مباراة مونديالية لا تنسى.. زيدان يقهر رونالدو في النهائي الحلم
تبقى مباراة نهائي كأس العالم 1998 بين فرنسا المنظم والبرازيل حامل اللقب آنذاك، أحد أهم وأجمل المواجهات في تاريخ البطولة.
حمل نهائي كأس العالم في فرنسا 1998 العديد من الذكريات الاستثنائية في تاريخ المونديال لجيل نهاية التسعينات وبداية الألفية، الذي هيمن عليه أشهر لاعبين في تلك الحقبة؛ زين الدين زيدان والظاهرة رونالدو.
في تلك الفترة كان زيدان ورونالدو متنافسين في الدوري الإيطالي، الأول نجم يوفنتوس والثاني أيقونة إنتر ميلان، وتنافسا على "سيري آ" وقتها حتى الأنفاس الأخيرة، قبل أن يتوج به فريق "السيدة العجوز".
على الصعيد القاري، كان إنتر بقيادة رونالدو هو بطل كأس الاتحاد الأوروبي، بينما خسر زيدان مع يوفنتوس 1-0 من ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا.
قبل كأس العالم لم يكن متوقعاً تأهل فرنسا للنهائي من الأساس، رغم تأكيد إيميه جاكيه مدرب الديوك وقتها، أن بلاده دخلت المونديال للتتويج باللقب، لا شيء أقل من ذلك.
البرازيل من جانبها كانت بطلة كوبا أمريكا وكأس القارات ولديها مجموعة من النجوم التي لا تضاهى، بداية من رونالدو مروراً ببيبتو بطل نسخة 1998 وروبيرتو كارلوس وكارلوس دونجا وليوناردو والنجم ريفالدو والموهوب دينلسون وآخرين.
فرنسا على الجانب الآخر كانت تضم مجموعة من نجوم الزمن القادم، لكنهم في تلك الفترة لم يكونوا تلك الأساطير، بل مجموعة لاعبين صاعدين أمثال باتريك فييرا وتيري هنري وإيمانويل بيتيه والقائد ديديه ديشامب ولوران بلان وحارس المرمى فابيان بارتيز وبكسنتي ليزرازو والموهوب يوري دجوركاييف.
قبل المباراة النهائية أكدت تقارير إعلامية أن رونالدو لن يشارك أساسيا في اللقاء بسبب معاناته من إصابة ولكن قبل المباراة بدقائق ظهر اسم النجم البرازيلي في التشكيلة الأساسية.
قبل تلك المباراة كان زيدان لم يسجل أي هدف في البطولة، بينما رونالدو لديه 4 أهداف وفرصة التتويج بلقب الهداف لو سجل ثنائية وهو ما جعله يضغط على مدربه العجوز زاجالو ليشارك في اللقاء رغم ما قيل إنه تواجد في المستشفى قبل النهائي بـ3 ساعات فقط.
مع بداية المباراة ظهر أن المنتخب الفرنسي هو الأفضل على أرض الملعب من خلال مجموعة من الهجمات المنظمة على مرمى الخصم.
منح زيدان فرنسا التقدم بعد نصف ساعة من بداية المباراة من خلال تحويله كرة عرضية من ركلة ركنية بعد تجاوز البرازيلي ليوناردو واضعاً بلاده في المقدمة وسط أجواء هيسترية بملعب سانت دينيه.
حول جوركاييف ركلة ركنية في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول على رأس "زيزو"، عزز بها التقدم الفرنسي بهدف ثاني.
حاولت البرازيل الاعتماد على موهبة دينلسون في تفكيك دفاعات فرنسا فدخل بدلاً من ليوناردو في تغيير هجومي واضح وصريح.
ومنح دينلسون أخطر فرصة للبرازيل في المباراة كلها حينما سدد كرة في الدقائق الأخيرة ارتطمت بالعارضة.
ولكن فرنسا ردت بهدف أرسنالي عبر ثنائي الجانرز، مرر باتريك فييرا كرة لإيمانويل بيتيه وضعها في شباك الحارس كلاوديو تافاريل معلناً فرنسا بطلة للعالم.
ورغم ذلك اختير رونالدو كأفضل لاعبي البطولة بعد أداءاته القوية التي منحت السامبا مقعداً في النهائي، بينما فاز زيدان في نهاية العام بجائزتي الكرة الذهبية من "فرانس فوتبول" وأفضل لاعبي العالم من الفيفا.
باتت فرنسا هي سابع بطل لكأس العالم في 1998 قبل أن تنضم لها إسبانيا في 2010، وهما أحدث بطلين للمونديال بعد أوروجواي وإيطاليا وألمانيا والبرازيل وإنجلترا والأرجنتين.
وتعرض زاجالو لانتقادات حادة بسبب إشراك رونالدو مؤكداً أنه صاحب القرار الوحيد في الدفع به من عدمه ولم يحدث أي تدخلات، لكن الصحافة البرازيلية لم ترحمه بسبب الخسارة.
ورغم تاريخ زاجالو كبطل للعالم لاعباً في 1958 و1962 ومدرباً في 1970 لكن أول خسارة في تاريخ البرازيل بنهائي كأس العالم بقيت علامة سوداء في مشواره.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC4xOSA=
جزيرة ام اند امز