إنفوجراف.. العالم يحتفي بلغة برايل لأول مرة في 4 يناير
اليوم العالمي للغة برايل يهدف إلى تشجيع فاقدي البصر أو من يعانون من ضعف حاد به على القراءة والكتابة وتوطيد وجودهم الفعلي في مجتمعاتهم
يحتفل العالم، الجمعة 4 يناير/كانون الثاني 2019، ولأول مرة، بـ"اليوم العالمي للغة برايل"، حيث يهدف الاحتفال بهذا اليوم إلى تشجيع فاقدي البصر أو من يعانون من ضعف حاد به على القراءة والكتابة، وتوطيد تواجدهم الفعلي في مجتمعاتهم، فضلا عن إتاحة المجال للتعرف على المشكلات التي قد يواجهونها.
يهدف الاحتفال إلى العمل على إيجاد حلول فعلية للتغلب على مشكلاتهم من خلال تضافر جهود المنظمات الدولية، وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية.
كما يتيح فرصة للاعتراف بضرورة وجود مزيد من الوسائل المساعدة للأشخاص الذين يعانون من الإعاقة البصرية، والتأكيد من خلال هذه الوسائل على مشاركتهم في مجتمعاتهم وتواجدهم في حالة تفاعل إيجابي مع الآخرين.
وقد تم اختيار يوم 4 يناير/كانون الثاني من كل عام، حيث يوافق هذا التاريخ يوم ميلاد لويس برايل عام 1809، مخترع الكتابة بطريقة برايل التى سميت على اسمه، وبرايل قد أحدث بها ثورة في حياة فاقدي وضعاف البصر باختراعه نظاما للقراءة والكتابة يعتمد على فكرة النقاط الست البارزة.
نظام لغة برايل
تعد لغة برايل نظاما للكتابة المكتوبة المستخدمة للمكفوفين أو ضعاف البصر عن طريق اللمس، وتعد هذه اللغة طريقة للكتابة في تسهيل طرق القراءة لكل من المكفوفين وضعاف البصر، وتخدم هذه اللغة المستخدمين في القراءة بفضل عرضها للحروف بالشكل التقليدي البارز.
ويمكن الكتابة بطريقة برايل مع القلم أو أدوات أخرى مثل طريقة برايل المحمولة في تدوين الملاحظات أو على جهاز الكمبيوتر الذي يطبع بشكل مزخرف.
تتشكل رموز برايل داخل وحدات من الفضاء المعروفة باسم خلايا برايل، وتتكون الخلية الكاملة من 6 نقاط مرتبة في صفين متوازيين ولكل منهما 3 نقاط، ويتم تحديد مواقف نقطة من الأرقام من واحد إلى ستة.
وتبلغ التوليفات الممكنة للغة برايل 64 باستخدام واحد أو أكثر من هذه النقاط الست، وتختلف الحروف الهجائية في لغة برايل من لغة إلى لغة باختلاف أنظمة الكتابة المطبوعة ورموزها. وعلاوة على ذلك تأتي لغة برايل في اللغة الإنجليزية بـ3 مستويات من الترميز.
وتعد طريقة برايل وسيلة اتصال للأشخاص المكفوفين، كما هو وارد في المادة الثانية من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وهي ضرورية في سياق التعليم وحرية التعبير والرأي والحصول على المعلومات والتواصل الكتابي، وكذلك فيما يتعلق بالإدماج الاجتماعي للمكفوفين، كما هو وارد في المادتين 21 و24 من الاتفاقية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 161/73 في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بإعلان يوم 4 يناير/كانون الثاني يوما عالميا للغة برايل، اعترافاً بأن تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق الوصول إلى اللغة المكتوبة شرط أساسي حاسم للأعمال الكاملة لحقوق الإنسان للمكفوفين وذوي الرؤية الجزئية.
مخترع لغة برايل
ولد لويس برايل مخترع لغة برايل في مدينة كوبفراي شرق العاصمة الفرنسية باريس يوم 4 يناير/كانون الثاني 1809، وعندما كان طفلاً في الثالثة من عمره فقد البصر بإحدى عينيه، بسبب اصطدام أداة حادة فيها، بينما كان يتعلم في ورشة والده لصناعة الجلود، حاول الأطباء إنقاذ عينه إلا أنهم لم ينجحوا، وبعد سنتين من الحادثة، فقد البصر في عينه الثانية، بسبب إصابتها بالرمد التعاطفي، وهو نوع من الالتهابات يحدث بعد إصابة إحدى العينين بكدمة قوية، ورغم ذلك أكمل حياته وبدأ يتعلم السير على طرقات مدينته الصغيرة بفضل العصا التي صممها له والده.
ذهب إلى مدرسة المدينة مستمعاً فقط حتى العاشرة من عمره، وبسب ذكائه الشديد، أرسل لإكمال دراسته في المعهد الوطني للشباب المكفوفين في باريس، وهناك أظهر تفوقا وأحدث ثورة بابتكاره نظام كتابة برايل، مستفيداً من شيفرة تدعى "الكتابة الليلية" ابتكرها ضابط في الجيش الفرنسي يدعى شارل، لقراءة الرسائل الحربية، يستطيع من خلالها الجنود التخاطب فيما بينهم في الأمور السرية بدون الحاجة للكلام أو استخدام الضوء لمشاهدة نصها، وكانت هذه الشيفرة تعمل بأن تبرز على ورق سميك أشكالاً من النقاط أقصاها اثنتا عشرة نقطة، لكل منها دلالة كلامية.
ومنذ ذلك الوقت تم اعتمادها، وأنارت لغة برايل طريق العلم والمعرفة والقراءة لملايين المكفوفين على نظام الحروف البارزة، وتمكن الكفيف أو ضعيف البصر من القراءة والكتابة عن طريق اللمس. ويشير العديد من خبراء اللغة إلى أهمية اختراع طريقة برايل للقراءة والكتابة للمكفوفين، للإسهام على نطاق واسع في إكمال النقص وإشباع الحاجة للمعرفة والعلم التي كان مكفوفو العالم يعانونه، وباتوا الآن قادرين على القراءة والكتابة كغيرهم من الأشخاص العاديين، وإن اختلفت الطريقة. في البداية واجه برايل صعوبة في فهم تلك الشيفرة، فقام بتخفيض العدد الأقصى للنقاط من 12 إلى 6، وبدأ بالعمل على اختراع طريقة كتابة جديدة، وانتهى منها وهو لم يتجاوز الـ15 من عمره، وقدمها لأول مرة لأصدقائه في المعهد في عام 1924.
أرقام وإحصائيات
أشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك 39 مليون شخص يعانون من العمى، كما يعاني 253 مليون شخص من ضعف في الرؤية، ويعيش نحو 90% ممن يعانون من ضعف البصر في البلدان النامية.
وقالت إن هناك شخصا يتحول إلى فاقد للبصر كل 5 ثوانٍ في العالم، ويتحول طفل إلى فاقد للبصر كل دقيقة على مستوى العالم.
وتتوقع التقديرات أن يرتفع عدد فاقدي البصر في عام 2020 إلى 75 مليوناً، ويعيش أكثر من نصف فاقدي وضعاف البصر في الهند بنسبة 9 ملايين، وفي أفريقيا 7 ملايين، والصين 6 ملايين، والعالم العربي 7 ملايين، و65% من المصابين بضعف النظر هم فوق سن الـ50.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg
جزيرة ام اند امز