاد، مع التنويه بتغير وتيرة الرياح إلى الحد الذي يشير إلى بدء ظاهرة النينيو.
وأوضحت "بلومبرغ" وقتها أن المركز الأمريكي، الذي يعد جزءا من الجهاز الوطني للطقس، متأكد من أن هذه الظروف ستستمر وستتطور، حتى مع الدخول في فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
جدل في مصر
مع بدء انخفاض درجات الحرارة، عاد تقرير المركز الأمريكي إلى السطح في مصر، فتداولت بعض المنصات الإعلامية أنباء أفادت بتأثر البلاد بهذه الظاهرة، ما يمهد إلى حدوث برودة قارسة في أشهر الشتاء.
تعقيبا على ما سبق، قال الدكتور وحيد سعودي، خبير الأرصاد الجوية في مصر، إن النينيو هي ظاهرة تشبه إلى حد كبير ظاهرة الأعاصير، وهي نتاج ارتفاع درجات الحرارة فوق المحيطات، خاصة ما بين خطي عرض 15 شمال وجنوب خط الاستواء.
أضاف خبير الأرصاد، لـ"العين الإخبارية"، أن تغيرات المناخ عدّلت تأثيرات ظاهرة النينيو، التي بدورها غيّرت أنماط هطول الأمطار ودرجات الحرارة، ما ينتج عنه ظواهر مناخية مدمرة، وكذلك ظهور الأعاصير.
أكد "سعودي" أن مصر بعيدة كل البُعد عن التأثر بمثل هذه الظواهر سواء الأعاصير أو النينيو، لأن موقعها بعيد تماما عن أي مسطّح للمحيطات: "ما يثبت هذا الكلام قاعدة البيانات لأكثر من 100 عام موجودة بالهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، فلم تشهد تسجيل أي تأثر بظواهر ناجمة عن الأعاصير أو التسونامي أو النينيو وغيرها".
وعن تطرف ظواهر فصل الشتاء في مصر خلال الأشهر المقبلة، علّق: "التنبؤات الموسمية صعب توقعها، خاصة أن دقتها لا تزيد على 27% فقط، ومن المستحيل التنبؤ بموسم قادم.. وهو كلام عار من الصحة".
ووسط الجدل المثار، خرجت الدكتورة إيمان شاكر، مدير مركز الاستشعار عن بُعد في هيئة الأرصاد الجوية المصرية، وتحدثت عن تقرير المركز الأمريكي خلال تصريحات إعلامية.
وأكدت "شاكر" أن الحديث عن تأثر العالم بظاهرة النينيو بانخفاض درجات الحرارة لا يعني تأثر المناطق كافة بها، مشددة على أن التقرير لم يذكر اسم مصر أو أي من الدول على وجه الخصوص.
عن ظاهرة النينيو
ظاهرة "النينيو" هي المصطلح الذي يطلق عندما تتسبب المياه الدافئة في تحرك تيار المحيط الهادئ جنوب موقعه المحايد.
وكلمة "النينيو" تعني "الولد الصغير" باللغة الإسبانية، وظهرت لأول مرة في القرن السابع عشر عندما لاحظ الصيادون في أمريكا الجنوبية ظهور الماء الدافئ في أوقات غير معتادة في المحيط الهادئ.
وأطلقوا وقتها على هذه الظاهرة اسم El Niño de Navidad لأن ظاهرة "النينيو" عادة ما تبلغ ذروتها في شهر ديسمبر/كانون الأول.
تحدث الظاهرة بشكل طبيعي وتؤدي لارتفاع درجة حرارة غير الطبيعي عن درجة حرارة سطح البحر في الوسط والشرق الاستوائي للمحيط الهادئ، حسبما أوضحت منظمة الأغذية العالمية "فاو"، موضحة أنها تحدث مرة كل 2-7 سنوات، ويمكن أن تحدث كل 18 شهرا.