توقعات الشتاء الأمريكي.. «النينيو» تفرض طقساً أكثر دفئاً بالشمال
من المرجح أن يكون الشتاء المقبل في الولايات المتحدة منخفضا بعض الشيء من حيث تساقط الثلوج وتفشي البرد القارس، حيث تُشير التوقعات إلى أن الشمال سيصبح أكثر دفئا من المعتاد وأن يكون الجنوب أكثر رطوبة.
ما هي ظاهرة النينيو وأسبابها؟
تشير ظاهرة النينيو، التي تعني 'الولد الصغير' باللغة الإسبانية، إلى الاحترار الدوري لمنطقة المياه بالقرب من خط الاستواء في المحيط الهادئ، وتشكل إحدى مرحلتي النمط المناخي المعروف باسم ظاهرة النينيو-التذبذب الجنوبي (ENSO). مما يعني أنها دورة تأتي كل ثلاث إلى أربع سنوات تقريبًا.
خلال ظاهرة النينيو هناك تراكم للمياه الدافئة في الأجزاء الوسطى والشرقية من المحيط الهادئ، بسبب الرياح المتوجهة من الشرق إلى الغرب، فالأمر كله يتعلق بدرجة حرارة المياه السطحية في المحيط الهادئ الاستوائي، فكلما كان الماء أكثر دفئا كلما كانت ظاهرة النينيو أقوى.
- سر ارتفاع حرارة مياه المحيط.. "النينيو" بريئة حتى تثبت الإدانة
- "النينيو" تستوحش.. علماء يحذرون من تغييرات جذرية وموجات حر حارقة
تلعب ظاهرة النينيو دورا مهما في تغيير أنماط الطقس العالمية ورفع درجات الحرارة الإجمالية. وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، فإن ظاهرة النينيو القوية ستؤثر على مسارات العواصف والظروف الجوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة في الفترة من ديسمبر/كانون الأول إلى فبراير/شباط، خلال هذه الفترة تقوم ظاهرة النينيو بتحويل التيار النفاث، الذي يوجه عادة جبهات العواصف، في مسار غير مألوف يهيمن عليه هواء المحيط الهادئ الأكثر دفئًا ورطوبة يندفع نحو الجنوب.
الشمال أكثر دفئا والجنوب أكثر رطوبة
تُشير تقديرات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) إلى أنه من المتوقع أن يؤدي هذا النمط غير المعتاد للتيار النفاث، الذي فرضته ظاهرة النينيو، إلى تحويل بعض العواصف التي عادة ما تجلب الثلوج إلى أمطار في الجزء الشمالي من الولايات المتحدة، وقد يؤدي ذلك إلى تساقط الثلوج فوق المتوسط في هذه المناطق، ومن ثمَّ ستشهد معظم أنحاء البلاد درجات حرارة أكثر دفئا.
الجنوب الرطب والشمال الجاف
هذا، وتجدُر الإشارة إلى أنه من المتوقع أن تكون المناطق الجنوبية، التي تغطي مساحة كبيرة من البلاد، أكثر رطوبة من المعتاد، مع زيادة الرطوبة الممتدة من ماساتشوستس أسفل الساحل الشرقي، ومعظم الجنوب أسفل ولاية تينيسي، وغربًا عبر تكساس وكانساس وكولورادو ويوتا ونيفادا، ومعظم ولاية كاليفورنيا، ومع ذلك من المتوقع أن تكون منطقة البحيرات العظمى والمناطق الواقعة في أقصى شمال البلاد، من بحيرة إيري إلى شرق واشنطن، أكثر جفافا من المتوسط.
تأثير تغير المناخ
وفقًا لبيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) فإن تغير المناخ يُعد بمثابة عامل إضافي لتوقعاتهم، خاصة أن فصل الشتاء هو الموسم الذي يشهد فيه العالم بعضا من ارتفاعات في درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية القديمة بسبب حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي، حيث ارتفعت درجة حرارة الشتاء بمعدل 1.6 درجة فهرنهايت (0.9 درجة مئوية) خلال الأربعين عامًا الماضية.
توقعات خاصة
تُشير تقديرات شركة أكوا ويزر AccuWeather، شركة خاصة للتنبؤ بالطقس، إلى تساقط ثلوج أقل من المتوسط في المدن الكبرى مثل بوسطن ومدينة نيويورك وبيتسبرغ وبوفالو وشيكاغو ومينيابوليس، مع تساقط الثلوج بالقرب من المتوسط في مدينة كانساس سيتي وسولت ليك سيتي وفيلادلفيا.
ومن ناحية أخرى، من المتوقع أن تتلقى دنفر المزيد من الثلوج أكثر من المعتاد، بالإضافة إلى ذلك تتوقع AccuWeather درجات حرارة أكثر برودة في أجزاء معينة من جنوب كاليفورنيا ونيو مكسيكو وأريزونا وتكساس وأوكلاهوما وأركنساس وميسيسيبي وألاباما وتينيسي.
بينما تستعد الولايات المتحدة لفصل شتاء غير عادي، فإن تأثير ظاهرة النينيو وتغير المناخ يسلط الضوء على أهمية البقاء على استعداد لمواجهة مجموعة من الظروف الجوية وعواقبها المحتملة.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0NiA= جزيرة ام اند امز