لا ترد على اتصالات مديرك.. أنت في حماية هذا القانون
وجدت نقابة "بروسبكت" المهنية في المملكة المتحدة، أن قطع التواصل بين الموظف ورب العمل خارج ساعات الدوام الرسمية، أمر مطلوب لصحة العلاقة.
ورأت الوكالة أن نموذج قطع التواصل بين الموظف ورب العمل خارج ساعات الدوام، سيكون أمرا جيدا لصحة علاقة العمل، خاصة لدى المؤسسات التي تحصي أعداد موظفين كبيرة.
ويعد إبقاء خطوط التواصل بين الموظفين وأرباب العمل خارج ساعات الدوام، أمورا شائعا في المملكة المتحدة، وسط تزايد عدد الشكاوى التي يتقدم بها الموظفون لنقاباتهم، بعدم قدرهم الفصل من أجواء العمل خارج ساعاته.
وتتراوح ساعات العمل في المملكة المتحدة بين 8 إلى 10 ساعات يوميا لدى المؤسسات والمنظمة المنضوية تحت قانون العمل في البلاد، إلا أن وتيرة التواصل خارج ساعات العمل زادت خلال جائحة كورونا، ما أفقد الموظفين حقوقهم.
تجاوز العلاقات
ورأت النقابة أن كافة المؤسسات التي تتجاوز علاقتها مع الموظفين وتتواصل معهم طلبا لمهام وظيفية، عليها إتباع ما يجري في دول مثل فرنسا، التي تمنح العمال "الحق في قطع الاتصال بأرباب العمل خارج ساعات الدوام المحددة".
وأوردت هيئة الإذاعة البريطانية عن كلير مولالي، وهي خبيرة في تكنولوجيا المعلومات من إيرلندا الشمالية قولها: "لقد أصبح العمل أكثر إرهاقاً خلال العام الماضي، ثمة ضغط على الموظفين بسبب تفقدهم المستمر لبريدهم الإلكتروني".
وقالت إن الموظفين خلال الجائحة، عملوا لفترات أطول من الظروف الطبيعية، من خلال الرد على المكالمات الهاتفية ومكالمات الفيديو، والتأكد من توفرهم في متناول اليد طوال اليوم، فيصبح من الصعب الفصل بين العمل والحياة الشخصية".
وتحول العمل عن بعد إلى سمة لدى عديد القطاعات التشغيلية حول العالم، لتختفي أجهزة الدخول إلى العمل والخروج منه، والاستعاضة عن ذلك بشكل تلقائي إلى التواصل الإلكتروني سواء خلال ساعات العمل أو خارجه.
الوضع في الوباء لا يحتمل
وتجادل كلير، بأن الوضع الذي تواجهه هي وملايين من الموظفين الآخرين الذين يعملون من منازلهم خلال الوباء "لا يحتمل".
ومع تنبيه العديد من أعضائها من تعرض صحتهم العقلية للخطر، دعت "بروسبكت"، الحكومة إلى منح الموظفين "حقاً قانونياً في قطع الاتصال عند الانتهاء من الدوام".
ويرى أندرو باكاس، وهو نائب الأمين العام لـ "بروسبكت": "في الوقت الذي تم فيه الحفاظ على سلامة استمرار عمل التكنولوجيا الرقمية أثناء الوباء، إلا أن العمل من المنزل بات أشبه بالنوم في المكتب بالنسبة لملايين الأشخاص، مما يجعل من الصعب التوقف عن العمل بشكل كامل".
ووجد مكتب الإحصاء الوطني أن 35.9 في المئة من العاملين في المملكة المتحدة، قاموا على الأقل بجزء من وظائفهم من المنزل خلال العام الماضي، وأن هذه المجموعة -مع توفير الوقت في التنقل- كانت تقضي وسطياً حوالي ست ساعات من العمل الإضافي غير مدفوع الأجر كل أسبوع.
يذكر أن "الحق في قطع الاتصال" أصبح قانوناً إلزامياً في فرنسا منذ أربع سنوات، إذ يُطلب من الشركات تحديد "ساعات محددة" متفق عليها "للعاملين عن بُعد".
قواعد عمل
كما أصدرت أيرلندا الشمالية الشهر الماضي، قواعد عمل يتعيّن بموجبها على أرباب العمل إضافة "ملاحظات ورسائل تلقائية تظهر في أسفل الرسالة الإلكترونية، لتذكير الموظفين بعدم التزامهم بالرد على رسائل البريد الإلكتروني التي تُرسل إليهم خارج ساعات العمل المحددة".
لكن الشركات والمحامين، أثاروا تخوفات حول ما إذا كان الحق في قطع الاتصال قابلاً للتطبيق في وقت يطلب فيه العديد من الموظفين بأسلوب العمل المرن، (أي ساعات عمل مختلفة بحسب الحاجة وترتيب جدول أعمال الشخص).
إذ يتمتع جميع الموظفين (سواء كان لديهم أطفال أم لا) بالحق القانوني في طلب عمل مرن، بمجرد عملهم لدى صاحب العمل لمدة 26 أسبوعا على الأقل في المملكة المتحدة.
ومن مساوئ طلب العمل المرن، الحق القانوني للموظف ما يعني أنه قد يفقد أية ساعات عمل إضافية خارج ساعات دوامه أو فوق عدد الساعات المطلوب منه تحقيقه يوميا أو أسبوعيا.
وبالنسبة للموظف، قد يبدو العمل من المنزل مثاليا؛ ومع ذلك يصعب أحيانا على أفراد الأسرة الآخرين احترام أو حتى فهم حقيقة أنه على الرغم من وجودك جسديا في المنزل، إلا أنك تعمل ولست حراً في القيام "بأشياء أخرى".
أي أنك كموظف، لن تكون قادرا على الالتقاء لتناول القهوة أو القيام بالأعمال المنزلية أو أداء المهمات للأصدقاء أكثر مما لو كنت في المكتب!
وجنبا إلى جنب مع ما سبق تأتي حقيقة أنه عندما تعمل من المنزل خارج ساعات الدوام، قد يكون من الصعب الحفاظ على تمييز واضح بين العمل والمنزل.
علاوة على ذلك، قد يعتقد الزملاء الذين يعملون لساعات مختلفة، أو صاحب العمل، أنه من المقبول الاتصال بك في ما لا يمثل جزءا من يوم عملك -وقد تجد صعوبة في تجاهلهم.
aXA6IDEzLjU5LjIzNC4xODIg
جزيرة ام اند امز