في عيد الأم.. الحمل ممنوع والحق مهدور في ملاعب الكرة
لا يخفى على أحد ما تعانيه كرة القدم النسائية من قلة الاهتمام، عندما توضع في مقارنة مع الرجال، وهو ما يسعى الكثيرون لعلاجه مستقبلا.
على مدار سنوات، أعربت العديد من اللاعبات في مجال كرة القدم النسائية، عن استيائهن من الظروف الصعبة التي يعشنها عند ممارسة اللعبة بشكل احترافي.
وهذا الكلام يحدث في أفضل فرق ومنتخبات العالم مثل برشلونة وتشيلسي وإنجلترا بشكل مفزع، بجانب الدوريات العربية أيضا، لكن الفترة الأخيرة شهدت محاولات مضنية من أطراف عدة حول العالم، لمنح أكبر قدر ممكن من الاهتمام للكرة النسائية، لاسيما الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
أزمة برشلونة
في يوليو/ تموز 2018، اندلعت أزمة تسبب فيها إدارة نادي برشلونة السابقة برئاسة جوسيب ماريا بارتوميو، تلك الإدارة التي باتت عنوانا للأزمات خلال السنوات الأخيرة.
وذكرت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية قبل 3 سنوات، أن إدارة البارسا نظمت رحلة مختلطة لفريقي الرجال والسيدات للولايات المتحدة، خلال فترة التحضير للموسم الجديد، كانت الأولى من نوعها في تاريخ النادي التي تجمع الجنسين.
ولكن ظهرت الأزمة في التمييز الذي حدث، حيث جلس فريق الرجال على مقاعد الدرجة الأولى بالطائرة، بينما السيدات جلسن في الدرجة الاقتصادية، وهو ما ظهر خلال صورهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة آنذاك.
الأمر أثار سخطا كبيرا بين جماهير الكرة العالمية، وهو ما فسرته ألكسيا بوتيلاس لاعبة سيدات البارسا بأن: "فريق السيدات أضيف إلى الرحلة خلال وقت متأخر، واضطر النادي إلى تنظيم كل شيئ بطريقة عملية في اللحظات الأخيرة".
وفسر برشلونة الواقعة من جانبه، بأنه لم يكن هناك عدد كاف من المقاعد في الدرجة الأولى، في الوقت الذي تقرر فيه انضمام فريق السيدات إلى الرحلة، وإنه حجز ما بين مقعدين إلى 3 مقاعد لكل لاعبة بالدرجة الاقتصادية، من أجل ضمان راحتهن.
أزمات الحمل
من الأزمات الملحة في كرة القدم النسائية، تلك التي تتعلق بوجود لاعبات حوامل، وعدم التعامل معهن بالقدر الكافي من الاحترام والتقدير.
حدث ذلك في منتخب إنجلترا للسيدات، إذ تذكر اللاعب صوفي والتون أنها عانت كثيرا، بقولها: "كنت الأم الوحيدة من بين لاعبات المنتخب الوطني. هذا الأمر لم يكن معلوما، لم يكن هناك راتبا في العقد للاعبات الأمهات، وكانت أزمة أن تحمل لاعبة ولا يدري أحد كيفية التعامل معها".
وأظهرت إحصائية نشرت عام 2017، من قبل النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين "FIFPRO"، أن 1% من لاعبات كرة القدم المحترفات لديهن أطفال.
وأوضحت صوفي أنها تركت فريقها نوتس كاونتي بلا رجعة، فلم يكن هناك دليل خاص بالإرشاد الطبي لما يتوجب عليها القيام به خلال فترة الحمل.
وتضيف باستياء شديد: "لقد كانت المعاملة التي تلقيتها محبطة للغاية، رغم أنني كنت أكثر لاعبة مثلت النادي. كان الأمر كأنهم يقولون لي: كيف تجرؤين على ذلك؟".
الأمر وصل إلى أنها اتصلت بالاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، لتشكو أسلوب تعامل إدارة ناديها مع الأمر، مضيفة: "في النهاية ساعدني الاتحاد بكل ما كنت أريده".
من جانبها قالت إيما هاييس المدير الفني لفريق تشيلسي إن "هناك قلة دعم للاعبات الحوامل".
هايز تعرضت للإجهاض في عام 2018 خلال إدارتها للقاء مع أرسنال في الدوري الإنجليزي.
كاتي شابمان لاعبة وسط إنجلترا السابقة تحدثت عن تلك الأوضاع قائلة: "لقد شعرت أنه تتم معاقبتي لأن لديّ أطفال".
شابمان بقيت 4 سنوات من 2011 إلى 2015 دون أن تتلق أي دعوة من منتخب بلادها، مما جعلها تغيب عن أولمبياد لندن 2012 وكاس العالم للسيدات.
التنمر ضد لاعبات الكرة
التنمر ضد النساء اللاتي يلعبن كرة القدم، هو مسألة أخرى تضاف إلى سجل أزمات الجنس اللطيف مع الرياضة الأكثر شعبية في العالم.
لعبت مصر ولبنان مباراة ودية في ديسمبر/ كانون أول الماضي، ولكن مواقع التواصل الاجتماعي شهدت تنمراً ضخماً ضد اللاعبات.
شخصيات شهيرة أبرزها الممثل المصري أحمد حلمي دعم فريق النساء المصري، إذ غرد قائلاً: "شجعوهم بدل ما تكسروهم. هذا فريق البنات المصري لكرة القدم".
واختتم بقوله: "قرأت قبل عدم أيام تنمر عليهن. الكلام يغضب. لكني على يقين أنه لا يزعج إلا المحبطين وأصحاب النفوس الضعيفة من ليس لديهم ثقة في أنفسهم".
aXA6IDMuMTM4LjM2LjE2OCA=
جزيرة ام اند امز