بداية.. باسم كل سعودي وسعودية نقدم التهنئة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله- على هذا الإنجاز التاريخي.. ونُهنئ وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، كونه الرمز المميز لهذا الحدث، ونقول جميعاً: أهلًا بالعالم في موطن الأحداث الرياضية.
تعتبر استضافة كأس العالم لكرة القدم حدثًا عالميًا ضخمًا يؤثر بشكل كبير على البلد المستضيف. يتجاوز هذا التأثير الجانب الرياضي، ليصل إلى جوانب اقتصادية واجتماعية وثقافية واسعة.
وفي الجانب الآخر من هذا، ترفع استضافة كأس العالم مكانة بعض الدول، وتحسن من سمعتها، الأمر الذي يعزز ظهورها الدولي في جميع أنحاء العالم، ويجعلها أكثر جاذبية للسياح والمستثمرين. وبموازاة ذلك، لا تنحصر الفوائد في الدول المضيفة فقط، بل تتعداها إلى الدول المجاورة حيث تنشط حركة خطوط الطيران والفنادق.
نحن ندرك أن استضافة كأس العالم تترافق مع فرصة واعدة ومسؤولية كبيرة لدعم حقوق الإنسان طوال هذه الرحلة وما بعدها، ونثق بإمكاناتنا وقدراتنا على تنظيم نسخة استثنائية تراعي أعلى معايير المسؤولية والاستدامة، استنادًا إلى سجلنا الحافل في تنظيم الأحداث الدولية بنجاح.
التبادل الثقافي:
تتيح كأس العالم فرصة للتبادل الثقافي بين الشعوب المختلفة، مما يسهم في تقريب وجهات النظر وتفهم الثقافات الأخرى.
إن التأثير الثقافي العالمي ظل لفترة طويلة محصورًا بما تقدمه بلدان غربية من قيم ومعايير اجتماعية وفنية وثقافية وعلمية، لكن استضافة دولة قطر لمونديال كأس العالم 2022؛ أثبت أن الريادة ليست حكرًا على شعوب وثقافات بعينها.
فالذين سيأتون لغرض حضور مباريات كرة القدم، ستتاح لهم الفرصة -أيضًا- لاكتساب معرفة مباشرة عن البلد وثقافته وهُويته.
إن الاهتمام بالثقافة العربية في جميع أنحاء العالم، الذي يتجاوز مجرد الرياضة، بدا كأحد أكثر الجوانب إيجابية، مضيفا خطوة إلى الأمام على طريق التسامح والتعايش وحقوق الإنسان. تلك الخطوة مهما كانت كبيرة أو صغيرة، فإنها مدعاة للاحتفال، وستخلق آثارًا إيجابية في نفوس العالم.
وجهة اقتصادية واستثمارية
تسعى المملكة من خلال استضافتها للبطولة إلى أن تكون وجهة اقتصادية، استثمارية، رياضية، سياحية، بالإضافة إلى كونها مركزًا ثقافيًا وترفيهيًا. وسيتيح هذا الحدث للملايين من الزوار التعرف على إرث المملكة الحضاري، وموروثها الثقافي العميق الذي يعكس تاريخها الطويل والمميز.
التأثير الاجتماعي
تُعتبر استضافة كأس العالم 2034 محطة بارزة في مسيرة المملكة نحو أن تصبح وجهة عالمية رياضية، مما يعزز مكانتها في الساحة الرياضية الدولية ويجعلها منافسًا قويًا في استضافة أكبر الأحداث الرياضية في العالم.
وستسهم الاستضافة في التقارب بين مختلف شعوب العالم من خلال الرياضة الأكثر شعبية في العالم. إن هذه الأحداث العالمية فرصة لتشارك الثقافات والتعرف على حضارات العالم إلى جانب الفرص التي توفرها للمجتمعات المحلية التي تستضيف الأحداث الرياضية الضخمة مثل توفير الوظائف للشباب والفتيات، ودعم المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وتعزيز اقتصادات الأسر.
إن المملكة من خلال استضافتها هذه البطولة تفتح أذرعها لاستقبال العالم من وحي التراث العربي الأصيل والثقافة السعودية الثرية.
3 مراحل:
أولى هذه المراحل على طريق استفادة السعودية من هذا الحدث، هي الأعمال التحضيرية لاستضافة كأس العالم، سواء من خلال بناء المنشآت الأساسية أو منشآت التدريب أو غرف الإقامة وغيرها من المشاريع المرتبطة.
ناهيك بأن هذه المرحلة ستخلق زخماً اقتصادياً في المملكة، سيضيف إلى الناتج المحلي للمملكة، ويؤدي إلى دخول استثمارات محلية وأجنبية إلى القطاع، وهو ما ظهر مؤخراً من خلال دخول شركات مصرية وتركية وصينية إلى القطاع، بالإضافة إلى شركات أمريكية مثل "بلاك روك".
وعن المرحلة الثانية، نلاحظ أنها تتمثل في استضافة المونديال، فمع دخول السياح والزوار لحضور فعاليات كأس العالم، ستنتعش قطاعات عدة مثل السياحة والفنادق والخدمات والإنفاق الاستهلاكي، ناهيك بعائدات قطاعي النقل والطيران، إضافة إلى أن عدة قطاعات جديدة ستنشأ نتيجة لزيادة الطلب، مثل خدمات التأشيرات أو القطاعات اللوجستية الداعمة.
أما المرحلة الثالثة، فتتمثل في فترة ما بعد المونديال، وهنا يكمن الامتحان الأبرز للمملكة، فنجاح المملكة في تحويل تجربة الزوار خلال المونديال إلى تجربة شيقة، سيمكّنها من ضمان عودة عدد كبير منهم مجدداً، لأهداف سياحية أو عملية، أو تحويلهم إلى «مروجين» لها بحيث يقومون بتوصية أصدقائهم ومعارفهم لزيارة السعودية.
وهذه المرحلة من شأنها أيضاً أن تسهم في نمو القطاع الخاص، وتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المملكة، للاستفادة من الزيادة السياحية والسكانية فيها، من خلال تدشين وتحديث 15 ملعباً على الطراز العالمي، موزَّعة على 5 مدن هي: الرياض، والخبر، وجدة، ونيوم، وأبها، إضافةً إلى 10 مواقع أخرى.
جهود جبارة وتميز وإبداع تقدمه السعودية ممثلة بقيادتها ونقول بصوت واحد: نعم هي السعودية وكفى.. ونكرر أهلا بالعالم في 2034.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة