نساء إيران.. الوجه المشرق للثورة ضد الظلم
الصور الأكثر بروزًا في احتجاجات إيران لم تكن لرجال، بل كانت لسيدات خرجن ضد الظلم والقمع في بلادهن.
الصور الأكثر بروزًا في احتجاجات إيران لم تكن لرجال بل كانت لسيدات، ففي حين كانت وسائل الإعلام الأمريكية بطيئة، وحتى مترددة، في تناول الأحداث، كان موقع "تويتر" مكدسًا بمقاطع فيديو وصور من موقع الأحداث، في تحدٍّ لسياسة النظام الإيراني بشأن وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، أنه لا شيء كان بارزًا أكثر من شابة إيرانية وقفت أعلى حاوية، بينما خلعت حجابها واستخدمته وكأنه علم للتلويح به.
وأشارت شبكة "فوكس نيوز" إلى أنه كانت هناك تقارير غير مؤكدة بشأن فتاة مجهولة الهوية تم احتجازها، وأصبحت البقعة التي وقفت فيها بمثابة مزار.
وأصبحت تلك الفتاة رمزًا للحركة الاحتجاجية المتزايدة، حتى إن المستخدمين لموقع "تويتر" غيروا صورهم الشخصية إلى صور رمزية لتجسيد اللحظة، وانتشرت الرسمة عبر موقع "فيسبوك"، لكنها لم تكن الوحيدة.
وانتشر مقطع فيديو آخر على وسائل التواصل الاجتماعي لامرأة تواجه قوات الأمن وتقول: "الموت لخامنئي"، بينما انضمت إليها الحشود التي بدأت تتجمع من حولها.
وظهرت سيدة أخرى على الشاشات تقول: "رفعت قبضتك وأفسدت حياتنا، الآن نرفع قبضتنا. كونوا رجالًا، انضموا إلينا. أنا كامرأة سأقف في المقدمة وسأحميك. تعال مثِّل دولتك".
وأظهرت صورة أخرى فتاة شابة، قيل إنها طالبة، تغطي وجهها بينما تركض من الغاز المسيل للدموع خارج جامعة طهران، وقبضتها مرفوعة في الهواء وكأنها تتحدى النظام، كانت هذه الفتاة رمزًا لحركة شبابية علمانية متنامية مندمجة بين الآلاف من المتظاهرين ضد تورط النظام مع حزب الله وحماس.
ومع دخول التظاهرات يومها السادس، أبرز مقطع فيديو آخر على "تويتر" سيدة تطالب بعدالة الأجور ونهاية لمحاولات النظام لإسكاتهم، وأفادت تقارير بأن السيدة قادت التظاهرات في مدينة أصفهان.
كل واحدة من تلك الصور كانت لنساء، فهن الوجه المشرق لتلك الثورة المتفتحة، ويجازفن بكل شيء مقابل رفع أصواتهن ضد الملالي الإيرانيين، لذا السؤال الآن أين داعمو النساء في الولايات المتحدة وأوروبا الذين تجمعوا للاحتجاج ضد رئيس أمريكي جديد انتخب العام الماضي؟، والأكثر تحديدا أين المشاهير الذين قادوا حركة "أنا أيضًا"، فإن تمكنت تلك النساء من التحدث في وجه الطغيان الحقيقي، لمَ لا يمكنكم ذلك؟
النساء الإيرانيات لا يقمن بتزيين قبعات التريكو الوردية، ولا يشاركن ببرامج الجوائز، لكن هؤلاء السيدات ظهرن بمقاطع فيديو وصور ليراهنّ العالم، لكن لم يجدن من الحركات النسائية سوى رد ضعيف كان عبارة عن تغريدة أو منشور على فيسبوك للتعبير عن دعمهم لهن.
النساء في إيران يتحدين الدعم المالي للنظام الإيراني المقدم لتنظيمات مثل حزب الله وحماس، إضافة إلى مطالبتهن بعدالة الأجور وحقوق الإنسان، والبقاء صامتين في وجه تلك الحركة الاحتجاجية المتنامية بمثابة عيبًا يطول تلك الحركات التي يجب أن تقف في صفوف المرأة الإيرانية.
لكن من المؤيدين البارزين للحركات النسائية التقدمية في الكونجرس، فقط قدم السيناتور بيرني ساندرز الدعم للمتظاهرين، حيث قال خلال تغريدة عبر "تويتر": "إنه حق للجميع معارضة حكومتهم، ويجب على الحكومة الإيرانية احترام هذا الحق والاهتمام بأصوات آلاف الإيرانيين الذين يحتجون عبر أنحاء البلاد من أجل فرص ومستقبل أفضل" ليست أشياء صعبة.
في المقابل، لم تصدر أي من السيناتور إليزابيث وارن، والسيناتور كامالا هاريس، والسيناتور كيرستن جيليبراند، المدافعات عن حقوق المرأة التقدمية بيانًا واحدًا، ولم يقلن كلمة واحدة لدعم التظاهرات على الإطلاق.
وأوضحت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، أنه في حين حاول العالم الإشاحة بنظره بعيدًا عن تلك الأحداث، وقفت النساء في تحدٍّ لحكم القانون، مخاطرات بحياتهن بدون دعم من الجماعات النسائية التي تقول إن وجودها هو من أجل مثل هذه الأفعال.