قصة مونديال 1962.. منتخب البرازيل يكرر إنجاز إيطاليا بعد ربع قرن
يترقب عشاق كرة القدم انطلاقة النسخة المقبلة من كأس العالم 2022 في قطر، التي تقام خلال شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول.
وتستعرض "العين الرياضية" من خلال سلسلة حلقات حكاية كل نسخة من بطولة كأس العالم، والتي انطلقت لأول مرة في أوروجواي قبل 92 عاما، وتحديدا عام 1930.
كأس العالم 1962
أقيمت كأس العالم 1962 في تشيلي بقارة أمريكا الجنوبية لأول مرة منذ نسخة 1950 في البرازيل، بعد تنظيم القارة الأوروبية لآخر بطولتين عبر سويسرا والسويد في 1954 و1958 توالياً.
وحظيت كأس العالم 1962 بإثارة في الأحداث، تليق بكرة القدم اللاتينية، وهيمنة لمنتخب البرازيل على اللقب ليصبح أول منتخب من أمريكا الجنوبية يحقق المونديال مرتين على التوالي، مكرراً إنجاز إيطاليا في 1938.
أبرز الفرق التي غابت عن المشاركة في مونديال 1962 كانت السويد وفرنسا، وصيف وثالث مونديال 1958، بالإضافة إلى هولندا وبلجيكا، لكن أبرز المنتخبات الكبرى كالبرازيل والأرجنتين وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا وإسبانيا ظهرت في البطولة.
المنتخبات المشاركة في كأس العالم 1962
أقيمت البطولة بنظام المجموعات، وضمت المجموعة الأولى كلا من الاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا وأوروجواي وكولومبيا، والثانية منتخبات ألمانيا الغربية وتشيلي وإيطاليا وسويسرا.
المجموعة الثالثة ضمت كلا من البرازيل وتشيكوسلوفاكيا والمكسيك وإسبانيا، فيما ضمت المجموعة الرابعة كلا من المجر وإنجلترا وبلغاريا والأرجنتين.
نظام كأس العالم 1962
كأس العالم 1962 أقيمت بنظام المجموعات، حيث تضم كل مجموعة 4 منتخبات، بحيث يتأهل بطل ووصيف كل مجموعة للدور الثاني للعب ربع النهائي.
ويلتقي أول المجموعة الأولى مع وصيف الثانية والعكس في المجموعة الثانية ونفس الأمر في المجموعتين الثالثة والرابعة، ثم يقام نصف النهائي والنهائي بنظام خروج المغلوب.
بطل كأس العالم 1962
تأهلت فرق تشيكسلوفاكيا ويوغسلافيا وتشيلي، المنظم، والبرازيل، حامل اللقب، إلى الدور نصف النهائي، والغريب أن البرازيل كانت الوحيدة من بينهم المتصدرة لمجموعتها في الدور الأول.
فازت البرازيل على تشيلي في قمة نصف النهائي بين البطل والمنظم، بنتيجة 4-2، فيما فازت تشيكسلوفاكيا 3-1 على يوغسلافيا لتكرر إنجاز بالتأهل للنهائي الذي حققته في 1934.
نهائي كأس العالم 1962
أقيم نهائي كأس العالم 1962 في تشيلي يوم 17 يونيو/حزيران 1962، بين البرازيل وتشيكسلوفاكيا، بحضور 68 ألف متفرج.
تقدمت تشيكسلوفاكيا بشكل مبكر بعد ربع ساعة عبر جوزيف ماسوبوت عبر كرة طولية من خلف الدفاع حولها للمرمى، لكن أماريلدو تعادل للسيليساو بعد دقيقتين، بعدما استغل خطأ من حارس المرمى فيليام تشورجيف.
وفي الـ21 دقيقة الأخيرة من عمر المباراة نجحت البرازيل في تحقيق الفوز بتسجيل ثنائية عبر زيتو وفافا في الدقيقتين 69 و78 على الترتيب، حيث جاء الهدف الثالث أيضاً بخطأ من حارس المرمى.
كان هذا هو ثاني نهائي بعد ألمانيا والمجر في 1954، بين فريقين التقيا في دور المجموعات، حيث انتهى لقاء الدور الأول بينهما بالتعادل السلبي.
البرازيل وقتها باتت ثاني وآخر فريق في تاريخ كأس العالم ينجح في الحفاظ على لقبه، بعد إيطاليا بطلة نسختي 1934 و1938 على التوالي.
معركة سانتياجو
كانت معركة سانتياجو من أبرز أحداث كأس العالم 1962 في تشيلي، في المباراة التي جمعت بين إيطاليا والمنظم في قمة ربع النهائي يوم 2 يونيو/حزيران 1962.
المباراة أقيمت في العاصمة التشيلية سانتياجو، ومن هنا حملت اسم المعركة، التي أدارها الحكم الإنجليزي كين أستون، والذي كان له الفضل في تحويلها لمعركة بقراراته التي تمثلت في إشهار بطاقتين حمراويتين لماريو ديفيد وجيورجيو فيريني من الآتزوري.
المباراة شهدت مشادات ومشاجرات بين لاعبي الفريقين على خلفية نشر مقال صحفي في إيطاليا، يتهم فيه تشيلي بالفشل في تنظيم المونديال، على خلفية حدوث زلزال في البلاد قبلها، ومعاناة البلد اللاتيني من الفقر والجشع.
وحتى عند طرد فيريني من إيطاليا رفض لاعب الآتزوري الخروج من أرض الملعب، مما استدعى تدخل الشرطة لإخراجه، ورغم لكم ليونيل سانشيز من تشيلي لماريو ديفيد لاعب إيطاليا لكن الحكم تغاطى عن طرد صاحب الأرض، ليرد عليه ديفيد بركله على رأسه ويطرد.
تعرض أومبرتو ماستشيو لاعب إيطاليا للكمة قوية من سانشيز أدت لكسر أنفه، لكن ليونيل سانشيز الذي ضربه لم يتعرض للطرد.
هداف كأس العالم 1962
شهدت كأس العالم 1962 حدثاً تاريخياً، تمثل في فوز 6 لاعبين بلقب هداف كأس العالم برصيد 4 أهداف لكل لاعب في سابقة لم تتكرر في تاريخ المسابقة.
وتواجد من بين الـ6 لاعبين ثنائي برازيلي هما جارينيشيا وفافا، والتشيلي ليونيل سانشيز والمجري فلوريان ألبيرت بالإضافة لليوغوسلافي درازان جيوركوفيتش وفالنتين إيفانوف من الاتحاد السوفيتي.