حالة استثنائية وخيبة مونديالية.. ماذا حدث لمشروع قطر الكروي؟
خيّب منتخب قطر آمال جماهيره، بعد الخروج المبكر من منافسات كأس العالم 2022، من الدور الأول، مساء يوم الجمعة.
وتلقى "العنابي" الخسارة في أول مباراتين بواقع 0-2 على يد الإكوادور و1-3 أمام السنغال بطلة أفريقيا.
النتائج لم تكن أبدا على قدر التوقعات، بعد فترة إعداد ربما هي الأطول لمنتخب في تاريخ بطولات كأس العالم، استمرت لعدة سنوات.
كيف بدأ مشروع منتخب قطر؟
في يوليو/ تموز 2017، وبعد سلسلة من النتائج السلبية في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم FIFA روسيا 2018، أقدم الاتحاد القطري لكرة القدم على إقالة الأوروجواياني خورخي فوساتي من منصب مدرب "العنابي".
اتخذ الاتحاد القطري وقتها قرارا بتعيين الإسباني فيلكس سانشيز مدربا مؤقتا للكبار، بعد أن عمل مديرا فنيا للمنتخب الأولمبي تحت 23 عاما، لكن الأخير أبلى بلاء حسنا واستمر في منصبه حتى تاريخ كتابة هذه السطور، ومن هنا انطلق مشروع إعداد منتخب قطري واعد للحلم الأكبر؛ مونديال 2022.
وديات وبطولات عابرة للقارات
منذ تولي سانشيز المسؤولية، وفّر الاتحاد القطري كل الإمكانيات المتاحة له على أمل تحقيق أفضل نتائج ممكنة في كأس العالم.
وخلال تلك الفترة، شارك المنتخب القطري في مختلف البطولات والمنافسات القارية، منها كوبا أمريكا والتصفيات الأوروبية وكأس كونكاكاف كضيف شرف.
جاءت تلك الخطوة، ليعتاد اللاعبون على الاحتكاك بالمنتخبات الأقوى في العالم، تمهيدا للمشاركة في البطولة الكروية الأعظم.
"العنابي" خاض مباريات أمام عمالقة اللعبة، منها البرازيل والأرجنتين وكولومبيا والبرتغال وصربيا، بجانب بعض الاحتكاكات القوية مع منتخبات من آسيا وأفريقيا.
بارقة أمل
في شتاء 2019، خاض المنتخب القطري في ثوبه الجديد، منافسات كأس أمم آسيا في الإمارات.
هناك، صال وجال لاعبو قطر وقدموا مستويات مذهلة وحققوا نتائج إيجابية، أثمرت عن اعتلاء منصة التتويج بالكأس للمرة الأولى في التاريخ، بعد انتصار رائع على اليابان 3-1 في المباراة النهائية.
ومع تلك المستويات القوية، تكهن البعض بإمكانية وصول قطر إلى مراحل بعيدة في كأس العالم، مع اكتساب اللاعبين المزيد من الخبرات، ووقوف سانشيز بدرجة أكبر على نقاط القوة والضعف بين صفوف فريقه، لكن الأمر لم يكن كذلك.
ماذا قدم سانشيز مع منتخب قطر؟
بدأ التراجع الملحوظ في أداء ومستوى قطر مع سانشيز، بعد نهاية منافسات كأس أمم آسيا، لكن ذلك لم يدفع الاتحاد القطري للتضحية بـ "المشروع" مبكرا، وتمسك باستمرار المدرب الإسباني.
حسب موقع "ترانسفير ماركت"، قاد سانشيز منتخب قطر في 72 مباراة، بما فيها السنغال، حقق خلالها 36 انتصارا وخسر في 23 وتعادل 13 مرة، بينما سجل اللاعبون معه 117 هدفا واستقبلوا 90.
هل ينتهي مشروع منتخب قطر؟
بعد الخسارة في المباراة الافتتاحية لكأس العالم أمام الإكوادور، وقبل لقاء السنغال، بدا سانشيز واثقا من استمراره على رأس القيادة الفنية لأبطال آسيا.
وقال في هذا الصدد "لا أعتقد أنهم (الاتحاد القطري) سيتخلوا عن المشروع وفق نتائج كأس العالم. أعتقد أنه مستمر".
وأتم "في كل الأحوال نحن نتهيأ للخروج من كأس العالم (قبل الوداع رسميا)، وسنحاول فقط تقديم أفضل ما لدينا".
أرقام كارثية بالجملة
خلّف ظهور قطر في كأس العالم 2022، العديد من الأرقام السلبية بالنسبة لبلد مضيف للمونديال.
وللمرة الأولى يخسر المنتخب صاحب الضيافة في المباراة الافتتاحية.
منتخب قطر لم يكتف بذلك، بل عزز سجله السلبي وبات أول مضيف يخسر في أول جولتين من المونديال.
كما بات "العنابي" أول منتخب مضيف يودع البطولة مبكرا من الدور الأول منذ جنوب أفريقيا في نسخة عام 2010.
إحباط كبير
خيم الإحباط على عدد من جماهير المنتخب القطري بعد الخروج من كأس العالم، واتفق أغلبهم على أن المدرب سانشيز هو من يتحمل المسؤولية.
وفي تصريحات عبر قناة "الكأس" القطرية قال مشجع إن "سانشيز يعاني من ارتباك واضح في اختياراته الفنية، وحتى التبديلات لم يكن موفقا فيها خلال أول مباراتين".
وأضاف آخر "لا أفهم كيف يجلس مونتاري على دكة البدلاء؟ لقد ظهر بمستوى جيد أمام السنغال وسجل هدفا وكان قادرا على تقديم المزيد".
لكن لم يتطرق أحد من جماهير "العنابي" لمسألة إقالة سانشيز من منصبه، ويبدو أن لا يزال يحظى بثقة الأغلبية منهم بالفعل.