حكايات مونديالية.. كذبة تحول أسير حرب إلى بطل لكأس العالم
تلعب الصدف دورا كبيرا في حياة لاعبي كرة القدم في كثير من الأحيان، سواء بالتسبب في تحول سعيد أو حزين في حياة كل منهم.
هذا الأمر ينطبق على فريتز فالتر، قائد منتخب ألمانيا في مونديال سويسرا 1954، والذي تسبب صدفة سعيدة في تحويل مساره تماما، وتحويله من أسير حرب ينتظر الموت إلى بطل لكأس العالم.
وقاد فالتر منتخب ألمانيا للتتويج بلقب كأس العالم 1954، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الماكينات، بعد الفوز على منتخب المجر الرهيب حينها في النهائي بنتيجة 3-2، وهو ما جعل ذلك التتويج يمثل مفاجأة من العيار السقيل حينها.
لكن كيف حولت الصدفة مصير قائد منتخب ألمانيا من أسير حرب إلى اعتلاء منصة التتويج بأغلى بطولة في عالم كرة القدم؟.. هذا ما سنعرفه في حلقة العين الرياضية اليوم من "حكايات مونديالية".
كأس العالم وألمانيا والحرب العالمية
تم حرمان ألمانيا من المشاركة في مونديال 1950 بالبرازيل، بسبب مشاركتها في الحرب العالمية الثانية التي زلزلت العالم قبل ذلك التوقيت وحرمته من إقامة نسختين من المونديال عامي 1942 و1946.
وتم رفع الحظر بعدها عن الماكينات لتعود للمشاركة في مونديال 1954 الذي استضافته سويسرا، وكان فريتز فالتر يحمل شارة القائد حينها، ويلعب معه في الفريق أخوه أوتمار فالتر كأول شقيقين يلعبان معا لأحد منتخبات كأس العالم ويتوجان معا باللقب.
ووفقا لكتاب "أغرب الحكايات في تاريخ المونديال" للكاتب الأرجنتيني لوثيانو بيرنيكي، فإن مشاركة فريتز في المونديال كانت أشبه بالمعجزة، حيث كان معتقلا كأسير حرب لدى القوات السوفييتية بعدما شارك كجندي في الحرب العالمية الثانية.
وتم اتخاذ قرار بترحيل فالتر إلى معسكر الأسرى في سيبيريا، لكن الصدفة قادته قبل الترحيل إلى لعب مباراة مع حراس سلوفاكيين ومجريين، على الرغم من مرضه بالملاريا، ليتعرف عليه أحد الحراس المجريين بعدما شاهده في وقت سابق في مباراة بين منتخب بلاده وألمانيا.
ومن أجل إنقاذه قام الحارس بالكذب على رؤسائه وإخبارهم بأن فالتر ليس ألمانيا، وأنه من النمسا، وهو ما تسبب في إنقاذه من الموت جوعا أو مرضا بالصقيع في سهول سيبيريا، ليتم السماح بعودته لبلاده في أواخر الأربعينيات، ليعود لاستئناف مسيرته مع كرة القدم مع فريق كايزر سلاوترن.
وبعد تحقيق لقبين للدوري الألماني مع الفريق في أوائل سنوات الخمسينات، قام سيب هيربرجر مدرب منتخب ألمانيا باستدعاء فالتر ليقود أحلام الماكينات في المونديال، وهو ما نجح فيه بجدارة، حيث حقق الفريق بقيادته أول ألقابه في المونديال، واضعا اللبنة الاولى في الرباعية التي تحققت حتى الآن.