البنك الدولي: تعريفات الدول النامية أعلى من نظيرتها المتقدمة «وهذا خطر»

حثّ رئيس البنك الدولي، أجاي بانغا، الدول النامية على تحرير التجارة، قائلاً إن العديد منها يُبقي على تعريفات جمركية أعلى من الاقتصادات المتقدمة، وإن خفضها قد يُعوّض خطر فرض ضرائب متبادلة على الواردات.
وقال بانغا لصحفيين إن مناخ الأعمال والاقتصاد تسوده الآن حالة من الحذر تسهم فيها الضبابية العالمية التي أثارتها في الأشهر الأخيرة الرسوم الجمركية الأمريكية والإجراءات المضادة التي أعلنتها الصين ودول أخرى.
وأضاف أن التأثير سيختلف من بلد إلى آخر، لكن التوقعات الحالية تشير إلى تباطؤ النمو العالمي عما كانت تشير إليه التوقعات الصادرة قبل عدة أشهر. ولم يتطرق لتوقعات محددة.
النمو العالمي
وكان البنك الدولي توقع في يناير/كانون الثاني استقرار النمو الاقتصادي العالمي عند 2.7% في عامي 2025 و2026، وهو معدل النمو نفسه في عام 2024، وحذر من أن الاقتصادات النامية تواجه الآن أضعف توقعات للنمو على المدى الطويل في 25 عاما.
وحذر البنك حينها من أن الرسوم الجمركية الشاملة التي تفرضها الولايات المتحدة بنسبة 10% قد تؤدي إلى خفض النمو العالمي الضعيف بالفعل في عام 2025 بنحو 0.3% إذا رد شركاء أمريكا التجاريون بفرض رسوم جمركية خاصة بهم.
وأحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انقلابًا في نظام التجارة العالمي بفرض تعريفات جمركية أمريكية أساسية جديدة بنسبة 10% على البضائع من جميع الاقتصادات، ومعدلات أعلى لبعض الدول، على الرغم من تعليقها لمدة 90 يومًا لإتاحة الفرصة للمفاوضات.
وقال بانغا إنه ينبغي على الدول التفاوض والدخول في حوار بشأن قضايا التجارة، مشيرا إلى وجود إمكانات غير مستغلة ينطوي عليها تعميق التكامل الإقليمي للدول النامية.
وتابع "على الدول أن تهتم بالتفاوض والحوار. سيكون ذلك بالغ الأهمية في هذه المرحلة، وكلما أسرعنا في ذلك، كان ذلك أفضل".
حصة الدول النامية
وأضاف أنه ينبغي على الدول أيضًا العمل مع شركاء راغبين في الحفاظ على تدفق التجارة الإقليمية والثنائية، مشيرًا إلى أن التجارة العالمية تضاعفت 4 مرات تقريبًا خلال العقدين الماضيين، حيث تضاعفت حصة الدول النامية من تلك التجارة إلى ما يقرب من خمسيها.
وقال: "لا تزال العديد من الاقتصادات النامية تفرض تعريفات جمركية أعلى من الاقتصادات المتقدمة، في المتوسط، بنسب مئوية أعلى بعدة نقاط مئوية على الواردات الرئيسية". وأضاف: "أعتقد أن هذا يُشكل خطرًا حقيقيًا يتمثل في فرض تعريفات جمركية متبادلة، والأهم من ذلك، فقدان القدرة التنافسية".
وأضاف أن التحرير التجاري واسع النطاق، إلى جانب إجراءات حدودية أكثر كفاءة، وقواعد منشأ واضحة، ومستوى أقل من الاحتكاك، يمكن أن يُسهم في تعويض هذه المخاطر وتوسيع نطاق الوصول إلى الأسواق.
واستطرد: "يُظهر التاريخ أن الاقتصادات الأكثر انفتاحًا تميل إلى النمو بشكل أسرع، وتتحمل تقلبات السوق والصدمات بشكل أكثر فعالية".
وأقر بانغا بأن التوترات التجارية تُضعف رغبة الشركات في الاستثمار، لكن من غير الواضح إلى متى سيستمر هذا الشلل الحالي.
aXA6IDMuMTQ0LjEwNC4xNiA= جزيرة ام اند امز