حكايات مونديالية.. المرمى الملعون ينهي صمود فرنسا ضد الأرجنتين
سجل منتخب الأرجنتين ظهوره في بطولة كأس العالم منذ النسخة الأولى التي أقيمت في أوروجواي عام 1930.
وقتها وقع راقصو التانجو في المجموعة الأولى التي تضم معهم فرنسا والمكسيك وتشيلي، حيث كان النظام يقضي حينها بتأهل المتصدر فقط إلى الدور قبل النهائي.
قص منتخب فرنسا مباريات المجموعة بمواجهة المكسيك يوم 13 يوليو/ تموز 1930، في مباراة أقيمت معها في التوقيت ذاته عدة مباريات أخرى في باقي المجموعات.
شهدت مباراة فرنسا والمكسيك أول هدف في تاريخ كأس العالم، والذي سجله الفرنسي لوسيان لوران في الدقيقة 13 من المباراة، ليمهد الطريق أمام الديوك لفوز كبير بنتيجة 4-1.
شهدت المباراة إصابة حارس فرنسا أليكس تيبو وفقدانه الوعي، وفشل الأطباء في إفاقته، مما أدى إلى خروجه من الملعب وعدم إكماله المباراة والنتيجة تشير لتقدم الديوك 1-0، ليضطروا إلى إكمال المباراة من دونه.
ولم تكن التبديلات قد عرفت وقتها، وهو ما استدعى لاعب الوسط أوجستين شانتريل لارتداء قميص تيبو وإكمال المباراة في مركز حراسة المرمى، ليقود فرنسا للفوز الكبير في النهاية.
وقبل أن يلعب منتخب الأرجنتين مباراته الأولى أمام تشيلي، لعب الديوك مباراتهم الثانية أمام راقصي التانجو، وذلك يوم 15 يوليو، أي بعد نحو 48 ساعة من مباراتهم الأولى.
الأرجنتين وفرنسا والمرمى الملعون
أقيمت مباراة الأرجنتين وفرنسا على ملعب فريق باركي سنترال، معقل فريق ناسيونال الأوروجواياني، الذي كانت جماهيره تؤكد أن أحد مرميي الملعب يواجه لعنة غريبة، وفق ما أورده الأرجنتيني لوثيانو بيرنيكي في كتابه "أغرب الحكايات في تاريخ المونديال".
وتمثلت تلك اللعنة، وفق الكتاب، في وقوع ذلك المرمى على طريق يضم سكة حديد، وكان القطار كلما مر وقرر السائق إطلاق صافرته تلقى ذلك المرمى هدفا.
شهدت المباراة عودة الحارس الفرنسي أليكس تيبو، الذي تعرض لإغماءة في المباراة السابقة أمام المكسيك، وأبدى قدرا كبيرا من الرشاقة والتألق، في التصدي بكل أجزاء جسده لهجمات الأرجنتين التي فشل لاعبوها في هز شباكه بأي طريقة.
ووصلت المباراة إلى الدقائق الـ10 الأخيرة، والنتيجة لا تزال سلبية، قبل أن يتم احتساب ركلة حرة مباشرة للأرجنتين على بعد نحو 35 مترا من مرمى فرنسا على الناحية اليمنى بالقرب من زاوية الملعب.
ورأى أغلب اللاعبين أن تلك الركلة لا تمثل أي خطورة على مرمى منتخب فرنسا، بسبب مكانها بعيدا عن مواجهة المرمى، وفي ظل تألق الحارس تيبو.
وتصدى لويس مونتي لاعب الأرجنتين للركلة، نظرا لأنه اشتهر بتسديداته القوية، حيث تعلق راقصو التانجو به من أجل محاولة تشكيل خطورة منها على مرمى فرنسا، التي قام حارسها بتشكيل حائط أمامه مكون من 3 لاعبين من أجل إحباط أي محاولة جادة.
وبالفعل سدد مونتي الكرة بقوة، وتصادف مع قيامه بالتسديد مرور القطار، ولما رأى السائق الجماهير قام بإطلاق صافرته لتحيتهم، لتخترق الكرة بغرابة ثغرة في الحائط البشري وتسكن الشباك منهية تألق تيبو حارس فرنسا، ومرسخة قصة المرمى الملعون.
وانتهت المباراة بفوز الأرجنتين بهذا الهدف، قبل أن تفوز في مباراتيها التاليتين على المكسيك 6-3 وتشيلي 3-1، لتتصدر المجموعة وتتأهل لنصف النهائي لمواجهة أمريكا، وحسم راقصو التانجو اللقاء بنتيجة 6-1 ليتأهلوا لمواجهة أوروجواي صاحبة الأرض في المباراة النهائية، ويخسروا 2-4.