تحليل مباراة مصر وبلجيكا.. فيتوريا يفتح طريقا للمغرب قبل كأس العالم
حقق منتخب مصر فوزا تاريخيا على بلجيكا (2-1) في المباراة الودية التي جمعت بينهما في الكويت مساء الجمعة.
منتخب مصر نجح في تحقيق الفوز على المنتخب صاحب المركز الثاني في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، قبل 48 ساعة من انطلاق منافسات كأس العالم 2022 في قطر، بمشاركة "الشياطين الحمر".
ومن المقرر أن ينافس منتخب بلجيكا في المجموعة السادسة بمونديال 2022، بجوار منتخبات المغرب وكرواتيا وكندا.
وفيما يلي تستعرض "العين الرياضية" خلال السطور التالية بعض النقاط الفنية التي ظهرت في مباراة مصر وبلجيكا.
قراءة جيدة من فيتوريا
بدأ روي فيتوريا، مدرب منتخب مصر، المباراة بطريقة سليمة وواقعية، معتمدا على محمد الشناوي في حراسة المرمى وأمامه رباعي دفاعي مكون من أكرم توفيق وعلي جبر وأحمد حجازي ومحمد حمدي، وثنائي ارتكاز طارق حامد ومحمد النني أمامهما محمود حمادة، وفي الهجوم محمد صلاح ومصطفى محمد ومحمود حسن تريزيجيه.
وبجانب التشكيل الجيد، فقد نجح فيتوريا في تحجيم خطورة المنتخب البلجيكي، بغلق مفاتيح اللعب الخاصة به، حيث وضع رقابة لصيقة على يانيك كاراسكو وإيدين هازارد وكيفين دي بروين، وهو ما جعل الخصم عاجزا.
أكرم توفيق على وجه التحديد أغلق الناحية اليسرى الخاصة بالمنتخب البلجيكي والتي تناوب عليها الثنائي هازارد وكاراسكو، حيث كان خصما شرسا وأجهض الكثير من الهجمات.
فضلا عن ذلك، فإن طارق حامد تمكن من تحجيم خطورة دي بروين المعروف بتمريراته الساحرة، حيث دائما ما كان لاعب اتحاد جدة يضغط على نجم مانشستر سيتي لحرمانه من فرصة الدوران بالكرة.
وفرض فيتوريا تعليماته على نجوم الفراعنة بعدم الاندفاع للأمام، خوفا من سرعات بلجيكا والتزم اللاعبون بالواجبات الدفاعية، حيث ظهر الفريق بشكل منظم في لحظات التحول دفاعا وهجوما، وهو ما منع الخصم من الاختراق سواء بالعمق أو الأطراف.
محمد صلاح متعدد الأدوار
أجاد فيتوريا التعامل مع قدرات محمد صلاح بشكل مميز، حيث جعله لاعبا حرا ليس ملتزما بدور محدد، بل منحه حرية كاملة.
صلاح الذي يشغل دائما مركز الجناح الأيمن، ظهر في المباراة بعدة أدوار، حيث تواجد بكثرة أمام ثلاثي وسط الملعب، لتوزيع اللعب يمينا ويسارا، فضلا عن تبادل الأدوار مع محمود حسن تريزيجيه ومصطفى محمد.
وظهر أيضا في بعض الأحيان كمهاجم وهمي، وتحديدا في الربع ساعة الأخيرة، مع خروج مصطفى محمد ونزول أحمد سيد "زيزو".
ونتج عن ذلك صناعة الهدف الثاني لترزيجيه وتهديد مرمى الخصم في العديد من الكرات.
استغلال سرعات منتخب مصر
واستغل فيتوريا في الشوط الثاني سرعات المنتخب المصري، والمتمثلة في محمد صلاح وأحمد سيد زيزو وتريزيجيه.
فيتوريا حصل على ما يريده من مصطفى محمد بإرهاق دفاعات الخصم وسحب قلبي الدفاع من أجل منح صلاح وتريزيجه حرية كاملة.
ومع الربع ساعة الأخيرة وانخفاض معدل اللياقة البدنية، قرر فيتوريا سحب مصطفى والدفع بصلاح كمهاجم وهمي ودفع بزيزو في مركز الجناح بجانب تريزيجيه.
ذلك الوقت التزم فيه "الفراعنة" دفاعيا مع التحول السريع هجوميا مستغلين المساحات المتواجدة خلف الدفاع البلجيكي، بسرعات صلاح وزيزو وتريزيجيه، وهو ما نتج عنه خطورة مصرية كبيرة.
دفعة قوية للمغرب
فوز منتخب مصر على بلجيكا، سيعطي دفعة معنوية كبيرة للمنتخب المغربي في الظهور بشكل جيد في ثاني مبارياته بكأس العالم 2022، حين يواجه "الشياطين الحمر".
منتخب المغرب مليء بالنجوم البارزة أمثال عبدالرزاق حمدالله، مهاجم الاتحاد السعودي وحكيم زياش، لاعب تشيلسي الإنجليزي وأشرف حكيمي، نجم باريس سان جيرمان الفرنسي.
ولكن فوز المنتخب المصري سيمثل دافعا قويا لتحقيق الانتصار أمام بلجيكا، خاصة وأن المصنف الثاني عالميا لا يبدو شرسا مثل منتخبات النخبة المتمثلة في البرازيل والأرجنتين وإسبانيا وألمانيا.