"الفحلة" و"جليلة" و"توحة".. فتوات مصريات قهرن "رجال النبوت"
عصر الفتوات الذي بدأ في مصر عام 1798 فرض نفسه بقوة على الأعمال الفنية التي سلطت بين الحين والآخر الضوء عليه لتجسد شهامة الرجل المصري
يظن كثيرون أن عصر الفتوات في مصر كان مقتصرا فقط على الرجال الذين يمتلكون بنيانا قويا يساعدهم في نصرة المظلوم ومحاربة الظالم بالنبوت إذا استدعى الأمر، ولكن لا يعرفون أن النساء أيضا كان لهن دور بارز في هذا العصر، ومنهن من اعتلى عرش الفتوة بالتزامن مع الرجال الفتوات.
وفرض عصر الفتوات، الذي بدأ في مصر عام 1798، نفسه بقوة على الأعمال الفنية التي سلطت بين الحين والآخر الضوء عليه لتجسد شهامة الرجل المصري، وكان آخرها مسلسل "الفتوة" للفنان ياسر جلال الذي يعرض في رمضان الجاري والذي تدور أحداثه حول ذلك العصر خلال القرن الـ19، والذي يكشف دور الفتوات في المجتمع المصري قديماً.
وتعد عزيزة الفحلة، فتوة حي المغربلين، من أوائل النساء اللواتي مارسن الفتونة في القرن الماضي، والتي فتحت الطريق على مصراعيه أمام النساء لدخول عصر الفتوات المقتصر فقط على الرجال، فكان لها دور بطولي مميز خلال فترة الاحتلال الإنجليزي، التي حاول فيها المحتلون التحرش بعدد من السيدات المصريات، ولكن "الفحلة" كانت لهم بالمرصاد.
واشتهرت فتوة المغربلين بالقوة والشهامة، وضعت ونفذت خطة محكمة لاصطياد عساكر الإنجليز قبل المساس بالمصريات داخل حمامات السيدات بحي المغربلين، حيث جهزت عدة أكمنة لهم بالداخل والخارج، وأبرحتهم ضربا بمساعدة رجالها الأقوياء.
ولم يقتصر الدور البطولي عند "الفحلة" أمام الإنجليز فقط، فكان لها دور آخر، عندما أرجعت حقا لفلاح مصري قام الأتراك بضربه دون سبب أو وجه حق، ووصفوه بأنه "فلاح خرسيس"، ما أثار غضبها وهجمت عليهم بالضرب المبرح بواسطة نبوت غليظ مليء بالمسامير.
وفي حي الجيزة، سطعت شهرة المعلمة "جليلة"، حيث كان مشهودا لها بالشهامة والطيبة ونصرة المظلوم، فكانت سيدة فارعة الطول قوية الجسم مفتولة العضلات يوجد على ذراعها وشم، ترتدى "صديري" وجلبابا بلديا رجاليا وكوفية وتمسك بيديها طوال الوقت نبوتا غليظا.
والطريف في قصة فتوة الجيزة أن مهرها كان غريبا وطريفا في نفس الوقت، فعندما طلبها أحدهم للزواج، طلبت منه إثبات شجاعته حتى تتزوجه دون مهر، واشترطت عليه أن يدخل لإحدى المشاجرات ويفضها ويسيطر على أوضاعها حتى تكون زوجته، وبعدما نجح في الاختبار تزوجته على الفور.
وتركت فتوة الجيزة الشهيرة بـ"سكسكة"، الفتونة وكرهتها في عام 1958، بعد الحادثة التي راح ضحيتها أخوها ودخول أبنائها الـ3 السجن، وكان أعداؤها يؤلفون الأشعار في مهاجمتها، قائلين: "يا رب أهلك سكسكة في يوم حرب مهلكة".
واشتهرت المعلمة "توحة"، فتوة حي المطرية، بحماية الضعيف والمظلوم، ولكن تغير الأمر عقب زواجها وأصبحت فتوة له تحميه من كل شر وتدافع عنه باستماتة، فضربت 5 رجال وسيدتين في مشاجرة، لمطالبتهم زوجها برد الدين الذي يصعب عليه رده، حتى سقطت في نهاية الأمر في قبضة البوليس.
aXA6IDMuMTQ3LjcxLjE3NSA= جزيرة ام اند امز