مباراة بنكهة سياسية.. هل تحقق إيران حلم الـ24 عاما وتهزم أمريكا في قطر؟
كأس العالم في قطر، جبهة جديدة من "الصراع" بين أمريكا وإيران، بعد محاولات إحياء الاتفاق النووي، الذي ما زالت الخلافات بشأنه سيدة الموقف.
فإيران تمني نفسها بإعادة "كتابة التاريخ" خلال نهائيات كأس العالم المقبلة لكرة القدم هذا العام في قطر، وأن تفوز مرة أخرى على أمريكا غريمها السياسي، بعد 24 عاما من النصر الذي حققه منتخبها على نظيره الأمريكي في نهائيات البطولة بفرنسا.
وفي الوقت الذي تختلف فيه إيران والولايات المتحدة، حول تفاصيل العودة للاتفاق النووي الخاص بإيران الذي سبق وأبرم في 2015، يبدو الطريق إلى الحلم الإيراني ملبدًا بالأشواك، وخاصة وأن استعدادات المنتخب الإيراني تواجه مشكلات بسبب خلافات ومشاحنات داخلية تعكر صفو أروقة الكرة الِإيرانية.
وبعد إعادة انتخاب مهدي تاج رئيسا للاتحاد الإيراني للعبة الشعبية الثلاثاء الماضي تعززت التوقعات بقرب رحيل مدرب المنتخب دراجان سكوتشيتش قبل أقل من ثلاثة أشهر من موعد انطلاق البطولة العالمية.
بصمة سياسية
وقالت وسائل إعلام رياضية إيرانية إن المدرب كارلوس كيروش الذي عينه تاج مدربا للمنتخب في نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل وفي روسيا بعدها بأربعة أعوام يعتبر مرشحا قويا لخلافة الكرواتي سكوتشيتش.
فيما تقول وسائل إعلام إيرانية أيضا إن بعض الأصوات الداعية لتولي مدرب إيراني تدريب المنتخب الوطني رشحت كلا من أمير جالينوي وجواد نيكونام اللاعبين السابقين في المنتخب لقيادة الفريق الوطني للبلاد.
مثل هذه الترشيحات جاءت بصفة خاصة من بعض السياسيين المتحمسين لهذه المواجهة المرتقبة مع الولايات المتحدة، على أرض الملعب، في الوقت الذي ينقسم فيه لاعبو المنتخب بين مؤيدين لبقاء سكوتشيتش ومعارضين لاستمراره على رأس الجهاز الفني.
واستغنت إيران عن خدمات سكوتشيتش لفترة قصيرة الشهر الماضي، رغم أنه قاد الفريق للصعود لنهائيات كأس العالم للمرة السادسة بعد أن خسر الفريق تحت قيادته مرتين فقط في 18 مباراة.
ولم يرد سكوتشيتش مباشرة على طلب للتعليق، لكه قال عبر إنستقرام في يوليو/تموز الماضي أنه يتحمل "إساءات" و"ضغوط" من داخل أروقة الكرة الإيرانية من أجل إثبات قدرته على قيادة الفريق للوصول للنهائيات العالمية.
ويعيد هذا الموقف إلى الأذهان وضع المنتخب الإيراني قبل نهائيات فرنسا 1998 عندما تناوب ثلاثة مدربين مختلفين على تدريب الفريق خلال ستة أشهر قبل المواجهة المنتظرة مع المنتخب الأمريكي في دور المجموعات.
فقد استغنت إيران عن خدمات المدرب البرازيلي بادو فييرا الذي قاد الفريق للنهائيات للمرة الأولى بعد غياب استمر لعقدين كاملين مباشرة بعد سحب قرعة النهائيات في مرسيليا وعينت الكرواتي المخضرم توميسلاف إيفيتش بدلا منه.
وأقيل إيفيتش صاحب الخبرة التدريبية الكبيرة قبل أسابيع فقط من موعد سفر المنتخب إلى فرنسا وتولى الإيراني جلال طالبي المهمة بدلا منه؛ حيث قاد الفريق للفوز 2-1 على نظيره الأمريكي لتحتفل الجماهير في طهران بحماس بهذه النتيجة.
لكن بعد المباراة ارتكب المسؤولون الإيرانيون خطأ لأن البطولة بالنسبة لهم انتهت، وكانت عبارة عن هذه المباراة، فلم يفكروا في أي شيء آخر، وفق معنيين بكرة القدم الإيرانية.
والتشكيلة الحالية لمنتخب إيران بقيادة ثنائي الهجوم المقيم في أوروبا المكون من مهدي طارمي وسردار أزمون تبدو قادرة على تفجير مفاجأة في دور المجموعات الذي يتضمن أيضا مواجهتين مع منتخبي إنجلترا وويلز.
وفي خمس مرات سابقة في النهائيات لم يسبق للمنتخب الإيراني الوصول لمراحل خروج المغلوب، كما أن المشكلات الحالية لا ترشح الفريق للبناء على المستوى القوي الذي ظهر به في النهائيات السابقة في روسيا 2018.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4xNDQg جزيرة ام اند امز