هل يضعف الفكر الذكوري المشاركة السياسية للمرأة بغزة؟
تحولت مناظرة سياسية حول ضعف المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية، إلى مناسبة للتأكيد على تعزيز فرص المرأة لتمثيل أكبر في المجتمع.
ونظم ملتقى إعلاميات الجنوب، الأربعاء، مناظرة سياسية هي الأولى من نوعها بعنوان: "ضعف مشاركة المرأة السياسية يعود لسيطرة الفكر الذكوري" ضمن مشروع "إعلاميات قادرات على التغيير" الممول من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية EED.
وأوصى المشاركون بالعمل على تكثيف عقد المزيد من المناظرات السياسية التي تجمع بين سياسيين وسياسيات وصناع القرار؛ مع الحفاظ على حق الجمهور في إبداء الرأي وحكمه بالتأييد أو المعارضة ومدى اقتناعه بما يقدمه الفريقين لفرضية المقولة.
وأوصى بإخضاع الساسة لتدريب مكثف خاص بعلم المناظرات، واستخدامه في الانتخابات على أن تكون مناظرات مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتقليدي بين مرشحي القوائم ومسائلتهم حول برامجهم الانتخابية.
وشارك في المناظرة سياسيون وسياسيات من الأحزاب السياسية ممثلة بكل من: مريم أبودقة ونهى البحيصي وآمنة حميد من الفريق المؤيد، ومشاركة كل من أحمد المدلل وهاني ثوابتة ويزيد حويحي عن الفريق المعارض للمقولة، فيما أدارتها الإعلامية تغريد العمور بحضور سياسيات وسياسيين وإعلاميين وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني.
ودافع الفريق المؤيد لفكرة ضعف مشاركة المرأة، بأدلته التي كشفت أن مشاركة المرأة في المجلس الوطني وهي أعلى هيئة في منظمة التحرير الفلسطينية 56 عضوة من أصل 744عضوا، وفي المجلس المركزي 5 نساء من أصل 24 عضوا، وفي المجلس التشريعي لانتخابات 2006 ، 17 عضوة بنسبة 12.8%، وعلى صعيد السلطة وزيرتين من أصل 24، وفي المجالس البلدية والمحلية 18% بفضل الكوتا.
وأضاف الفريق أن المشاركة السياسية للمرأة ضرورية لتحقيق أهداف النظام السياسي حيث تعطي المؤسسة التمثيلية والتنفيذية قوة تمثيلية نابعة من الخيار الديمقراطي، لذا فإن أولى مقدمات مشاركة المرأة السياسية هي الإقرار بأنها تتمتع بالمواطنة والمساواة التامة أمام القانون دون تمييز.
وأكدوا أن المشاركة تفسح المجال أمام النساء للمشاركة في وضع الخطط والبرامج والسياسات والمشاركة في تنفيذها والإشراف عليها مما يعود عليها بالفائدة على المجتمع بأكمله وهذا بدوره يؤدي إلى عدم تمركز القوة بيد فئة دون الأخرى بل يتيح توزيع مصادر القوة داخل المجتمع.
في المقابل، دحض الفريق المعارض المقولة، مؤكدا أن المرأة تمثل تيارا مجتمعيا ومؤثرا ولا يمكن تجاوزه في عالم السياسة، متسائلا ما هو الدور الحقيقي الذي يمكن للمرأة أن تؤديه في عالم السياسة؟.
ويضيف أن السياسة فن يمكن أن تجيده المرأة بحرفية أكثر من الرجل وقد يكون الإنجاز من الرجل أكثر نتيجة لطبيعته وقدراته وإمكانيات صموده.
وعارض الفريق مقولة ضعف مشاركة المرأة السياسية تعود للسيطرة الذكورية تحت مجموعة من الاعتبارات مستشهدا بالتجربة الفلسطينية خاصة ورأى أن هناك ظروفا موضوعية وظروف ذاتية تلقي بظلالها على هذا الفهم المتعلق بدور المرأة ومشاركتها.
وقال إن "التجربة الفلسطينية تجربة فريدة قياساً بدول العالم الثالث"، واستشهد بالدروس والعبر من تجارب عالمية، مؤكدا أن المشاركة الفلسطينية رغم تواضعها وعدم الرضى عنها تمثل تجارب ربما تتميز عن تجارب كثير من شعوب المنطقة تعيش بظروف أصعب من ظروفنا أو أقل صعوبة.
وأشار الفريق بأدلته بالتجربة الفلسطينية التي تميزت بمشاركة المرأة حتى بالمعنى الكفاحي، وهي أكثر الأمور والقضايا تعقيداً وهي التضحية بالنفس.
ونبه إلى أن القضية الفلسطينية لها ما يميزها في خصوصيتها المرتبطة بالديمقراطية الداخلية إذ لا يوجد ديمقراطية مطلقة، فكل المؤسسات الفلسطينية سواء في الأحزاب أو السلطة أو المؤسسات، تجري فيها الديمقراطية توافقية.
وأشار إلى أن الظروف الموضعية التي تحكم مشاركة المرأة هي المرتبطة بشكل أساسي في عقلية المرأة وممارسة المرأة لحقها الديمقراطي وحقها النضالي والاجتماعي.
aXA6IDE4LjE4OS4xODUuNjMg جزيرة ام اند امز