حكايات مونديالية.. "الكافيار" ينقل كأس العالم من ألمانيا إلى إنجلترا
كتب منتخب ألمانيا تاريخا كبيرا له في سجلات كأس العالم، بعد تتويجه بـ4 ألقاب في البطولة التي انطلقت عام 1930، وقاربت على الاحتفال بعامها المئوي.
ويعد منتخب الماكينات ثاني أكثر المتوجين بلقب كأس العالم بالتساوي مع إيطاليا، بعد تتويجه بـ4 ألقاب أعوام 1954 و1974 و1990 و2014، بفارق لقب واحد خلف منتخب البرازيل صاحب الألقاب الخمسة في البطولة.
وامتلك المنتخب الألماني 4 فرص أخرى لتحقيق اللقب، عندما وصل إلى نهائي كأس العالم أعوام 1966 و1982 و1986 و2022، لكنه خسر أمام كل من إنجلترا وإيطاليا والأرجنتين والبرازيل على الترتيب.
لكن أغرب نهائي لكأس العالم خاضه منتخب ألمانيا وخسره كان ذلك نهائي مونديال 1966 الذي استضافته إنجلترا وتوجت بلقبه للمرة الأولى والوحيدة في تاريخها بالبطولة حتى الآن.
تلك الخسارة كانت لها قصة غريبة تسردها "العين الرياضية" ضمن سلسلة حكايات مونديالية خلال السطور التالية.
كيف خسر منتخب ألمانيا نهائي كأس العالم 1966؟
شق منتخب ألمانيا طريقه إلى نهائي كأس العالم 1966 بكل قوة، بعد فوزه في دور المجموعات على كل من سويسرا (5-0) وإسبانيا (2-1)، وتعادله بينهما مع الأرجنتين سلبيا.
وفي الدور ربع النهائي اكتسحت ألمانيا أوروجواي بنتيجة 4-0، ثم أطاحت بمنتخب الاتحاد السوفييتي من نصف النهائي بالفوز عليه 2-1، ليضرب موعدا مع إنجلترا صاحبة الأرض في النهائي.
في المقابل، بدأ منتخب إنجلترا مشواره بتعادل سلبي محبط لجماهيره أمام أوروجواي، قبل أن يفوز على المكسيك وفرنسا (2-0)، ويتأهل لربع النهائي الذي أطاح خلاله بالأرجنتين (1-0)، ثم ألحق بها البرتغال بالفوز عليها في نصف النهائي (2-1)، ليتأهل للمباراة النهائية.
الكافيار ونهائي كأس العالم.. ثأر أم خطأ؟
شهدت كواليس تعيين حكام نهائي كأس العالم 1966 واقعة مثيرة للجدل، بتعيين الحكم توفيق باخراموف المنتمي إلى الاتحاد السوفييتي حكما مساعدا للسويسري جوتفرايد دينست.
ونقل كتاب "أغرب الحكايات في تاريخ المونديال" للكاتب الأرجنتيني لوثيانو بيرنيكي تصريحات للسوفييتي نيكولاي لاتيشيف، مراقب المباراة، والذي كان حكما لنهائي كأس العالم 1962 في تشيلي، الذي جمع البرازيل بتشيكوسلوفاكيا، يروي فيها كواليس دخول مواطنه باخراموف ضمن طاقم تحكيم مباراة ألمانيا وإنجلترا.
وأكد لاتيشيف أن باخراموف لم يكن اسمه مدرجا في الأساس ضمن طاقم التحكيم الذي سيدير نهائي كأس العالم حينها، لكنه قام بعقد اجتماع مع الماليزي كوي أوي تيك أحد أعضاء اللجنة المنظمة، تم بعده إدراج اسمه ضمن الطاقم.
وكشف لاتيشيف أن الاجتماع شهد إهداء باخراموف عبوتين من الكافيار الروسي، الذي كان يعتبر من ضمن الأفضل عالميا، إلى عضو اللجنة المنظمة، من أجل منحه فرصة الظهور في نهائي كأس العالم، كمساعد للحكم دينست، وهو ما حدث بالفعل بعدما قبل المسؤول الهدية.
وانطلقت المباراة بوجود باخراموف، وانتهى وقتها الأصلي بالتعادل 2-2، لتمتد للأوقات الإضافية التي شهدت تسجيل إنجلترا هدفا ثالثا مثيرا للجدل عبر الأسطورة جيف هيرست في الدقيقة 101، اصطدمت فيه الكرة بالعارضة وسقطت على خط المرمى دون أن تتخطاه، قبل أن ترتد إلى خارجه مجددا.
ولم يحتسب حكم الساحة السويسري الهدف في البداية، قبل أن يقنعه حامل الراية باخراموف بأن الكرة تجاوزت خط المرمى قبل أن تخرج منه، ليقوم الحكم باحتساب الهدف في النهاية وسط اعتراضات من لاعبي ألمانيا.
وحاول لاعبو الماكينات إدراك التعادل حتى الدقيقة الأخيرة لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، قبل أن يستغل هيرست اندفاعهم للهجوم ويسجل الهدف الرابع في الدقيقة الأخيرة (120)، مانحا إنجلترا لقبها الوحيد في كأس العالم.
ولم يوضح لاتيشيف سر رغبة باخراموف في الدخول ضمن طاقم تحكيم نهائي كأس العالم، هل كان مجرد حب الظهور في تلك المناسبة المهمة، أم الرغبة في الثأر لمنتخب بلاده الذي أقصاه الألمان من قبل النهائي بالفوز عليه 2-1، وحرمانه من تحقيق حلم التتويج باللقب.
aXA6IDUyLjE1LjIxNy44NiA= جزيرة ام اند امز